دا مولد وصاحبه غايب هكذا كان توصيف محمد عبد الغني المحامي واصفا ميدان الجيزة الذي بالرغم من أن تطويره الذي تكلف الملايين لم يمر عليه سوي بضع سنوات ليفتتحه رئيس وزراء النظام السابق قبيل قيام الثورة بأشهر قليلة الا أن وضعه الحالي لا يوحي بتطوير من قريب أو بعيد فبمجرد الوجود به للحظات أو المرور منه يجعلك تكتشف عالما من الفوضي والعشوائية التي تشبه وجودك بموقف كبير لسيارات الأجرة بداية من السيرفيس المتهالك وحتي الأتوبيس الكبير مرورا بالميكروباص تستقبل أذنك ضجيجها مختلطا مع أصوات المناداة علي الزبائن والركاب القادمين والذاهبين لمناطق مختلفة بضواحي الجيزة وكأن سائقيها يرونها خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه. وأضاف عبد الغني هذا الميدان يعد أهم مكان بمحافظة الجيزة التي تعتبر المحافظة الثانية في مصر ولكن الواقع يوضح أنه لايوجد مكان أفضل أو أكبر من غيره فجميع ميادين وشوارع مصر مشتركة في الفوضي والزحام والعشوائية وخاصة في الفترة الأخيرة التي أصبحت البلطجة فيها سيدة الموقف وأصبح سوء السلوك والتصرف هو شعار الجميع فيكفي مشاهدة منظر الباعة الجائلين بمختلف ما يبيعونه من بضاعة افترشوا بها أرض الميدان ولم يتركوا مكانا الا واستخدموه في تجارتهم التي تنوعت ما بين ملابس وأحذية وأدوات منزلية وأجهزة مختلفة ولعب أطفال وغيره بالاضافة إلي استخدام اصحاب المحلات للرصيف أمام محلاتهم وكأنهم امتلكوها وليس من حق المشاة حتي الاقتراب الا اذا كانوا سيشترون أو علي الأقل سيتفرجون. مفرح أحمد موظف قال مشكلة الباعة في ميدان الجيزة تفاقمت وأصبحت لا يمكن استيعابها لدرجة أنهم حولوا المساحات التي كانت خضراء في قلب الميدان عند تطويره الي معارض للأحذية وتجارتهم فلم يعد هناك مجال للون الأخضر ولا نري سوي ألوان البضاعة التي يفترشونها في قلب الميدان مضيفا كل ذلك يضاف إلي العشوائية التي يتعامل بها سائقو السيرفيس وسيارات الأجرة وكأنهم ملوك الشارع والميدان اما بالبلطجة علي الناس سواء من المارة أو سائقي السيارات أو حتي الركاب مرورا بمعاكسة الفتيات في الشارع لدرجة أنهم عندما يتطور الامر الي خناقة تجدهم يتجمعون ويعتدون علي ضحيتهم المسكينة بمنتهي البلطجة. ويشير مفرح إلي أن كل هذه المشاهد العشوائية والسيئة تتم بجانب وحدة الشرطة العسكرية الموجودة في قلب الميدان وبجوار مسجد الاستقامة والسنترال الرئيسي في المكان وبالقرب من وحدة المرور الموجودة دون ان يتحرك للجميع ساكن وكأن هذا الوضع هو الطبيعي والالتزام أوالانضباط أصبح من الأمور غير الطبيعية ولا يمكن القبول بها مؤكدا أن تقصير المسئولين وعدم تنفيذ القانون بحزم يزيد الأمور سوءا بمرور الوقت حيث زادت توسعات الباعة حتي للأماكن التي لم تكن من المسموح الاقتراب منها في السابق ومشيرا الي أنهم أصبح وجودهم عائليا وأقارب في صورة لمة ينتمون لكبير أو معلم واحد حتي يتجمعوا ويساندوا بعضهم البعض عند حدوث أي مشاجرة ليكون الضحية في جميع الاحوال سواء مع الباعة أوسائقي الميكروباص هو المواطن الغلبان. أية فؤاد مهندسة تقول أنا من سكان منطقة الهرم عملي بالمهندسين لذلك أمر يوميا علي ميدان الجيزة ذهابا وايابا لعملي وأعاني كثيرا سواء من الزحام أو الفوضي أو التلوث والتكدس الموجود والذي يتسبب فيه الباعة المنتشرون في المكان ولا أدري أين المسئولون من كل هذا العذاب الذي نتعرض له ولماذا لا يقومون بدورهم في تنظيف المكان وتنظيمه واخلائه من العشوائية المنتشرة خاصة وأنه ميدان حيوي ومهم وكبير. عم محمد حسين صاحب محل قال كل فترة تأتي حملة من الحي والشرطة لكن لا ندري كيف يعلم بها الباعة الموجودون قبل مجيئها فنجدهم مستعدين ويبتعدون تاركين المكان حتي تنتهي الحملة من عملها وتذهب يعود الوضع فورا الي ما كان عليه وترجع الفوضي لسابق عهدها مرة أخري والتقط منه جاره سليمان فوزي الحديث قائلا كله كوم وانفجار مواسير المياه اللي بقي كل شوية بيحصل كوم تاني واخرها من كام يوم لما انفجرت ماسورة مياه بالميدان منذ الصباح وتسببت في أزمة مرور وزحام طوال اليوم بسبب المياه التي أغرقت الطرق والشوارع علي جوانب الميدان لغاية ما العمال استطاعوا السيطرة علي الوضع باستخدام سيارات الكسح بعد ما قطعوا المياه عن الميدان لمنع تدفقها وقاموا باصلاح المواسير لكن الموضوع لايجب أن ينتهي عند هذا الحد حيث لابد من اصلاح وصيانة شبكة المرافق المتهالكة بشكل عام خاصة في المناطق الحيوية والميادين المهمة لأن أي عطل أو كسر يتسبب في أزمة كبيرة الناس مش ناقصاها.