علي بعد خطوات من ميدان التحرير تجد نفسك بميدان طلعت حرب الذي يتمتع بتاريخ لا يمكن أحد انكاره ولكن هذه الهيبة اغتالتها الفوضي مع انتشار الباعة علي الأرصفة. وهو ما جعل معالمه التاريخية من تمثال طلعت حرب وعمارة يعقوبيان وصيدناوي وجروبي الذي يستقبل شخصيات راقية ومكتبة مدبولي تختفي ويحتل مكانها العشوائية التي اجتاحت جميع الميادين. ولأنه من أشهر الميادين ولموقعه المتميز وجد به الباعة المواصفات الملائمة لافتراش بضائعهم دون حسيب ورقيب ومع الانفلات الأمني الذي عانينا منه طوال الفترة الماضية. حركة التطوير واستبدال أماكنهم بسوق اليوم الواحد وجدت رواجا لدي بعض الباعة منهم فقالت خيرية علي سيدة تجاوزت من العمر الأربعين ولديها طفلتان يعاوناها في بيع بضاعتها من الملابس بالميدان إنها لا تمانع في الانتقال ومن الأفضل أن يخصص لهم أماكن بدلا من مطاردتهم كل يوم علي أن تكون الأماكن بقرب منتصف البلد مطالبا الرئيس أن ينظر بعين الرفق لأوضاع الباعة وألا يجير علي حقوقهم. انطلقت العديد من المسيرات من ميدان طلعت حرب ليأتي شريكا أساسيا في الثورة فكيف يمكن أن يستعيد الميدان هيبته الضائعة وبريقه الذي انطفي؟ أم علاء احدي الباعة بالميدان لم تعارض فكرة سوق اليوم الواحد لكن طالبت بأن تكون قريبة من وسط البلد حتي يتمكن الباعة من الذهاب بالإضافة إلي توافد الزبائن عليها وأكدت أن الميدان يتمتع بحركة بيع وشراء جيدة نتيجة توافد السياح ولكن قل تواجدهم بالفترة الماضية. وفي المقابل رحب الحاج صلاح بفكرة سوق اليوم الواحد ونقل الباعة الجائلين حيث قال إن تواجدهم يؤثر علي مصدر رزقهم نتيجة تواجدهم بشكل عشوائي بالميدان وأمام المحال مما شوه الشكل الحضاري للميدان. وقال أن عددا كبيرا من الباعة يحملون مؤهلات عليا ويجب أن يقنن عملهم وتتحول إلي تجارة مشروعة. وأضاف أن تواجد الشرطة بالميدان عاد الفترة الأخيرة وهو ما اعاد الانضباط بالميدان وانتظام حركة المرور بالميدان موضحا أنه في ظل غياب الشرطة كان الميدان أشبه بساحة للحرب بين الباعة وقلل عدد المشاجرات بالميدان. وطالب بضرورة الحفاظ علي الميدان والحفاظ علي معالمه التاريخية وتشديد العقوبة علي المخالفين لمنع عودتهم مرة أخري واغتيال حرم الميدان موضحا أن الباعة استغلوا الوضع وتواجدوا بجميع مداخل الميدان واغتالوا حرمة الأرصفة وحق المشاة وبإزالة الاشغالات تستعيد المنطقة رونقها من جديد.