استنكر أساتذة القانون الدستوري قرار الرئيس بعودة مجلس الشعب المنحل وبدء جلساته, ووصفوا القرار بأنه نهاية لدولة القانون في مصر وشددوا علي أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الخروج علي أحكام القضاء وعدم احترامها. وقال الدكتور محمد باهي أستاذ القانون الدستوري ووكيل كلية حقوق الإسكندرية, إن الأصل دائما أن يقوم رئيس الجمهورية بسحب أو إصدار أي قرار أصدرته سلطة دونه باستثناء أحكام القضاء, ولا يجوز لرئيس الدولة أن يصدر قرارا يتناقض مع أحكام القضاء. وأشار الي أن قرار عودة جلسات مجلس الشعب للانعقاد تعتبر مخالفة لحكم المحكمة, سواء قبلنا هذا الحكم أم اعترضنا عليه, موضحا أن احترام أحكام القضاء تعتبر التزاما علي جميع السلطات في الدولة دون استثناء. وأضاف باهي كان أولي بنا أن نضحي بمليون مجلس للشعب حتي لو كانت الانتخابات صحيحة من أن يقال إننا لا نحترم أحكام القضاء, متسائلا كيف يعود مجلس قال القضاء إن انتخابه كان باطلا. من جانبه, قال الدكتور يسري العصار استاذ القانون الدستوري بحقوق القاهرة, ان القرار يعد مخالفة غير مسبوقة لحكم المحكمة الدستورية العليا, مشيرا الي أنه لم يحدث مثل ذلك في أي دولة في العالم, وأن أي دولة متحضرة تحترم أحكام القضاء حتي اذا لم تقتنع بها, وقال العصار أخشي أن يكون هذا القرار هو نهاية دولة القانون في مصر, وعلل ذلك بأنه لا يجوز الخروج علي حكم الدستورية العليا, مستنكرا تأييد بعض رجال القانون لهذا القرار. وتساءل العصار: لماذا لم ينتظر الرئيس حكم القضاء الإداري في الشهر الحالي, موضحا أن أحكام القضاء واجبة النفاذ خاصة المحكمة الدستورية العليا. إسماعيل النويشي ** رئيس هيئة مفوضي الدستورية العليا: قرار الرئيس باطل ومنعدم وحكم حل البرلمان واجب النفاذ ولا يحتاج لتصديق السلطة التنفيذية أثار قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب وإلغاء حكم المحكمة الدستورية العليا, غضب شيوخ قضاة المحكمة الدستورية العليا وأساتذة القانون الدستوري في مصر, الذين أكدوا أن قرار الرئيس باطل ومنعدم وأن أي قانون سوف يصدره البرلمان سوف يكون غير دستوري. أكد المستشار طارق شبل رئيس هيئة المفوضين بالمحكمة الدستورية العليا في تصريحات خاصة ل الأهرام المسائي أن قرار رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل غير دستوري وأي قانون سوف يصدره مجلس الشعب المنحل بحكم المحكمة الدستورية العليا باطل دستوريا. وأضاف شبل أن قرار مرسي نوع من الالتفاف علي الحكم القضائي, مشيرا إلي أن حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان واجب النفاذ ولا يحتاج إلي أي تصديق من رئيس السلطة التنفيذية, حيث شملت حيثيات الحكم أسباب بطلان مجلس الشعب كاملا وليس الثلث الفردي فقط, حسب قوله. من جانبه قال الدكتور رأفت فودة رئيس قسم القانون الدستوري والعام بجامعة القاهرة: قرار الرئيس بعودة البرلمان باطل ومنعدم التنفيذ, ولا يحق لرئيس الجمهورية إعادة مجلس الشعب المنحل مرة أخري لأنه كان قائما علي نظام غير دستوري. وأكد الدكتور طارق خضر رئيس قسم القانون الدستوري بأكاديمية الشرطة أن رئيس الجمهورية لا يملك إلغاء قرار المحكمة الدستورية العليا, لأنها أعلي سلطة قضائية في مصر ويجب احترام أحكامها الصادرة مهما كانت, لافتا إلي أنه يمكن الطعن علي قرار الرئيس الصادر أمس بعودة البرلمان المنحل, وهذا القرار سوف يؤدي إلي دخول البلاد في حالة من الجدل الدستوري والسياسي في وقت تحتاج فيه البلاد إلي الاستقرار.