دائما بعد الثورة نتكلم ونقارن بيننا وبين الدول الأوروبية وأمريكا وعن تطبيق الديمقراطية والحرية والعدالة مع فارق الزمن والتطبيق والسلوك فلنأخذ أمريكا مثلا كانت أكبر بلد عنصري في العالم مع جنوب إفريقيا وإكتوي البلدان بحرب طويلة حصدت الكثير من القتلي من الطرفين علي مدار سنوات كثيرة وحرمت مناطق علي السود سواء مدارس أو أحياء سكنية ومطاعم ومؤسسات عمل. وتجيء الأيام بعد التغيير والتصالح والانتقادات الدولية أن يأتي لإفريقيا رئيس أسود هو( مانديلا) ولأمريكا رئيس أسود من أصل إفريقي مسلم وهو أوباما وبالعقلانية والتصالح تقدمت جنوب إفريقيا للأمام إقتصاديا وسياسيا وتقدمت أمريكا إقتصاديا وديمقراطيا وعاش الجميع كشعب واحد. أقول ذلك لأن الرئيس مرسي كان رئيسا للحرية والعدالة ودخل السجن سياسيا لاعتراضاته ونضاله ضد الحكم السابق وأتت به صناديق الانتخاب ووصل للرئاسة بعد انتخابات شفافة وعادلة. وطبعا نحن نتحدث كثيرا عن الديمقراطية ولكن للأسف لا نطبقها وكلنا سواء الشعب المصري العظيم بمؤسساته وإعلامه وصحافته والجيش والداخلية ومجلسا الشعب والشوري ويجب أن نقف وراء الرئيس الجديد ونسانده بكل قوة ونساعده علي إدارة وحل المشاكل المتراكمة من اقتصادية وأمنية وأخلاقية ولاستقرار مصر. وهذا لن يحصل أبدا إلا بالمصالحة الوطنية والمصارحة والمسامحة من أفراد الشعب جميعا ومؤسسات الدولة لتعود مصر إلي سابق عهدها لتتقدم الصفوف وتعود لريادتها للمنطقة الإفريقية والعربية ويعود الاقتصاد والأمن والسياحة إلي سابق عهده وهذا لن يأتي إلا بالتصالح والتعاون من الجميع والقضاء علي الإنفلات الأمني. وخلال التحول الديمقراطي ووصول أول رئيس منتخب يمكننا رصد عدد من المظاهر منها: شكره العميق للمجلس العسكري ولجيشنا العظيم علي عملهم بالوقوف بجانب الثورة في وقت صعب جدا وكذلك نزاهتهم بالإشراف علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية. أصر الرئيس مرسي علي أن يقسم القسم الجمهوري أمام آلاف المواطنين بميدان التحرير ليشكرهم علي ثورتهم التي أتت به رئيسا مدنيا لمصر لأول مرة. اعتذاره المهذب لطلبة وطالبات جامعة القاهرة علي تعديل موعد الامتحانات. مكالمته واعتذاره لشيخ الأزهر بسبب الأخطاء البروتوكولية من أفراد الرئاسة والتي غادر بسببها هو وشيوخ الأزهر جامعة القاهرة. قيام الدكتور مرسي بتسليم قضاة مصر المنتهية ولايتهم لبلوغهم السن القانونية قلادات النيل من الدرجة الأولي وشكرهم علي ما قدموه للوطن. اجتماعات وعمل متواصل مع الوزراء والمحافظين ورؤساء المحليات وضباط المرور لتحسين المرور ونظافة القاهرة ومهمات أخري. قيام الدكتور مرسي بفتح مكتبه لتلقي شكاوي ومظالم المواطنين والعمال لسرعة حل المشاكل بسرعة. ومرة أخري تعود المظاهرات من ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء إلي رئاسة الجمهورية وللحقيقة هذا ما طلبه الرئيس وهل الرئيس عنده وقت لكل هذه المشاكل. وكل ما تنتهي مشكلة تبدأ مشكلة وهي إصرار مجلس الشوري علي تغيير رؤساء تحرير الصحف القومية بدون دراسة أو تقييم لرؤساء التحرير ومن عمل منهم وما هو التغيير الذي طال الجريدة والتقدم مهنيا وماليا وقد قام عدد كبير من الصحفيين بمظاهرات متواصلة وتوزيع منشورات ضد مجلس الشوري وضد نقيب الصحفيين ولافتات( كرامة الصحفيين من كرامة مصر) وأكد عدد من أعضاء نقابة الصحفيين رفضهم لمعايير مجلس الشوري لتولي المناصب القيادية بالمؤسسات الصحفية وقام عدد من شيوخ المهنة علي رأسهم النقيب السابق مكرم محمد أحمد ومن أعضاء المجلس الحالي جمال فهمي وكيل النقابة الحالي وعلاء العطار وخالد ميري وهشام يونس وأكدوا جميعا مع عدد من المعتصمين أن الذي له حق اختيار القيادات هو مجالس إدارة الصحف القومية. وكنت أتمني أن مجلس الشوري يجتمع مع كل قيادات الصحف القومية والإنصات لهم وتبادل الرأي لمصلحة هذه الصحف وأن يكون القرار لقيادات هذه الصحف لمصلحة الصحافة والوطن وأنا أعرف شخصيا بعضا من رؤساء هذه الصحف وهم علي أعلي مستوي من الإدارة والعلم والمعرفة والخبرة ولكننا دائما نأخذ الحابل بالنابل لمصالحنا الشخصية والحزبية. وأخر الحديث إذا أردنا أن تقوم مصر من جديد فلابد من لم الشمل وتفاعل القوي السياسية للصالح العام وليس لصالح فئات معينة. وإذا أردنا أن ننهض بمصر وحل مشاكلها المستعصية فلابد من علاج الإنفلات الأمني والأخلاقي.