أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي أمس أن أمن العرب ومصيرهم هو رهن بالتقاء إرادة ونضال الشعوب فسوريا لمصر هي الامتداد المباشر للأمن القومي المصري والعكس صحيح. لافتا الي ان تضامن الشعب المصري مع شقيقه السوري هو واجب أخلاقي بمثل ما هو ضرورة استراتيجية. واعلن الرئيس في كلمته التي القاها نيابة عنه د. محمد عمرو وزير الخارجية أمام مؤتمر توحيد المعارضة السورية الذي تستضيفه الجامعة العربية رفضه القاطع لقمع النضال السلمي للشعب السوري مؤكدا دعمه التام وغير المنقوص لكفاحهم ومطالبا بتحقيق فوري عادل ومحايد يحدد المسئولين عن هذه الجرائم مشيرا الي أنه لابد من ترجمة تعاطفنا مع ضحايا القمع والوحشية التي حصدت أرواحا زكية وتضامننا الي رؤية سياسية واضحة تحدد المبادئ والخطوط العريضة لسياسة مصر تجاه سوريا والتي تتضمن التزام مصر بدعم الحفاظ علي الوحدة والسلامة الاقليمية لسوريا وتجنب سقوطها في هاوية التقسيم أو الصدام الطائفي أو المذهبي أو العرقي فقوة سوريا في وحدتها ونهضة الأمة لا تتم بغير سوريا الموحدة بكل أطياف شعبها دون تفرقة أو تمييز لأن وحدة سوريا وسلامتها خط أحمر لا يقبل المساومة. وطالب الرئيس بالوقف الفوري وغير المشروط للقتل والعنف ضد المدنيين والحفاظ علي وحدة الشعب السوري مؤكدا ان مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال استمرار حمام الدم في سوريا واستمرار القمع الوحشي للمدنيين دون حساب وان يرتهن الوضع المأساوي الذي تعيشه سوريا بحسابات قوي خارجية لتسجيل النقاط في صراعات لا علاقة للشعب الأبي والضحايا الأبرياء بها وعلي المجتمع الدولي كله مسئولية واضحة تجاه الشعب السوري. كما طالب بحل سياسي يحقق التغيير الذي ينشده الشعب السوري كاملا ويجنب الدولة السورية خطر التقسيم أو التدخل الخارجي الذي ترفضه مصر رفضا مطلقا ويؤسس لمصالحة وطنية شاملة ترأب الصدع الذي يولده القمع, مشيرا الي ان الحل السياسي لابد وان يمر بثلاث محطات أساسية تتضمن توفير الدعم التام وغير المنقوص لمبادرة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية, والأممالمتحدة كوفي أنان لوقف العنف وتمكين الشعب السوري الابي من الحفاظ علي الطابع السلمي والحضاري لنضاله وتأمين كل سوري يعبر عن رأيه بكل حرية وفي مأمن تام من آلة القمع الوحشية مذكرا الأممالمتحدة بمسئولياتها الاخلاقية والقانونية والسياسية تجاه ما يحدث علي الأرض السورية. من جانبه حث أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي المعارضة السورية علي توحيد الصفوف لتجاوز أعباء المرحلة. وقال في كلمته بمستهل اجتماع المعارضة الذي تستضيفه القاهرة أمس واليوم: أمام مؤتمر المعارضة السورية اليوم فرصة يجب المحافظة عليها, وأقول وأكرر من غير المسموح إضاعة هذه الفرصة بأي حال من الأحوال, فتضحيات الشعب السوري أكبر منا جميعا وأغلي من أي خلافات أو مصالح فئوية أو حزبية ضيقة. وأضاف: لا يجوز بعد اليوم أن نعطي الفرصة مرة أخري للمشككين بقدرة المعارضة السورية علي تحمل مسئولياتها, وعلينا جميعا المشاركة في مسئولية توحيد الصفوف والارتقاء بأساليب العمل والرؤية الثاقبة حتي يمكن تجاوز أعباء هذه المرحلة الانتقالية الصعبة. وأوضح: لقد استطاعت جهود اللجنة التحضيرية تخطي الصعاب, وتجاوز العديد من نقاط الخلاف التي كانت تحول دون توحيد الرؤية السياسية للمعارضة, وانتهت إلي إعداد أوراق العمل ومشاريع الوثائق المطروحة أمامكم, المطلوب الآن المحافظة علي هذا الزخم الإيجابي بحيث يتوصل المؤتمر إلي إقرار تلك الوثائق بعد إدخال ما يراه من تعديلات جوهرية عليها. وأكد العربي أن قرارات جامعة الدول العربية واكبت الأزمة السورية بمختلف تطوراتها وتداعياتها, ولكنه أرجع فشل المحاولات إلي مماطلة الحكومة السورية في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها علي الورق, ولا تزال تتبع الخيار العسكري بديلا عن الحل السياسي. وشدد علي أنه لا يمكن مقارنة أو مساواة ما تقوم به القوات الحكومية من اعتداء علي الشعب السوري بما تقوم به بعض أطراف المعارضة في دفاعها المشروع عن نفسها. في الوقت نفسه أكدت فرنسا أن المشاركة الواسعة في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري المقرر يوم الجمعة القادم بباريس يظهر العزلة المتزايدة لنظام دمشق. وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحفي امس أن النظام السوري اختار منذ أكثر من خمسة عشر شهرا طريق القمع الوحشي ضد شعبه في إشارة إلي أعمال العنف المتواصلة من قبل النظام السوري ضد المدنيين. وردا علي سؤال حول ما إذا كانت كل من روسيا والصين قد أكدتا مشاركتهما في المؤتمر المرتقب.. أكد فاليرو أن الصين وروسيا وجميع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مدعوون لحضور هذا الاجتماع.. مشيرا إلي انه حتي الآن لم تتلق باريس التأكيدات بشأن مشاركة بكين وموسكو. وعما إذا كان مؤتمر باريس سيدعو المعارضة السورية لتنفيذ خارطة الطريق التي أقرتها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي السبت الماضي بجنيف, والتي لا تنص بشكل صريح علي رحيل الأسد.. أشار الدبلوماسي الفرنسي إلي أن المعارضة السورية أجتمعت امس بالقاهرة بمبادرة من الجامعة العربية لبحث سبل توحيد صفوفها والاتفاق علي رؤية للانتقال السياسي لسوريا الغد. ميدانيا أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية مقتل93 شخصا امس برصاص قوات الأمن والجيش النظامي في أنحاء متفرقة من سوريا. كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد16500 شخص جراء أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ بدء الاحتجاجات قبل16 شهرا. ونقل راديو سوا الأمريكي امس عن المرصد- ومقره لندن- قوله إن نحو70% من القتلي مدنيون.