هذه هي ملامح مصر الجديدة التي طالما تحدثنا عنها طوال الشهور الماضية وكنا نقول وفي أشد اللحظات والمواقف الصعبة والقاسية ان مصر لن تكون أبدا كغيرها من الدول الغارقة في الفوضي والدماء. وكنا نحذر الذين تأخذهم الانفعالات ويستخدمون لغة التهديد بالعنف فالحقيقة أن الثورة المصرية قد استمدت طاقاتها الهائلة وقوتها الفريدة من تمسكها بسلمية سلوك الملايين حتي بعد أن سقط الشهداء والمصابون فان الدعوة الي استمرار سلمية الثورة ظلت تتردد علي لسان الجميع خاصة في ميدان التحرير وبقية الميادين المصرية. جاء التتويج لهذا المشهد المصري الفريد من نوعه أمس عندما تكررت لقطات ومواقف سوف يتوقف التاريخ أمامها طويلا ليحكي للأجيال القادمة كيف أثبتت الجينات المصرية خصوصيتها ومدي تماسكها علي الرغم من كل ما كان يقال عن صراع مزعوم علي السلطة فاذا بعملية تسليم الأمانة والمسئولية تجري في أجواء حميمية ومشاعر مخلصة للوطن والشعب قبل أي اعتبار آخر. يستطيع كل مصري أن يفتخر بهذا النموذج الرائع والرائد والتلاحم بين ابناء الوطن والرغبة الصادقة في الوصول لمرحلة البناء الحقيقي لمصر الجديدة التي ننشدها جميعا, ولعلنا نتوقف أمام كلمات مشتركة قالها الرئيس محمد مرسي والمشير طنطاوي أمس عندما أكدا ضرورة النظر الي الأمام وعدم الاستغراق في الماضي وعدم النظر تحت الأقدام مع الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من أحداث الفترة الماضية. والمعني أن المستقبل له الأولوية وعلينا عدم اضاعة المزيد من الجهد والوقت في القضايا الجدلية والجانبية. لقطات ومشاهد أمس التاريخية تثبت أن مصر علي الطريق الصحيح, وإن غدا لناظره قريب. [email protected]