في غيبة من الأحياء والقانون أطاح مقاولو الحكومة والقطاع الخاص بشبكات المياه والصرف والتليفونات العمومية بالعديد من المناطق بمدينة بورسعيد. وتحولت القضية برمتها إلي لغز محير بالنسبة لأهالي المدينة والمتابعين لأعمال هؤلاء المقاولين الذين لا يجدون من يردعهم ويحاسبهم علي ما حطمته معداتهم الثقيلة من مواسير وخطوط اتصال عامة تتوقف عليها الحياة اليومية للمواطنين. وحذر بعض المواطنين من عدم تحميل هؤلاء المقاولين المتجاوزين نفقات إصلاح, ومصروفات إعادة الشيء لأصله, وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم. وفي جولة ل الأهرام المسائي ببورسعيد رصدت السطور العديد من وقائع كسر مواسير مياه الشرب والصرف الصحي في مواقع ملاصقة لمواقع بناء بعض الأبراج السكنية الخاصة, وهو ما تسبب في غرق الشوارع, وتعطيل حركة المرور والمشاة بها, وكالعادة باشرت فرق الطوارئ بهيئة قناة السويس مهام الإصلاح وبقي السؤال عمن يتحمل فاتورته؟ وهل تنوب الأحياء عن بعض مقاولي التدمير الأرضي؟ يقول المواطن أحمد أبو طالب من قاطني حي الضواحي: إن وقائع تكسير الشبكات بالحي قد تعددت في الآونة الأخيرة, وكان أبرزها تكسير مسارات كابلات الإضاءة العامة بمنطقة الإسراء بمعرفة المقاول المكلف برمي كابلات التليفونات بالمنطقة, وهو ما حدث مع مواسير ووصلات الصرف الصحي بالمشروع القومي للإسكان بحري كلية التربية الرياضية ببورفؤاد بالعام الماضي, وشبكات الإضاءة العامة بمنطقة العائمات خلف موقف مصر نتيجة لاستخدام معدات ثقيلة تابعة للمقاول. وأضاف أنه وفي معظم هذه الوقائع الثابتة لم نسمع عن إلزام المقاولين بنفقات الإصلاح أو خصم جزء من مستحقاتهم تحت حساب الإصلاح بمعرفة الجهات الرسمية المتعاقدة معهم, وعلي رأسها التليفونات. ويتساءل المواطن محمد أبو النور من قاطني بورفؤاد, عن أسباب غياب المتابعة الدورية من جانب مسئولي الأحياء للمواقع التي تشهد أعمالا خاصة بالشبكات للاطمئنان علي سلامة الأعمال, وعدم تدميرها لبقية الشبكات العامة الأخري, ويقول: إن الملف برمته يحتاج لاهتمام علي أعلي مستوي لتحصيل حق الدولة أولا, وإسناد مهام الإصلاح لشركات متخصصة وليس لمن أتلف الشيء الذي في الغالب لا يفهم في التعامل مع ما جري كسره من شبكات أخري خارج نطاق عمله. وسعيا لمعرفة رد فعل المحافظة علي ما يجري في شوارع بورسعيد علي يد مقاولي التدمير الأرضي, كشفت مراسلات المحافظة عن خطاب المحاسب محمود مطاوع سكرتير عام المحافظة للمدير العام لسنترال بورسعيد بشأن خصم50 ألف جنيه من المقاول المكلف بتنفيذ شبكة تليفونات المشروع القومي للإسكان ببورفؤاد لتسببه في كسر وصلات الصرف الصحي المقامة حديثا لخدمة المشروع. ومن جانبه أكد المهندس حسن الورواري رئيس حي المناخ أن الحي يتابع بجدية كل الأعمال الإنشائية العامة بالحي حاليا, ولا يتواني عن التصدي لأي وقائع إتلاف للشبكات الأرضية الخاصة بجميع المرافق, مشيرا إلي تحرير محاضر فورية للمخالفين والعودة عليهم بقيمة الإصلاح وتحمل نفقات إعادة الشيء لأصله, وهو ما حدث تحديدا مع أحد المقاولين التابعين لجهاز التعمير, الذي تم إلزامه بإصلاح كابل كهرباء كان قد تحطم بسبب أعماله ومعداته.