ألف مبروك لمصر وشبابها ومصابي الثورة بانتخاب أول رئيس مدني بعد مبارزة سياسية ساخنة بين د. محمد مرسي والمرشح الخاسر الفريق أحمد شفيق, آخر رئيس مجلس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. ومن المؤكد أن الرئيس مرسي ورث تركة ثقيلة تحتاج إلي العمل الجاد والتعاون المثمر, وإنجاز المصالحة في أسرع وقت ممكن, لذلك دخل د. مرسي في سباق مع الزمن لترتيب أوراقه, وبلورة برامجه حتي يكون عند مستوي طموحات وآمال الشعب المصري, كما بادر إلي إجراء لقاءات مكثفة شملت وزير الداخلية, والمجلس الأعلي للشرطة, والنائب العام ورجال القضاء, ورئيس مجلس الوزراء, وشيخ الأزهر والمفتي, ورجال الكنيسة ورجال الدين المسيحي, وهذه بداية ممتازة للسير علي طريق الديمقراطية المطلوبة, وبدء عهد جديد يودع الماضي بمساوئه ويترك الفاسدين للقانون وللزمن.. عهد يتصالح فيه الجميع لمصلحة الاستقرار ودوران عجلة الإنتاج. المهم أنه يتعين علي الجميع احترام الشرعية والرأي والرأي الآخر, ويتفرغ أبناء الوطن للعمل والإنتاج لأن لدينا مشكلات هائلة كالفقر والبطالة والمرض, ورصيدا من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. كما يجب علي شباب الثورة ورؤساء الأحزاب وحتي المواطن البسيط أن يتصالحوا ويتكاتفوا مع الرئيس الجديد لبناء مصر الحديثة بالعمل والإنتاج لكي تعود السياحة والاقتصاد ومؤسسات الدولة. وأتمني أن تكون البداية بالتصالح مع الجيش حامي الثورة, وكذلك رجل الأمن ورجال الشرطة الأوفياء الشرفاء ليعود الأمن إلي ربوع الوطن. ومن المؤكد أن عودة الأمن لسابق عهده كفيلة بإنعاش السياحة التي يعمل بها الملايين من المصريين, بالإضافة إلي الدخل الكبير من العملات الصعبة التي نحن في حاجة كبيرة إليها لكي يستطيع الرئيس المنتخب ومؤسسات الدولة تغطية الخسائر الفادحة, والاقتصاد المنهار, والبورصة. إنني أدعو إلي أن نبدأ العهد الجديد بالعلم والاهتمام بالتعليم علي أسس علمية حديثة, بجانب اقتصاد وسياحة قويين لنقضي علي البطالة والفقر, ونحسن حالة المواطنين. إنني أطالب الرئيس مرسي والحكومة الجديدة بإعطاء أولوية لتنظيم المرور والطرق السريعة بمنظومة علمية, وهذا يحتاج إلي تعاون الجميع مع رجال الشرطة والمرور وتطبيق القانون بقوة علي الجميع لوقف البلطجة المرورية. كما أدعو إلي التصالح بين أطياف الشعب المصري ولملمة الشمل والتفاهم والتحاور بين الجميع. وأتمني أن يعي الجميع أننا داخل مركب واحد, إذا غرق غرق جميع من فيه, وسقطت الدولة, وعلي العكس لو اتفقنا جميعا وتكاتفنا ونسينا خلافاتنا ومشكلاتنا القديمة وصلنا لبر الأمان. إن الرئيس مرسي يحمل مسئولية ضخمة جدا, وأتمني أن يسارع إلي بناء جهاز أمن قوي علي أسس علمية للسيطرة علي الإنفلات الأمني, وأتمني من الشعب والشرطة أن يطويا صفحة الماضي ونبدأ صفحة جديدة لدولة مدنية حديثة تكفل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لأبنائها. لقد أحسن الرئيس المنتخب صنعا برفضه نشر التهاني بفوزه في الصحف, وكذلك رفضه تعليق صورته في المصالح والمؤسسات الحكومية, وكذلك رفض إقامة أسرته في القصر الجمهوري, مؤكدا أنه مكان لإدارة مهام منصبه فقط, وهذه بداية طيبة ومبشرة تدشن عهدا جديدا وفكرا جديدا لخصه مرسي في قوله: إنني خادم للشعب