أصبحت حديقة الحيوان بمدينة طنطا الشهيرة بحديقة الأندلس مثالا صارخا للاهمال وسوء الإدارة بعد أن تحولت الحديقة المقامة علي مساحة خمسة أفدنة بشارع البحر الرئيسي وأنشت منذ نحو40 عاما لتكون متنفسا ومتنزها لأهالي مدينة طنطا الي مايشبه المناطق العشوائية نتيجة للأهمال الصارخ وسوء الادارة الذي ادي لاهدار المال العام وعدم تحقيق الحديقة لاهدافها التي أنشئت من أجلها علي هذه المساحة الكبيرة بوسط المدينة, حيث شهدت تدهورا في جميع مرافقها خاصة مسرح الحديقة الذي تم تدميره بالاضافة لمقالب القمامة وتلال العوادم والنفايات المختلفة التي أصبحت تملأ مساحات كبيرة من ارض الحديقة في ظل غياب المتابعة وسوء الادارة الذي ادي لهذا الاهمال الجسيم للحديقة من قيادات محافظة الغربية التي تقع الحديقة في مواجهتهم ويمرورن عليها يوميا دون ان يلفت انظارهم هذا الاهمال والوضع المتردي الذي أصبحت عليه الحديقة التي لايقل زائروها عن500 زائر يوميا تقدم معظمهم بشكاوي عديدة لانقاذ الحديقة من هذا الاهمال الجسيم. يقول الدكتور محمد شريف من القاطنين أمام الحديقة ان حديقة حيوان الاندلس بطنطا تعمل لمدة ثماني ساعات فقط يوميا حيث تفتح ابوابها منذ الصباح الباكر حتي الساعة الرابعة عصرا فقط ولاتعمل فترة مسائية حتي في فصل الصيف مما يهدر دخلا ماديا كبيرا لايقل عن مائة الف جنيه شهريا يمكن للحديقة تحقيقه من ايراد رسم الدخول في حالة العمل فترة مسائية حتي العاشرة مساء خاصة في فصل الصيف وإقبال المواطنين علي الجلوس في الحديقة حيث يتم تحصيل رسم دخول للفرد الواحد قيمته ثلاثة جنيهات وتستقبل الحديقة يوميا نحو500 زائر هذا بالاضافة الي ايجار الكافتيريات الموجودة داخل الحديقة ورسوم دخول الاطفال لحديقة الطفل الداخلية وقدرها ثلاثة جنيهات لدخول الطفل الواحد ورغم ذلك لايعلم احد اين تذهب هذه الايرادات في ظل غياب المتابعة والمراقبة للاستفادة بجزء من هذه الايرادات في تطوير وتنظيم الحديقة التي تدهورت جميع مرافقها ومنها المباني الادارية للموظفين والعمال العاملين بالحديقة بالاضافة لدورات المياه التي أصبحت غير صالحة للأستخدام الآدمي. وأكد المهندس محمد عبدالرحمن من سكان المنطقة ان الحديقة تعرضت للعديد من التجازوات والمخالفات المالية مما يعد اهدارا للمال العام ومنها عمليات شراء الاعلاف والتبن والعليقة المخصصة لتغذية حيوانات الحديقة والتي لاتوجد لها اي مستندات رسمية او قانونية او مالية ومما ساعد علي ذلك عدم وجود اي جهات رقابية لمتابعة ذلك هذا بالاضافة لعدم خضوع الحيوانات الموجودة بالحديقة للاشراف الطبي وهو مايهدد بحدوث كارثة بيئية ووبائية, أما الاكثر غرابة فإن حديقة الحيوان بطنطا يوجد بها حيوان ابوسول وهو حيوان ليلي لاتتم الاستفادة منه ولايمكن للزائرين للحديقة مشاهدته ورؤياه لان الحديقة للأسف لاتعمل فترة مسائية وتغلق ابوابها في الرابعة عصرا اما المشكلة الاخلاقية التي أصبحت تشهدها الحديقة فهي انتشار الاعمال المخلة للآداب داخل الحديقة نظرا لغياب الوجود الأمني بشكل نهائي داخل الحديقة. وأشار مصدر مسئول بالحديقة الي أن هناك بالفعل تجاوزات ومخالفات كانت سببا رئيسيا في تدهور الاوضاع داخل الحديقة وإهدار المال العام ان هذه المخالفات هي مثار تحقيقات الآن بمعرفة الشئون القانونية بمديرية الطب البيطري خاصة ان هناك من يسعي لاستمرار هذا التدهور والانهيار للحديقة بشكل متعمد بسبب سعي مجموعة من رجال الاعمال والمستثمرين بمدينة طنطا للحصول علي مساحات كبيرة من ارض حديقة الحيوان لاقامة ابراج سكنية ومحلات ومشروعات تجارية خاصة ان موقع الحديقة يقع في وسط المدينة وفي افضل المناطق الحيوية والرئيسية بعاصمة محافظة الغربية. علي الجانب الآخر أعلن اللواء اسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بالقاهرة بان جميع حدائق الحيوانات علي مستوي الجمهورية ومنها بالطبع حديقة حيوان طنطا لابد ان تخضع ادارتها لطب البيطري ولايمكن فصلها عنه الا بقرار جمهوري وذلك نظرا لوجود اجراءات وشروط دولية تنظم العمل بين حدائق الحيوانات والادارة البيطرية والتي تعتمد في عملها علي اطباء الحياة البرية سواء في اسلوب وعلاج الحيوانات او طريقة التعامل معهم والتي لايصلح فيها اطباء من اي جهة اخري وأكد ان قرار نقل تبعية حديقة الحيوان بطنطا الي محافظة الغربية لادارتها بعد تسلمها هو اجراء وقرار غير قانوني ولن يتم تنفيذها. كما أشار الي ان اسباب تدهور حديقة حيوان طنطا يعود في المقام الاول الي عدم وجود دعم مادي لاعادة تطويرها في ظل ضعف الايرادات الحالية خاصة ان عائد سعر تذاكر دخول الحديقة يعتبر ضعيفا ولايوفر اي مبالغ يمكن استغلالها في اعمال تجديد وتطوير الحديقة والتي أصبحت تحتاج الي المساندة والدعم المادي سواء من جانب الجهات المسئوله بالدولة او عن طريق جمع التبرعات. في نفس الوقت, اصدر المستشار محمدعبدالقادر محافظ الغربية قرارا بتشكيل لجنة هندسية من اساتذة جامعة طنطا لاعداد دراسة وتخطيط مناسب لاعادة تطوير وتجديد حديقة حيوان طنطا الشهيرة بحديقة الفردوس لتحقيق اكبر استفادة منها وذلك بعد موافقة المهندس محمد رضا اسماعيل وزير الزراعة علي تسليمها لمحافظة الغربية لادارتها وتولي مسئوليتها بعد حالة الانهيار التي شهدتها الحديقة أخيرا وتحولها الي مكان شبه مهجور جعلها لاتؤدي الهدف والغرض الذي انشئت من اجله. وأكد محافظ الغربية علي اهمية اعادة تأهيل الحديقة وتطويرها بالشكل الامثل والمناسب باعتبارها المتنفس الوحيد لاهالي ومواطني مدينة طنطا واعادة نظام وأسلوب وهيكلة العمل الاداري بالحديقة بما يضمن تحقيق عائد مادي يمكن استغلاله في تطوير الحديقة بصفة مستمرة.