لم يكن نبأ القبض علي مسجل خطر وبحوزته قنبلة وقذائف مضادة للطائرات ودانة مدفع بالقرب من نفق التسعين علي الطريق الدائري هو الأول في سلسلة أخبار حول أسلحة ومدافع من أنواع وطرز لم نكن نسمع عنها في الشارع المصري. وربما لن يكون الأخير فمنذ أحداث الانفلات الأمني واقتحام السجون في يناير من العام الماضي الذي تلا انسحاب الشرطة في جمعة الغضب ونحن نسمع عن أنواع جديدة من البلطجة وانتشار للأسلحة بشكل يثير الرعب في قلوب المصريين حيث وصل الأمر الي التجارة فيها ببيعها وشرائها بشكل عادي جدا وكأنها سلعة مثل غيرها من السلع الضرورية للحياة العصرية. لم يقتصر الأمر علي الأسلحة الخفيفة للاستخدام الشخصي فمنذ أيام أعلنت الأجهزة الأمنية عن ضبط مخازن صواريخ مضادة للطائرات ومدافع جرينوف بمحافظتي البحيرة والجيزة لم نعرف حتي الآن إلي أين كانت ذاهبة وإذا ما كانت ستستخدم, الأمر الذي يزيد من الخوف لدي رجل الشارع. الحكاية دي بقت عادية جدا في الخناقات دلوقت جملة نطقتها أميرة ياقوت ربة منزل بمنطقة الوحايد بالدويقة التي كانت بداية رحلتنا مع حكايات الناس والأسلحة عندما كانت ترد علي سؤالنا حول الأسلحة والخناقات.. وبضحكة تحمل مغزي خلاص اتعودنا قالت زمان كان العادي عندنا هي السنج والمطاوي في الخناقات وكانت الاصابات أمرا طبيعيا بعد كل خناقة لكن دلوقتي بقت موضة قديمة فالأسلحة النارية من طبنجات ومسدسات ورشاش آلي أسلحة اتعودنا عليها من كثرة ماشفناها وسمعنا أصواتها. وبسرعة استدركت: دا لسه امبارح بالليل فيه واحد مات في مربع المسجلين جنبنا بسبب هزار بين اثنين قلب خناقة واحد فيهم سحب الطبنجة وضربه في صدره وواحد تاني من منطقة مساكن سوزان مبارك اللي قدامنامحجوز في المستشفي بين الحياة والموت بسبب خناقة واحد ضربة فيها بسنجة. وبسؤالها عما تعرفه عن مصدر هذه الأسلحة: قالت بسرعة شديدة مسروقة ثم تابعت من ساعة الثورة والهجوم علي اقسام الشرطة والسجون الدنيا اتملت اسلحة وبقينا نشوفها كثير وفيه ناس بتشتريها عادي يعني لكن لا أعرف من أين. حازم سيد تطوع للاجابة فقالمن أي حتة في البلد تجارة السلاح زي بيع العيش علي الرصيف, ممنوع لكن بيحصل ولو عايزة هاتي فلوس وتعالي معايا أجيبلك السلاح اللي انتي عايزاه!! مبقاش فيه أمان في الشارع أنا عندي30 سنة وصنايعي مش بصنعة واحدة لكن اثنين فأنا ميكانيكي واسترجي لكني أجلس في البيت حاليا بسبب خناقة تم فيها استخدام الاسلحة امام الورشة التي كنت أعمل بها بسبب وقت الدعاية الانتخابية للرئاسة حيث كان صاحب الورشة يعلق صورة أحد المرشحين ثم جاء أنصار المرشح المنافس وقاموا بلصق صورة مرشحهم مكانها فما كان من صاحب الورشة الا أن اعترض وتطور الأمر الي اشتباك بالأيدي وسحب للأسلحة وخناقة أغلقت الشارع وجاءت الشرطة بعد ان تم تكسير الورشة التي اغلقها صاحبها واعطي العمال فيها اجازة مفتوحة.. ثم سكت قليلا وأضاف بلدنا مبقاش فيها مكان غير لثلاث شغلانات اما بلطجي او تاجر مخدرات او قهوجي يقتات من جلوس العاطلين والبلطجية وتجار المخدرات علي قهوته. وحذر حازم من مخاطر كبيرة يمكن ان تقع بالسلاح اذا لم يشعر الناس بنتيجة سريعة تكون لصالحهم بعد انتظار اكثر من عام ونصف علي الثورة قائلاإذا لم نشعر بتحسن سريع بعد انتخاب الرئيس فانتظروا ثورة جديدة ستكون اكثر خطورة وعنفا. تركنا حازم وقابلنا الحاجة ماجدة خمسة وستون عاما حيث قالت قولوا للي فوق اللي ماسكين البلد حرام اللي بيحصل ده للناس خلاص قربت تاكل بعض.. سلاح ايه؟ مش بس سلاح دا بلطجية وشضلية وهم كبير عايشين فيه ومش لاقيين حد يحس بالناس.. وما بنشوفش غير ناس بتطلع في التليفزيون تتخانق مع بعضها وهي بتتكلم عن حقوق الغلابة وهما مايعرفوش حاجة عنهم ولا عمر هم شافوهم!.. سيد عبدالعال محصل بهيئة النقل العام بالقاهرة اكد حالة الهلع الموجودة عن الناس من سماع هذه الاخبار ورؤية صور المضبوطات من الأسلحة مشيرا الي ان المخاوف علي النفس والابناء وبخاصة البنات قد زادت بشكل كبير في الشارع وقال علي الرئيس المنتخب أيا كان اسمه ان نكون عودة الأمن في أول ماسينظر فيه من مطالب الشعب لانه مع تحسين الدخل اهم حاجتين احنا عايزينهم سريعا قبل ان تزيد الامور سوءا. الحاج علاء العمدة عمدة قرية كوم السمن أكد ارتباط ضبطيات الأسلحة بمحاولات الاجهزة الامنية السيطرة علي حالة الانفلات الأمني ومظاهرها المتمثلة في تعدي البلطجية علي المواطنين وترويعهم خاصة علي الطرق المحورية خارج المدن مثل الطريق الدائري مشيرا الي ان مايتم الاعلان عنه يجب ان يطمئن الناس لوجود مجهودات تبذل لعودة الامن للشارع المصري.