وصل حد الاستهتار بمسئولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط إلي التسبب في كارثة بيئية ربما تؤدي إلي قتل مئات الأشخاص من الأبرياء ممن لا حول لهم ولا قوة حيث تقوم شركة المياه بإلقاء مياه الصرف الصحي غير معالجة والناتجة عن محطة الصرف الصحي بعرب المدابغ في مصرف ترعة الزنار الذي يمر بأكثر من قرية ونجع وعزبة وهو ما يترتب عليه العديد من الكوارث البيئية أقلها انتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين البسطاء الذين يتناولون الخضراوات المتشبعة بمياه الصرف الصحي والغريب أن محطة الصرف بمنطقة عرب المدابغ المنشأة حديثا والتي أعدت خصيصا لتستوعب مياه الصرف الناتجة من مدينة أسيوط وتتم تحليتها واستغلال المياه الناتجة في ري غابة الاشجار الخشبية المفترضة اقامتها ولكن ذلك لم يحدث حيث تم القاء مياه الصرف في الترعة الجنابية المارة بقري عزبة ابو القاسم وحي السلام وغرب السكة والدارين وبني حسين والهدايا والبورة وبني غالب حتي عرب الشريفة, مما أدي إلي تراكم السموم التي تهدد اكثر من مائة الف نسمة, بجانب الاف الافدنة تروي بمياه الصرف لتسمم الحاصلات الزراعية. وقال جمال إسماعيل عطية من قرية بني حسين إن ما يحدث أقل ما يوصف به أنه كارثة بيئية حقيقية تلاحق أهالي القرية بالموت, حيث ان الشركة تتعامل باستهتار تام مع حياة وأرواح المواطنين البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة وتسير في مخططها الإجرامي دون رقيب أو حسيب خاصة أن الشركة تفرغ أحواض الصرف الصحي الخاصة بمدينة أسيوط بأكملها في ترعة الزنار التي تمتد إلي عدة قري متجاورة وهو ما يزيد من حجم المأساة التي يتعرض لها الأهالي بصفة يومية. أضاف خالد سيد محمود من أهالي عزبة أبو القاسم أن حياة أهالي قري ونجوع أسيوط أصبحت في خطر حقيقي بسبب قيام الشركة بتصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة في ترعة الزنار التي يستخدمها المزارعون في ري أراضيهم وهو ما يهدد المحاصيل الزراعية المتشبعة بمياه الصرف الصحي والسموم الكيماوية ويترتب علي ذلك حدوث أمراض جمة لأهالي أسيوط عامة الذين يتناولون تلك الخضراوات والمحاصيل منها الفشل الكلوي التي يتقشي في جميع القري التي يمر بها ذلك المصرف الذي يهدد حياه الجميع. وأوضح هاني فتحي دسوقي موظف أن ما تقوم به شركة المياه هو جريمة يحاسب عليها القانون حيث تقوم الشركة بمخالفة قواعد الصحة البيئية وترتكب كارثة بيئية بإلقاء مياه الصرف الصحي في مصرف الزنار وهو ما ترتب عليه قتل الاسماك بالترعة وكل الكائنات الحية بها من طيور خاصة بالأهالي كانت تسبح في تلك المياه وكذلك ظهور جيل جديد من الحشرات الزاحفة والكائنات الغريبة التي أستوطنت ذلك المصرف وتحولت إلي مفرغة لأنتاج الكائنات الغريبة التي تتسبب في وفاة بعض الأشخاص بسبب زحفها علي المنازل هذا فضلا عن ظهور جيل من الحشرات الطائرة التي تغزو منازل القرية وتقوم بنقل الأمراض ونشر الوباء بالقرية حتي أن الجميع بات يخشي الموت من ذلك المصرف. وأشار حامد عبد الله جلال مدرس إلي الأبعاد المترتبة علي هذه المياه الملوثة التي يستخدمها المزارعون والفلاحون ومربو الماشية علي حد سواء, من خلال تلوث الحاصلات الزراعية والخضراوات وإصابة الثروة الحيوانية بالميكروبات لذا نناشد مسئولي أسيوط سرعة التدخل وإنقاذ أهالي قري ونجوع أسيوط من الموت المحقق الذي يلاحقهم سواء بيئيا أو بكتيريا من خلال التلوث الذي يحدث. وقال سيد عامر محمود مزارع إننا مضطرون لاستخدام تلك المياه الملوثة بالرغم من علمنا بخطورتها لعدم وجود مصدر بديل للمياه لري الأراضي التي من الممكن أن تموت عطشا لو لم نروها من تلك المياه مشيرا إلي أن المزارعين هم الأشد تضررا عن غيرهم سواء من الأحتكاك المباشر مع تلك المياه الملوثة أو من خلال الأعطال المتكررة لماكينات الري بسبب سحبها للحشائش والطحالب المنتشرة علي سطح الترع والتي تعطلها ونتكبد مبالغ جمة لإصلاحها. وطالب شعبان محيي الدين مجدي موظف بضرورة تشكيل لجنة محايدة من مقر وزارة الصحة بالقاهرة بعيدا عن أسيوط وذلك بسبب عضوية وكيل وزارة الصحة بأسيوط في مجلس إدارة شركة المياه وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس جامعة أسيوط ووكيل وزارة البيئة الذين يتقاضون مبالغ من الشركة نظير عضويتهم بها ومن الممكن ان يؤثروا علي اللجنة المشكلة من أسيوط لذا يجب تشكيل لجنة من القاهرة حتي تتمكن من كشف تلك الكارثة التي تهدد حياة أهالي أسيوط ويجب عقب ذلك إلزام الشركة بتشغيل المحطة واتخاذ الاجراءات القانونية ضد كل من مسئولي شركة المياه وجهاز شئون البيئة ووكيل وزارة الري ووكيل وزارة الزراعة ووكيل وزارة الصحة وكذلك رئيس حي غرب لمشاركتهم بصمتهم في تلك الكارثة. وحذر الدكتور علي حسين زرزور أستاذ الصحة العامة بجامعة أسيوط من تداعيات ذلك الموقف الخطير خاصة وان منطقة عرب المدابغ تعد بؤرة ملوثة تشع التلوث لكل أرجاء محافظة أسيوط حيث أكد أن تلك المشكلة تؤرق جميع أهالي أسيوط وذلك لما تمثلة من خطورة علي حياة الانسان خاصة مع اختلاط مياه الصرف الصحي مع المياه التي يستخدمها المزارعين في ري الزراعات الورقية الخضراء مثل الجرجير والخيار والطماطم وغيرها من الخضراوات التي تعود للانسان مرة أخري عقب تناولها ويعد ذلك جرم كبير لا يغفر فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة من تلك المصارف التي تسبب اضطرابات بالجهاز التنفسي. وكانت المفاجأة في تعقيب المهندس محمد البدري رئيس مجلس إدارة شركة المياه بأسيوط الذي أعترف بتصريف المياه في مصرف الزنار وهو جالس في مكتبه دون الذهاب لتقصي حقيقة الأمر مؤكدا أن الشركة تقوم بذلك لعدم وجود مساحة للغابة الشجرية حيث المساحة المتوافرة للغابة الشجرية تقدر ب107 أفدنة منهم27 فدانا تمتلكها الشركة و80 تمتلكهم الزراعة لذا تم أخذ موافقة مديرية الري لتصريف المياه بذلك المصرف. أضاف أن المياه التي يتم إلقاؤها في المصرف مطابقة للمواصفات وغير ضارة بالصحة متجاهلا الفضلات التي تطفو علي سطح المصرف الذي يستخدمه المزارعون لري أراضيهم.