[الإعلان المكمل يشعل جدلا دستوريا] تباينت ردود الأفعال حول الإعلان الدستوري المكمل, الذي أصدره المجلس الأعلي للقوات المسلحة مساء أمس, ففي الوقت الذي رحب فيه البعض بالإعلان باعتباره ضروريا لسد حالة الفراغ التشريعي بعد حل مجلس الشعب, واستجابة لمطلب المجلس الاستشاري منذ أسابيع, أكد البعض الآخر أن توقيت صدور الإعلان الدستوري مريب وأنه لا محل له من الاعراب. وقال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد الفقيه الدستوري, إن تعديل المادة60 من الاعلان الدستوري في الاعلان المكمل لكي تنص علي أنه في حال وجود مانع يحول دون أداء الجمعية التأسيسية مهامها, يقوم المجلس العسكري بتشكيلها بشرط أن تمثل جميع الأطراف, يعد مخرجا توافقيا دستوريا آمنا للخروج من الأزمة بدون مخالفة القانون. وعلق الفقيه الدستوري علي تعديل المادة30 من الإعلان الدستوري حتي يؤدي رئيس الجمهورية المنتخب اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا بالمسألة الثانوية التي يجب ألا نهتم بها في التوقيت الحالي, موضحا أنه يمكن تجديد اليمين أمام البرلمان بعد انتخابه, والأولي حاليا أن ننتهي من تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور. وأعرب الدكتور أسامة المليجي أستاذ المرافعات بكلية الحقوق جامعة القاهرة عن استيائه من إصدار الإعلان الدستوري المكمل قائلا: إنه إعلان لا محل له من الإعراب لأن المجلس العسكري ليس من حقه انتزاع سلطات التشريع أو الالتفاف علي نص الإعلان الدستوري الذي تم الاستفتاء عليه يوم19 مارس.2011 وقال المليجي: إن الإعلان المكمل الذي ابتدعه العسكري سلب سلطات رئيس الجمهورية, مشيرا الي انه انقضاض علي مبادئ وأهداف الثورة واجهاز تام عليها, ويؤكد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لن يسلم السلطة كما وعد قبل ذلك. وأضاف: أن لغز الإعلان الدستوري المكمل يضاف الي ألغاز قيام المجلس العسكري بحل مجلس الشعب رغم انه لا يملك سلطة قانونية تخول له ذلك. واعترض الدكتور ثروت بدوي أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق جامعة القاهرة علي المادة60 مكرر(1) موضحا ان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والمحكمة الدستورية وكل أجهزة الدولة تعمل بناء علي الدستور, لذا ليس من حق أحد الاعتراض علي أحد مواده. وأضاف أنه ليس من حق القوات المسلحة أن تضع الدستور, لأنه لابد من وضع دستور يعبر عن البلاد ويشارك في وضعه الشعب نفسه. وأضاف ان المادة35 مكرر بالتعديل الدستوري بها خطأ كبير, متسائلا: ماهي اختصاصات أعضاء المجلس في حال تغييرهم بأعضاء جدد أو موت أحدهم؟! وقال أسامة برهان أمين عام المجلس الاستشاري إن الإعلان الدستوري المكمل جاء استجابة لمطالب المجلس الاستشاري الذي طالب منذ أسابيع بإعلان دستوري مكمل وخاصة لعلاج وتلافي أخطاء المادة60 من الإعلان الدستوري الذي صدر في30 مارس2011 فضلا عن أن إصداره أصبح ضرورة ملحة عقب حل مجلس الشعب. وأضاف ان الإعلان الدستوري المكمل سحب معظم الصلاحيات ومنحها للمجلس الأعلي للقوات المسلحة, حيث لم يكتف باعطائه سلطة التشريع, ولكن بعض السلطات التنفيذية أيضا.