العنصرية.. أول قضية فرضت نفسها علي الساحة في منافسات بطولة كأس الأمم الاوروبية وقبل ان يسدل الستار فيها عن الجولة الاولي في المجموعات الاربع ومبكرا جدا أصبح الحديث عن قضية العنصرية داخل القارة العجوز أمرا ضروريا في ظل البداية الساخنة و الدرامية التي تعرض لها العديد من نجوم المنتخبات من اصحاب البشرة السمراء, من جماهير الفرق المنافسة التي قد تملك في نفس الوقت لاعبين اصحاب بشرة سمراء او من لاتملك. القضية بدأت في الظهور ولكن لايزال الاتحاد الاوروبي يتعامل معها في هدوء دون اتخاذ لائحة عقوبات خاصة لمواجهة الظاهرة التي يخشي الجميع ان تخرج من حيز التدريبات الي المباريات الرسمية, وظهور هتافات عنصرية في المدرجات. الامور تخطت الحاجز الاحمر, ولعل ابرز نموذج علي هذا تهديدات القتل التي أطلقها ماريو بالوتيللي مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب إيطاليا الذي أكد انه سيترك الملعب في أية مباراة يجد فيها نفسه يتعرض لهتافات عنصرية تخص بشرته السمراء ويندفع تجاه المدرجات ويقتل من يهتف ضده. تصريح خطير قابله ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي, بقرار ناعم وهو انه لايحق للاعب ترك الملعب اثناء المباراة ولو فعلها فهو يستحق البطاقة الصفراء من جانب حكم اللقاء, دون ان يتطرق الي عقوبات واضحة تجاه من يملك جماهير عنصرية. وهناك منتخبات بدأت العنصرية تلاحقها بصورة سريعة للغاية, وكتبت السطر الاول في تلك الظاهرة اثناء اداء مرانه الاساسي قبل ملاقاة الدنمارك في المجموعة الثانية, وخلال المران تعرض عدد من اللاعبين اصحاب البشرة السمراء للاستفزاز العنصري من خلال اطلاق مشجعين لصيحات القرود ساخرين من بشرتهم السوداء, حيث تضم تشكيلة الطواحين عددا لا بأس به من اللاعبين اصحاب البشرة السمراء, أبرزهم فاندر فيل وفيلمز نجمي الدفاع ونايجل دي يونج لاعب الوسط المدافع وروي فيلار الجناح الايسر, وتسببت هذة الصيحات في احداث ألم داخلي لدي اللاعبين أعترف به أرين روبين جناح ايسر المنتخب الذي اكد ان ماحدث امر غير مقبول, وتردد بعد الخسارة امام الدنمارك بأن اللاعبين تأثروا نفسيا بالبداية العنصرية المبكرة التي شهدتها منافسات اليورو. السيناريو نفسه تكرر مع منتخب اخر كان يستعد لأولي مبارياته في البطولة وهو منتخب انجلترا والذي يضم بدوره عددا كبيرا من اللاعبين اصحاب البشرة السمراء امثال اشلي كول الظهير الايسر وجوليان ليسكوت قلب الدفاع وداني ويلبيك وجيرمن ديفو رأسي الحربة, حيث قوبل اوتوبيس المنتخب الانجليزي اثناء انتقاله من مقر اقامته الي ملعب التدريب في اوكرانيا لهتافات عنصرية للاعبيه وصيحات القرود تلاحق. ولكان لم يظهر اللاعبون ردود أفعال, وبدا واضحا الخبرة الكبيرة التي يملكها الانجليز امام تلك المواقف التي تعرضوا لها عدة مرات في مباريات محلية وقارية. ولم يعلن روي هودجسون المدير الفني رد فعل رسمي من جانبه أمام تلك الهتافات. وتلعب انجلترا في مجموعة واحدة مع أوكرانيا ضمن منافسات الدور الأول. ومن المنتخبات التي تعرضت لنفس المحنة ايضا منتخب فرنسا الذي يملك لاعبين اصحاب البشرة السمراء مثل ستيف مانداندا حارس المرمي البديل ومافيلا قلب الوسط المدافع وحاتم بن عرفة صانع الالعاب وتراوري لاعب الارتكاز وفلورين مالودا الجناح الايسر, وهم ايضا يلعبون مع انجلترا واوكرانيا في مجموعة واحدة ولكن جاءت صيحات القرود لتنهال علي مسامع لاعبي فرنسا خلال اداء المران الاساسي قبل ملاقاة الانجليز.