أقر مجلس الشوري في جلسته أمس برئاسة الدكتور أحمد فهمي التقرير النهائي الخاص بمعايير وضوابط اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية لدورة جديدة واستيضاح جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للمؤسسات الصحفية بما يكفل استقلالها وقرر المجلس تشكيل لجنة تتولي الاشراف علي اختيار رؤساء التحرير برئاسة المهندس فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة وتضم في عضويتها كلا من رئيس اللجنة الدستورية والتشريعية ورئيس لجنة تنمية القوي البشرية ورئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية ورئيس لجنة الشباب ونقيب الصحفيين و9 أعضاء يختارهم مكتب مجلس الشوري بينهم اثنان من شيوخ الصحافة واثنان من المجلس الأعلي للصحافة و اثنان من أساتذة الاعلام وأستاذ في الإدارة والاقتصاد وعضو من لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشوري علي أن تعلن اللجنة عن فتح باب الترشيح وآخر موعد لقبول طلبات المرشحين خلال مدة أسبوع من تاريخ فتح باب الترشيح وتتولي اللجنة دراسة ملفات المرشحين في ضوء البيانات الشخصية والأرشيف الخاص بكل منهم وتطبيق المعايير علي كل مرشح لاختيار3 اشخاص للاصدار اليومي وشخصين للاصدار الأسبوعي وشخصين للاصدار الشهري والفصلي علي ان يختار مجلس الشوري واحدا منهم. وتضمنت المعايير التي اقرها مجلس الشوري لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية ان يكون المرشح ذا كفاءة مهنية وإدارية وألا يكون قد تورط في وقائع فساد أو سوء إدارة أو اهدار للمال العام أو أي قضية مخلة بالشرف وألا يكون ممن يسري عليهم قانون إفساد الحياة السياسية وألا يكون قد تعرض لجزاء تأديبي من نقابة الصحفيين وألا يكون ممن روجوا للتطبيع مع الكيان الصهيوني وأن يكون ذا ثقافة واسعة ومستوعبا لمقتضيات العصر وأن يقدم أرشيفا يحوي فكرة وإدارته وتصوراته وابداعاته وسيرته الذاتية يقدم فيها تعريفا بخبراته والمهام التي تولاها خلال سنوات خدمته بالإضافة إلي ضرورة ألا يكون قد مارس خلطا بين الإعلان والتحرير أو عمل كمستشار إعلامي لمسئول حكومي أو رجل أعمال أو شركة أو مصلحة محلية أو أجنبية واشترط مجلس الشوري في رئيس التحرير ألا يزيد عمره علي60 عاما. وأن يكون ذا خبرة في المجال الصحفي لمدة لاتقل عن15 عاما وأن يكون قد امضي السنوات العشرة الأخيرة متصلة بالعمل في ذات المؤسسة. وأكد الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري أهمية الصحف القومية التي تشكل الوجدان المصري والوعي العام وتنوير المجتمع والمشاركة في صنع القرار في كثير من الحالات مشيرا إلي أنها أسهمت في كشف الفساد والانحراف ونجحت في إحالة الكثير من المسئولين إلي القضاء إلا أن هؤلاء الصحفيين الشرفاء كانوا دوما يعانون داخل مؤسساتهم ويتم إبعادهم عن الكتابة وعن مواقع صنع القرار. وأكد أن السلطات الحاكمة في العقود الأخيرة فرضت علي المؤسسات القومية شخصيات فاسدة تدور مع الفساد حيث تزين للحاكم كل صنوف الطغيان وتقف حجر عثرة أمام مسيرة التطور الديمقراطي. وكشف المهندس فتحي شهاب الدين رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشوري عن أن المؤسسات القومية تمتلك كنوزا وافرة من الصحفيين والإداريين والفنيين إلا أن النظام السابق اطلق ايدي رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير في تلك المؤسسات فحولها إلي ملكية خاصة يقومون بإدارتها كيفما يشاءون دون رقيب أو حسيب حتي إن ميزانيات تلك المؤسسات لم يكن أحد يعلم بها وحتي الترقيات والتعيينات فيها كانت تتم دون قواعد ومعايير واضحة باستثناء الولاء للنظام الحاكم والتزلف لرؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير. وقال إن ذلك ساعد علي ابعاد الكثير من الكفاءات المهنية التي هجر بعضها تلك المؤسسات إلي صحف خاصة أو إلي صحف خارج حدود الوطن كما تمتلك المؤسسات الصحفية اصولا ثمينة تتمثل في مبان في قلب القاهرة مؤكدا أن ثورة25 يناير كان أحد مطالبها تطهير الإعلام من اذناب نظام مبارك ولأن مجلس الشوري يختص فقط بالصحافة القومية فإن المجلس شرع في القيام بدوره الذي يخوله له القانون في تعيين رؤساء مجالس الإدارات ورؤساء التحرير والأعضاء المعينين في مجالس الإدارات والجمعيات العمومية وكانت البداية تعيين رؤساء تحرير يخلفون من انتهت مددهم القانونية في مارس الماضي. وأشار إلي أن بعض المؤسسات الصحفية القومية تعاني إلي حد الإفلاس وهناك خسائر مستمرة في7 مؤسسات وأن إجمالي خسائر هذه المؤسسات وصل إلي نحو10 مليارات جنيه.