[الاهرام المسائى تفتح الجرحbrنصف قرن من النكسة إلا قليلا] عدي النهار! عدي النهار والمغربية جايه تتخفي ورا ضهر الشجر وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها جانا نهار مقدرش يدفع مهرها يا هلتري الليل الحزين أبو النجوم الدبلانين أبو الغناوي المجروحين يقدر ينسيها الصباح. أبو شمس بترش الحنين أبدا.. أبدا يا خال أصل بلدنا ليل نهار بتحب موال النهار لما يعدي في الدروب ويغني قدام كل دار.. وحدها كلمات شاعرنا عبدالرحمن الأبنودي تهاجمنا وتحاصرنا لنجد أنفسنا مشدوهين ذاهلين صامتين متأملين متألمين من ذاك الدرس الذي تعلمناه بنزيف دمائنا ومرارة حلوقنا وحسرة قلوبنا. وحدها كلمات الأبنودي تدفعنا دفعا لفتح جروحنا التي لم تئن علينا في ذلك اليوم من ذلك الشهر الذي لا محالة تجد نفسك وقد أصبت بقبضة وغصة ما أن يهل عليك شهر يونيو وتحديدا يوم5 منه. إنها النكسة يا سادة ياكرام.. بالتأكيد ليس خافيا علي أحد في مصر بل والعالم العربي هذا اليوم المرير الكئيب الذي دفع الجميع ثمنه غاليا. هو احنا ناقصين.. هو ده وقته.. مش كفاية علينا الهم الأسود اللي احنا فيه والليل الغميق اللي بيمر علينا.. مش كفاية الأحداث الساخنة والبراكين التي تلق بحممها من وقت لآخر في انتظار الانفجار. قد يكون هذا هو لسان حالك ما إن تقع عيناك علي سطورنا.. وقد تطوي الصفحة جانبا لتر الآخري ولكن كما يقولون شر لابد منه.. شر لا يفلح معه النسيان أو الكتمان. ومن التاريخ نتعلم الدروس ونربط الأحداث لم يكن ممكنا أن يمضي شهر يونيو مرور الكرام دون أن نتذكر لنفهم ونعي وندرك.. لا يمكن لنا أن نتجاهل أو نتناسي إرادة هذا الشعب الذي استطاع أن يعبر فوق جراحه ويتغلب عليها ليعلن قوته حتي في لحظات انكساره. لا يمكن لنا أن نتذكر يوم العبور العظيم دون أن نتذكر نكسة1967 صحيح أننا ننشر سطور هذا الملف بعد خمسة أيام مضت علي الذكري لكن هذا لا يعني نسيانها ولكن الأحداث المشتعلة تفرض نفسها بقوة بدءا بالثوار في ميادين المحروسة الذين يرفعون شعار يسقط يسقط حكم العسكر ولا للفلول والانتخابات المقبلة التي نجد أنفسنا فيها مابين المطرقة والسنديان وتأسيسية الدستور وفتونة المستشار الزند وقانون عزل الحرامية والأفاقين الذي ينتظر الجميع انصافهم في المحكمة الدستورية والمحاكمات الهزلية لمبارك وعصابته. وسط كل هذه التوهة اللي بتحير والسكك اللي بتتغير ورغم أنها مش مفروشة لنا بورد ورغم الدنيا اللي بتأخدنا علي خوانة وبعدما نكون في أبعد سما ننزل لسابع أرض.. رغم كل السخرية من اللي قال إن الرجل تدب مطرح ماتحب واللي طلع كداب كبير قوي وكسفنا.. ورغم كل هذا لم ننس فقط لنتعلم.. فقط لنعرف أنه مهما تعرض هذا الشعب لنكسات وهزائم فإنه في النهاية سينفذ وصية الشاعر محسن الخياط الذي قال: جت لك وأنا ضامم جراح الأمس حالف لأرجع لك عيون الشمس يا بلدي