في بداية الجلسة وبعدما دخلت هيئة المحكمة لف الصمت والهدوء قاعة المحكمة وتعلقت الأبصار من جمهور الحاضرين وظل عدد كبير من المحامين في حالة ترقب إلي هيئة المحكمة. فيما وقف نجلا الرئيس السابق حسني مبارك علاء وجمال في حالة من القلق والحيرة وظل حبيب العادلي ينظر إلي هيئة المحكمة بكل ترقب حتي قالت المحكمة كلمة استغرقت19 دقيقة أشادت فيها بثورة25 يناير, حيث قال المستشار أحمد رفعت: بسم الله الرحمن الرحيم, بسم الله الحق العدل, بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء بسم الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله, السادة الحضور: الهدوء التام أي حركة أي صوت سنعتذر فورا, وكررها قائلا أي صوت سيصدر حتي نهاية الجلسة سنعتذر فورا وسنطبق القانون بكل حزم. وقال: بسم الله الرحمن الرحيم بداية تبدأ المحكمة ببضع كلمات في بداية المحاكمة المخصصة للنطق بالأحكام وقال: إن واقعات التداعي المعروضة حسبما بأن للمحكمة واستقر في وجدانها وضميرها من واقع خوضها في الأوراق وما أرفق بها من مستندات عن بصر وبصيرة وما ارتاحت إليه عقيدتها, وما وقر صحيحا ولازما وقاطعا في وجدانها ورسخت إليه صحة وإسنادا وثبوتا في يقين قاطع جازم تطمئن معه عقيدة المحكمة, وتستريح مطمئنة مرتاحة البال هادئة الفكر إلي الثابت في أوراق التداعي, وما كشف عنه سير الأوراق بما يقشع الظلمة, ويميط الغموض عن وقائعها وأحداثهما ويسلط النور والضياء عليها, فتظل يافعة قوية وناضرة ملء البصر والعين, مستقرة لا مراء فيها, ولا شك فإذ بزغ صباح الثلاثاء25 يناير2011 أطل علي مصر فجر جديد لم تره من قبل أشعته بيضاء حسناء وضاءة تلوح لشعب مصر العظيم بأمل طال انتظاره ليتحقق معها شعاع وضاء وهواء نقي زالت عنه الشوائب العالقة فتنفس الشعب الذكي الصعداء بعد طول كابوس ليل مظلم لم يدم لنصف ليل وفقا لنواميس الحياة لكنه لأغلب من30 عاما أسود أسود أسود أسوداد ليل شتاء, فأصر بلا رجاء أن ينقشع صباح مشرق بضياء ونضارة وكانت إرادة الله في علاه أن أوحي إلي شعب مصر بتلك الثورة تفوحهم رائحة الحق, لا يطالبون برغد العيش وعلياء الدنيا بل طالبوا ساستهم وحكامهم ومن تربعوا علي عرش السلطة بتوفير الحياة الكريمة لهم ولقمة العيش طالبين منه أن يطعمهم من جوع ويسد رمقهم ويطفئ ظمأهم بنعمة عيش سعيد ونوم في منازل كريمة وانتشال أبناء وطنهم من عفن العشوائيات بعد افتراشهم الأرض وتلحفهم بالسماء كما طلبوا فرصة عمل تدر عليهم رزقا حلالا يكفي لسد حاجتهم, وانتشالهم من هوة الفقر إلي الحد اللائق بإمكاناتهم منادين سلمية سلمية سلمية من أفواههم وبطونهم خواء وقواهم لا تقوي علي المناضلة والجهاد, صارخين أنقذونا ارحمونا انتشلونا من الذل والهوان. وكونهم تردي حال بلدهم مصر اجتماعيا وثقافيا وتعليميا وأمنيا وانحدر بها الحال إلي أقل الدرجات من الأمم, والتي كانت شامخة عالية من قبل فأصبحت مطمع الغزاة والمستعمرين وأصبحت تتواري بين كل الدول ماذا جري لك يا مصر؟ يا من ذكرك الله في كتابه. وتلك الثورة صاغها الله في قلب رجل واحد ولو اجتمع ما في العالم جميعا ما ألف بينهم ولكن الله ألف بينهم وحماهم وظللهم بجراد الحق فزهق الباطل وكان زهوقا ومحا الله آية الليل المظلمة وجعل آية النهار مبصرة ليبتغي الشعب فضلا من الله لمستقبل حميد ليرفعها الله إلي أقصي درجات العزة بين الأمم, ومنذ ذلك الضياء وما تكبده المواطنون من ألم وحسرة وقهر وتوجهوا إلي ميدان التحرير بالقاهرة مسالمين مطالبين عيش حراية عدالة اجتماعية ضد من ارتكبوا وقائع الفساد وعميت قلبوهم وانطفأت مشاعرهم. وأحيلت تلك الدعوي للمحكمة لمحاكمة رأس الدولة ومن شغل المناصب العليا في يوم3 أغسطس2011, حيث قبع المتهمون في قفص الاتهام ومن ذلك التاريخ أخذنا علي أنفسنا عهدا بالحق والعدل وأن نؤدي الأمانات إلي أهلها لا تفريق بين أحد منهم, وسبق أن حكمنا بأحكام منصفة من قبل طبقا للحدود والقانون, وأنزلنا عليها صحيح أحكام القانون, ولم يشغلنا إلا إجراؤها علي أكمل وجه من الحق والعدل وإعطاء الحق لأصحابه مهما كان صغيرا أو كبيرا, حيث تم نظر الجلسة في جلسات متعاقبة49 جلسة بمعدل زمني250 ساعة ومدة وصلت لأكثر من10 ساعات في جلسة واحدة, وبلغت أوراق القضية أكثر من60 ألف ورقة, وعقدت الجلسات دون التقيد بأدوار انعقاد وتم حكم زمام الجلسات بكل الاقتدار للخروج بها ناصعة لا يشوبها شئ وتحملت المحكمة عبئا لا يتحمله بشر وكان لها ذلك, واستمعت بكل الاهتمام لجميع الأطراف وصبرت صبرا لا يطيقه الصابرون, وتحملت وكان عهدا عليها أن تعطي المدعين بالحق المدني قهم في دعواهم فهو حقهم.