شهدت قرية النصيرات بمركز دار السلام بسوهاج حالة من الصراع المتواصل بين أكبر عائلتين بالقرية أبوالسعود وأبوكوع وهو ما جعل أهل القرية يتوقعون انه سوف يتطور في يوم من الأيام. وبالفعل صدقت التوقعات وفي ظهيرة أحد الأيام شبت مشاجرة بين أفراد العائلتين حدث خلالها كالمعتاد تبادل لاطلاق النار مما أسفر عن مقتل محمود عطية من أفراد عائلة أبوالسعود واتهم بقتله صدام حسين من عائلة أبوكوع وعلي الرغم من القبض علي القاتل ومحاكمته إلا أن ذلك لم يرض عائلة المجني عليه التي لا تعرف إلا بالثأر والانتقام باعتباره الحل الأمثل والأفضل للقصاص من عائلة القاتل عام بأكمله مر علي الواقعة وفي كل يوم يمر كان الاصرار علي الثأر يزداد لدي أقارب القتيل حتي يرفع كل فرد من العائلة رأسه أمام أهل القرية والقري المجاورة وفي أحد الاجتماعات العرفية لعائلة أبوالسعود صدر حكمها بأنه قد آن الأوان للثأر من عائلة القاتل وتبين لهم أن شقيق القاتل يعمل بالجماهيرية الليبية ويمكن أن يكون هدفا سهلا يمكن اصطياده وبالفعل عقد جمال شقيق المجني عليه العزم وأعد العدة بالتسلل عبر الحدود المصرية الليبية للتخلص من شقيق القاتل. وكم كانت المهمة بالغة الصعوبة فهي بمثابة البحث عن ابرة في كومة قش للعثور علي شقيق القاتل في دولة مترامية الأطراف وظل جمال يتنقل من مدينة لأخري داخل الأراضي الليبية للبحث عن عبده حتي ساقته قدماه إلي مدينة بنغازي ومن خلال بعض المعارف من مواطني سوهاج المتواجدين بالمدينة استطاع جمال تحديد مكان تواجد شقيق قاتل أخيه. ظل يرصد تحركاته وجلساته والأماكن التي يتردد عليها والمقربين إليه علي مدار شهر كامل تعقبه خلاله كظله حتي حانت لحظة الأخذ بالثأر وفي المساء توجه جمال إلي مسكن شقيق القاتل وطرق بابه وبمجرد قيام عبده بفتح الباب انتابه الفزع والخوف بمجرد رؤيته لقسمات وجه جمال الغاضبة فقد عرف أن نهايته اقتربت فقام بكل قوته بدفع جمال بكلتا يديه محاولا الفرار إلي الشارع فلحق به جمال وأمسك به وقام بطعنه عدة طعنات في صدره سقط علي اثرها عبده علي الأرض جثة هامدة غارقا في دمائه وسط ذهول المارة من المصريين والليبيين والأفارقة والأجانب الذين تجمعوا حول القاتل ونجحوا في الامساك به بينما ظل جمال يصرخ بهيستريا أخذت بثأر أخي وحضرت قوات الأمن الليبية لضبط القاتل وتمت احالته للمحاكمة في مدينة بنغازي حيث صدر الحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص في القضية رقم888 لسنة2009 وظل محبوسا ينتظر تنفيذ الحكم بعد ان ايقن انه بحاجة إلي معجزة للهرب من هذا المصير الذي ينتظره وفي كل يوم كان جمال يترقب تنفيذ الحكم خاصة بعد فشل ذويه في محاولة دفع الفدية لتخليصه من حكم الإعدام. وشاءت الأقدار ان تحدث المعجزة بالفعل فقد اندلعت الثورة الليبية ضد حكم معمر القذافي والتي صاحبها هروب المساجين من السجون واستطاع جمال الهرب من محبسه قبل تنفيذ الحكم باعدامه بيومين وبذات الطريقة التي دخل بها إلي الأراضي الليبية متسللا واستطاع الفرار إلي الأراضي المصرية والتوجه إلي قريته بمركز دار السلام وبعد عودته إلي موطنه بدء يتردد علي الشوارع والمقاهي فعلمت أجهزة الأمن بعودته فكثفت جهودها لضبطه وبالفعل استطاعت الامساك به وسط الزراعات لصدور ضده عدة أحكام قضائية ضد بالمؤبد في القضية رقم4745 وكذلك القضية رقم23 لحيازته سلاحا بدون ترخيص ليهرب جمال من حكم الإعدام بليبيا ويضبط بسوهاج لتنفيذ حكم بالمؤبد. ترجع أحداث الواقعة عندما تلقي مدير أمن سوهاج بلاغا بنشوب مشاجرة بقرية النصيرات مركز دار السلام وتبين من تحريات العميد عاصم حمزة مدير إدارة البحث ان المشاجرة نشبت بين عائلتي أبوالسعود وأبوكوع بسبب خلافات الجيرة اسفرت عن مقتل محمود عطية أحمد84 سنة عامل من عائلة أبوالسعود واتهم بقتله الصدام حسين26 سنة.. تم القبض علي المتهم واحالته إلي النيابة التي احالته إلي محكمة الجنايات.