عندما تدخل عزبة سليم خضر التابعة لمجلس قروي بياض العرب بمدينة بني سويفالجديدةشرق النيل تشعر وكأنك في إحدي المناطق البدائية المخصصة لتصوير أفلام ما قبل التاريخ ولن تصدق بأن هناك من يسكن هذا المكان رغم وجود تلك العزبة وسط الأحياء السكنية وأحياء الفيلات وفي مواجهة مدخل مدينة بني سويفالجديدة مباشرة يعيش فيها الأهالي حياة بائسة دون أن ينظر أحد المسئولين إليهم ووصل الأمر إلي عدم وجود إمام مسجد لصلاة الجمعة. في البداية يقول ناصر سالم سائق من عزبة سليم التي نسكنها200 عام تقريبا لذا تعد أقدم منطقة سكنية تقع شرق النيلببني سويف وبالرغم من قيام المسئولين بإعمار شرق النيل بالمساكن الفاخرة والبنايات والفيلات الفارهة وعج المكان بكل وسائل الحياة اللازمة من صرف وماء إلا أنهم تجاهلونا تماما وحرمونا من الصرف الصحي وكثير من الخدمات الأخري فلا توجد لدينا مدرسة ونعتمد في تعليم كل الأطفال علي مدرسة الفصل الواحد التي لا تصلح لتخريج جيل قادر علي أن يضيف لوطنه والأغرب أن مواسير الصرف الصحي تمر من أمامنا مباشرة ولن يفكر أحد في أن يمد لنا خط للصرف بل ولا ترسل الوحدة المحلية عربات الكسح الخاصة برفع مياه الصرف الصحي من بيارات البيوت ونقوم بتأجير سيارات بمبالغ مالية كبيرة كل شهر لتقوم برفع مياه الصرف من البيوت. ويطالب سالم محمد عامل هيئة الأوقاف بأن تقدم يد المساعدة لأهالي القرية لكي يكون لهم مسجدا يقيموا فيه الشعائر وأضاف قائلا علي مدار3 سنوات لم يستطع الأهالي التبرع إلا بمبلغ صغير قمنا ببناء أربعة حوائط لبيت الله دون سقف أو مكان للوضوء لنقيم فيه الصلاة والعبادة ولا يوجد عندنا شيخ أو رجل دين متخصص يؤم الأهالي في الصلاة لذا نحرم من صلاة الجمعة والعيد وهل يعقل أن تمر علينا شهور نصلي فيها الجمعة ظهرا ونحن بلد الأزهر. ويشير سمير علي عامل إلي عدم قدرة الأهالي علي بناء أسقف لبيوتهم تحميهم من البرد القارص والحر الشديد وكذلك الزواحف والثعابين بسبب ارتفاع التكاليف الخاصة بتصاريح بناء الأسقف التي تصل إلي10 ألاف جنيه ناهيك عن الروتين الذي تمارسه هيئة المساحة والوحدة المحلية علينا وهو ما لا نستطيع تحمله فالكل يعاني من ضيق الحالة المادية فالنقود التي ندفعها لممارسات الكهرباء وإيجار البيوت من أملاك الدولة وعربات كسح مياه الصرف لم تترك لنا شيئا وجعلتنا نشعر وكأننا محكوم علينا بالإعدام ونتوسل من المسئولين في أن يساعدونا علي بناء بيوت آدمية. ويستطرد سعد صالح عامل قائلا يقوم مركز الشرطة ببني سويف بوضع السيارات المقبوض عليها وتمت مصادرتها داخل العزبة وهذا الأمر استمر علي مدار20 سنة مما أدي لتراكم مئات السيارات بالعزبة الأمر الذي جعلها وكرا للبلطجية واللصوص فتارة يأخذون منها قطع غيار أثناء الليل وأحيانا يتخذون منها استراحة لشرب المخدرات والنوم بداخلها وهو ما يهدد أمن أهالي العزبة ويجعلهم لا يستفيدون بالطرق التي تغلقها السيارات في حين أن الصحراء بالمحافظة ليس لها أول من آخر. أكد فضيلة الشيخ سيد عبود مدير عام الأوقاف بأنه سيذهب بصحبة العديد من فاعلي الخير للعزبة لإقامة المسجد وتوفير جميع مستلزماته من سجاد ووسائل سمعية وكذلك تخصيص إمام من هيئة الأوقاف ليكون أمام المسجد ولن يأتي شهر رمضان المعظم علي أهالي عزبة سليم إلا وكان لهم نصيب في قيام الليل داخل مسجدهم. من جانبه أكد المهندس صلاح الديب رئيس الوحدة المحلية لبياض العرب بأن القانون رقم119 لسنة2008 الخاص بالبناء لا يفرق بين العزبة والقرية والمدن وبالفعل لا طاقة لأهالي عزبة سليم باستخراج تراخيص البناء ليصبح لهم سقف يؤويهم لذا سأحاول وضع العزبة علي أولويات الجهات المانحة لتساعدهم في استخراج رخص البناء وأعمال البناء الخاصة بهم كما أكد بأنه سيقوم بمخاطبة رئيس مدينة بني سويف للتحدث لمدير الأمن لنقل مركز تدريب الشرطة لمنطقة بعيدة عن أهالي عزبة سليم خضر.