بعد تجربة متوسطة المستوي نجح منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في تحقيق فوز باهت علي منتخب الكاميرون للاعبين المحليين في اللقاء الودي الذي جمع بين الفريقين بملعب نادي المريخ السوداني ضمن المعسكر المغلق للفراعنة والذي يأتي ضمن برنامج الإعداد الخاص بخوض تصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكذا التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية. دون شك ضعف مستوي لاعبي الكاميرون المحليين أثر بشكل واضح علي مستوي المباراة بشكل عام, وبالتالي علي شكل ومستوي أداء اللاعبين بمنتخبنا الوطني سواء القدامي منه أو الجدد أو عناصر المنتخب الأوليمبي. المباراة انتهت بفوز باهت للفراعنة1/2 حيث سجل لمنتخبنا الوطني أحمد المحمدي في الشوط الأول ومحمد أبوتريكة من ضربة جزاء في الشوط الثاني, أما هدف الكاميرون الوحيد فكان في الشوط الثاني أيضا ومن ركلة جزاء عن طريق إبانجا. التشكيل الذي بدأ به منتخبنا الوطني في مواجهة نظيره الكاميروني كشف عن الرغبة الحقيقية من جانب الأمريكي بوب برادلي المدير الفني للفريق في المجازفة بعدد ليس بالقليل من الوجوه الجديدة بصفوف الفراعنة, مؤكدا أن التجارب السابقة للفريق لم تذهب هباء, وأن هناك إصرارا علي تجديد الدماء بعيدا عن القلق أو الخوف من تواضع النتائج في اللقاءات الرسمية التي تبدأ في أول يونيو المقبل بمواجهة موزمبيق في التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم. دفع بوب برادلي برباعي المنتخب الأوليمبي الذي حجز لنفسه مكانا بالتشكيلة الأساسية والمكون من أحمد الشناوي في حراسة المرمي وأحمد حجازي في قلب الدفاع ومحمد النني في وسط الملعب ومحمد صلاح في المثلث الهجومي, واعتمد علي عناصر الخبرة المتمثلة في الخماسي محمود فتح الله في قلب الدفاع ومحمد عبد الشافي وأحمد المحمدي طرفا الملعب وإبراهيم صلاح في وسط الملعب المدافع ومحمد ناجي جدو في قلب الهجوم, ومن الوجوه الجديدة في الفترة الأخيرة والمقنعة تماما وفقط لبوب برادلي وليس لأحد غيره عاشور التقي لاعب وادي دجلة وأحمد تمساح لاعب الداخلية. ولعل هذا التشكيل كان السبب في الأداء المهتز الذي بدأ به منتخبنا الوطني المباراة, فالكرة بشكل شبه دائم في إتجاه مرمي المنتخب المحلي الكاميروني, ورغم هذا فالانسجام مفقود وتنفيذ أي فكر هجومي منعدم, وبالتالي جاءت أحداث الشوط الأول إلي حد كبير مملة رغم تواضع مستوي أداء لاعبي منتخب المحليين الكاميروني. وبالفعل تمر الدقائق بلا أي متعة من جانب الفريقين وإن كان الأداء الدفاعي للمنتخب الكاميروني كان منظما إلي حد كبير رغم تواضع مستوي أداء لاعبيه, ومع هذا فشهدت المجهودات الفردية لعدد من اللاعبين خلق عددا من الفرص السهلة للتهديف والتي ذهب معظمها دون أي هز للشباك رغم الإنفراد الذي أتيح لمحمد ناجي جدو في الدقيقة34 والذي سدد بجوار القائم الأيمن لمرمي الكاميرون, وبعده بدقيقتين يسدد أحمد تمساح بجوار القائم الأيسر. وتشهد الدقيقة42 أول ظهور هجومي لمنتخب الكاميرون عندما سدد بوتشاي مهاجم الأسود قذيفة ارتدت من الشباك الخارجية لمرمي أحمد الشناوي. ويأتي الفرج في الدقيقة43 بضربة رأس لأحمد المحمدي من الكرة الثابتة ضربة حرة غير مباشرة لعبها بمهارة محمد صلاح ليضعها المحمدي في المرمي مستغلا الخروج الخاطئ لحارس الأسود جوكي معلنا عن تقدم الفراعنة بهدف نظيف علي منتخب الكاميرون. وتمر الدقائق الأخيرة من الشوط الأول بمحاولات قليلة من المنتخب الكاميروني لإدراك التعادل ولكن دون جدوي ليخرج منتخبنا الوطني متقدما بهدف المحمدي في النصف الأول من اللقاء. كان من الطبيعي أن تشهد بداية الشوط الثاني بعض التغييرات في محاولة من بوب برادلي لتحسين شكل الأداء من جهة ومن جهة أخري اكتشاف قدرات وامكانات عدد من اللاعبين الجدد, حيث أشرك المدير الفني لمنتخبنا الوطني المحترف أدم العبد لأول مرة بصفوف الفراعنة ليلعب في قلب الدفاع بجوار أحمد حجازي وذلك بعد خروج محمود فتح الله, وكذا أشرك بوب برادلي في هذا الشوط كلا من حسام غالي ومحمد أبوتريكه. وضح من بداية أحداث الشوط الثاني الرغبة الصادقة من جانب المحترف أدم العبد بصفوف برايتون الإنجليزي لإثبات ذاته حتي أنه لم يتقيد بمركزه في قلب الدفاع وظهر في الثلث الهجومي لمنتخبنا في الضربات الثابته والتي كاد يشكل من إحداها خطورة علي مرمي الكاميرون. ودون شك أعطي وجود حسام غالي ومحمد أبو تريكه الكثير من الثقل الفني والإتزان في أداء منتخبنا الوطني, ولعل هذا ما دفع مارتن ندتونجو المدير الفني لمنتخب الكاميرن لإجراء بعض التغيرات في صفوف فريقه لتحسين شكل أداء فريقه الهجومي بحثا عن التعادل. وفي الدقيقة56 ينفرد محمد ناجي جدو للمرة الثانية إلا أن الكرة في اللمسة الأخيرة تذهب بعيدة عنه ليمسكها الحارس جوكي بسهولة. ويحصل دودي الجباس علي الفرصة للمشاركة في الدقيقة62 وذلك لزيادة الفاعلية الهجومية بعد الأداء المتواضع من أحمد تمساح الذي لم يقدم أي مؤشرات تعطينا إنطباعا بجدوي وجوده بصفوف المنتخب الوطني. وتشهد الدقيقة71 تسديدة رائعة من محمد النني يتصدي لها حارس الكاميرون جوكي ببراعة مخرجا للكرة لضربة ركنية ببراعة. ويدفع بوب برادلي بكل من أحمد حسن مكي وباسم علي في محاولة لزيادة فاعلية الأداء الهجومي ولكن بدون جدوي الأداء مترهل والشكل العام للفراعنة غير مقنع, والظهور الأول لأدم العبد متوسط إلي حد ما رغم الرعونة التي سيطرت علي إشتركاته مع لاعبي الكاميرون. وتشهد الدقيقة75 هدف التعادل لمنتخب الكاميرون عن طريق إبانجا من ضربة جزاء تسبب فيها إبراهيم صلاح بعد أن لعب الكرة بيده بعد أن تجاوزت ثنائي قلب الدفاع حجازي والعبد. للأسف الشديد لم يلهب هدف التعادل للمنتخب الكاميروني حماس لاعبي منتخبنا الوطني لمحاولة تحسين الأداء والبحث عن الهدف الثاني للفراعنة أملا في إنهاء الفوز. ورغم هذا الأداء الباهت إلا أن باسم علي ينطلق بالكرة من الجهة اليسري ليعرقله الحارس البديل تشومي ومن قبله المدافع بيبي ليحتسب حكم اللقاء ضربة جزاء أخري يسجل منها النجم محمد أبوتريكه الهدف الثاني للفراعنة في الدقيقة.79 ويتغاضي حكم المباراة عن ركلة جزاء صحيحة لمنتخبنا الوطني عندما توغل باسم علي في الجهة اليمني ولعب كرة رائعة لدودي الجباس داخل منطقة الجزاء لتتم عرقلته ولكن دون أي قرار من الحكم. وتمر الدقائق الأخيرة من المباراة ولكن دون جديد اللهم إلا بعض الفرص السهلة للتهديف لمنتخبنا من جانب أبوتريكة والجباس وأحمد حسن مكي, حتي يطلق حكمها صفارته معلنا نهاية اللقاء بفوز باهت ومستحق لمنتخبنا الوطني علي منتخب المحليين الكاميروني1/2 ضمن سلسلة لقاءات المنتخب الوطني في معسكره المغلق بالسودان. *** { بعد المباراة ضياء السيد: درجة الحرارة العالية سبب تواضع الأداء بوسو: تعلمنا من أبطال إفريقيا دروسا كثيرة أكد ضياء السيد المدرب العام لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أن تراجع مستوي الأداء كان السبب فيه درجة الحرارة المرتفعة التي وصلت إلي50 درجة مئوية وأثرت دون شك علي حالة اللاعبين البدنية والفنية. وأضاف أنه رغم ذلك فالجهاز الفني بقيادة بوب برادلي سعيد بالتجربة والمستوي الذي قدمه أكثر من لاعب من الوجوه الجديدة بالأخص آدم العبد الذي قدم عرضا طيبا رغم إدراك الجهاز الفني حالة الشد العصبي التي كان عليها في أول تجربة له مع المنتخب ومع الانسجام والمباريات سيكون إضاقة قوية للمنتخب. وأضاف المدرب العام أن مباراة توجو غدا ستشهد تركيزا من الجهاز الفني علي التشكيلة الأساسية التي من الممكن أن تشارك في مباراة موزمبيق مؤكدا أن صفوف الفريق ستكتمل اليوم بعد انضمام الخماسي أحمد حسن وعماد متعب وسيد معوض وعبدالواحد السيد وشريف إكرامي, وقد غادر أحمد الشناوي حارس المرمي السودان متوجها إلي فرنسا بعد المباراة مباشرة. وفي المقابل أكد بوسو نودينا المدير الفني للمنتخب الكاميروني أنه سعيد بأداء لاعبيه أمام منتخب كبير في حجم المنتخب المصري مؤكدا أن هذا الفريق من اللاعبين المحليين وتجمع منذ أسبوع فقط وعاني مشكلات كثيرة قبل المباراة التي كانت محددة بالمغرب, بالإضافة إلي وصولنا للسودان صباح أمس قبل المباراة ب15 ساعة فقط, كل هذا أثر بالفعل علي أداء اللاعبين. وأضاف أننا استفدنا وتعلمنا من منتخب مصر خاصة أنه يمتلك مجموعة من اللاعبين أصحاب خبرة كبيرة أمثال أبو تريكة. الخرطوم محمد ياسين