أيام قليلة تفصلنا عن بدء السباق الرئاسي داخل مصر, وكل منا يبحث عن لجنته الانتخابية وفي رأسه مرشحه الذي اختاره, لكن ليس وحده من يسيطر علي عقل ناخبه, لأنه ببساطة أمام مجموعة كبيرة من المرشحين الفائزين برئاسة مصر حتي قبل بدء الماراثون الرئاسي المرتقب, فالاستطلاعات موجودة ليل نهار تأخذه في جولة بين كل المرشحين, أو علي الأقل بين الأسماء الأوفر حظا من بينهم. سألنا رجل الشارع عن استطلاعات الرئيس المحتمل, وهل يصدقها أو يشارك فيها؟ وهل يمكن أن يتبدل رأيه بين عشية وضحاها؟ أو بالأحري بين استطلاع وآخر تبعا لنتيجته؟ محمود موسي( محام) يؤكد أنه شارك من قبل في استطلاعات الرأي, ويري أن نتائجها غالبا تخالف الواقع ومبالغ فيها علي حد قوله, مؤكدا أن الاستطلاعات ليس لها دور أو تأثير علي الرأي العام لأنها لا تشمل جميع شرائح المجتمع, ولا تتم في كل المحافظات, وبالتالي لا نخرج منها بنتائج حقيقية. واستكمل كلامه قائلا: إنه يجب علي المواطنين الابتعاد عن مثل هذه الاستطلاعات, ويطالب بمنع عرضها, خاصة تلك التي تظهر بشكل متكرر علي شاشات الفضائيات. أما محمد رأفت فيقول: إنه يصدق هذه الاستطلاعات وذلك للدور الذي تقوم به في توصيل الرأي العام السائد للجمهور, ويؤكد أنه لم يشارك من قبل في إجراء أي استطلاع, وذلك لعدم وجود فرصة لديه للاتصال بأحد البرامج لإبداء رأيه. ويضيف أن كثرة الاستطلاعات حول المرشحين تؤدي دورها في الوقت الحالي, وتخبرنا بالأقرب للفوز بالكرسي, لكن من عيوب هذه الاستطلاعات أنها تغطي القاهرة فقط, وبالتالي تفتقد التنويع في الشرائح التي تدلي برأيها. أما باسم علي فيقول: إن المشكلة الأساسية في الاستطلاعات أنها لا تمثل كل شرائح المجتمع, كما أنها تأخذ عينات عشوائية لا تعبر إلا عن قلة لا تمثل سوي10% من سكان مصر, مؤكدا أنها تفتقد إلي المصداقية, كما أنها لا تجذب أعدادا كثيرة للمشاركة فيها, مشيرا إلي أنه لم يفكر يوما في المشاركة فيها نظرا لتكلفتها العالية. ويقترح علي القائمين علي مثل هذه الاستطلاعات تطوير آليات تنفيذها للوصول إلي درجة عالية من المصداقية, ومساعدة المواطنين علي الاختيار, ويري أن الشباب هم الأقدر علي القيام بمثل هذه الاستطلاعات وستكون واقعية بشكل أكبر مما هي عليه في الفضائيات والمواقع الإلكترونية. ويقول محمود لطفي( طالب): إنه لم يشارك من قبل في أي استطلاع, فهو يعتبرها نوعا من التسلية وتضييع الوقت, وليس لها هدف محدد, كما أنها لا تؤثر علي اختيارات الناس, فمثلا استفتاءات المرشحين للرئاسة لن تؤثر إلا علي نسبة ضئيلة جدا لأن الغالبية العظمي حددت مسبقا مرشحها. ويضيف أنها لا تمثل سوي سكان القاهرة الكبري, ويستنكر إغفال قطاع عريض من محافظات مصر, خاصة وجه قبلي المهمشين, واختتم حديثه مؤكدا أنه ليس لها دور فعال في تحديد نتيجة أي شيء, ونتائجها مضللة. ويقول أحمد ماهر( موظف): إن هذه الاستطلاعات بدعة لا تعبر عن أي شيء, بل تفرض نفسها علي عقل المواطن من خلال أساليب ترويجية وإعلانية لا تهدف إلا الربح من خلال تجميع أكبر عدد من الجماهير علي حد وصفه, مؤكدا أن الموظف المطحون مش هيجري ورا الاستطلاعات دي. ويصف محمد حسين( طالب) استطلاعات الرأي التي تتعلق بمرشحي الرئاسة بأنها مسلية جدا, وأكد أنه شارك من قبل في أحد الاستطلاعات علي الرغم من عدم تصديقه لنتائجها, أو حتي أهدافها علي حد قوله, لكنه لا يستبعد أن يكون لها دور في الفترة المقبلة في لعبة تأييد المرشحين. بينما يقول سعيد فكري( طالب): إنه لا يتابع هذه الاستطلاعات ولا يصدقها, لأنها لا تعبر عن رأي الشارع الحقيقي, خاصة استطلاعات الفضائيات التي تستطلع آراء الطبقة الغنية التي تستطيع المشاركة فيها, لكنه يخشي من تأثير هذه الاستطلاعات علي الأميين الذين قد ينساقون وراء هذه النتائج باعتبارها تمثل رأي شريحة كبيرة. أما أشرف طه( عامل) فيقول: إن هذه الاستطلاعات تتم في المدن والمحافظات الكبري كالقاهرة والإسكندرية لأنها مناطق المتعلمين علي حد وصفه, ويضيف: لن أشارك في مثل هذه استطلاعات وبعدين مانا هقول رأيي يوم الانتخابات ومقتنع بالمرشح اللي اخترته, بذلك يري أن وجود هذه الاستطلاعات لا يفيد, خاصة أن من يقوم بها هي الفضائيات التي لا يثق بها الناس, حيث اتهم بعضها بالقيام بمثل هذه الاستطلاعات للدعاية لأحد المرشحين بشكل غير مباشر. ويري محمد علي( محاسب) أن هذه الاستطلاعات ليس لها أي دور, لأن الغالبية العظمي لا تصدقها أو تنساق وراءها, ولا تهتم بنتائجها, بل إن نتائج بعضها متوقعة ومعروفة لأنها غالبا ما تكون لمصلحة جهات معينة مثلما هو الحال في استطلاعات المرشحين للرئاسة, هذه الاستطلاعات التي تخدم مرشحين بعينهم, ويري أن أصدق الاستطلاعات تلك التي تتم علي سكان المناطق العشوائية وفي الريف. ويؤكد سيد الويشي أن هذه الاستطلاعات مكلفة إلي حد كبير, ولا نستفيد منها, لذلك فتجاهلها هو السبيل الوحيد لأنها اختراع جديد تستفيد منه بعض الجهات.