مستقبل العراق لايحتاج الي قارئة الفنجان التي تغني بها عبد الحليم وإنما هو مكشوف مكشوف تكاد تفاصيله تخترق أعين الادارة الامريكية وكل السياسيين في عواصم التحالف الذي قام بالغزو وها هو يقدم ارض بلاد الرافدين علي طبق من ذهب الي ايران.. منذ وقت بعيد وقبل خروج بوش من البيت الابيض وبعد فوز اوباما والاعلان عن خطة الانسحاب الامريكي السريع خوفا من الصواريخ الايرانية تحت غطاء الانتخابات النيابية التي اظهرت بجلاء مدي النفوذ الايراني الذي يمسك بخيوط اللعبة في العراق الي الدرجة التي دفعت زعماء القوي السياسية الي زيارة طهران للاتفاق علي تشكيل الحكومة القادمة منذ ذلك الوقت ونحن نتحدث ونتحدي بأن العراق قد سقط الي هاوية سحيقة تحت سمع وبصر الجميع, في الوقت الذي يصفق فيه البعض للدور الايراني ويدعو للحوار الاخوي. لم يأت نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بجديد في اتهامه الصريح لطهران بالتدخل في شئون بلاده وهو اتهام مزدوج لايقتصر علي ايران وانما علي الولاياتالمتحدة التي تتحمل مسئولية ما يجري الان وان الصمت والتجاهل يحمل موافقة تشير الي الصفقة التي طالما جري الحديث عنها في مقابل الانسحاب الامن للالاف من الجنود الامريكيين والعودة الي بلادهم. والمشهد الحزين يكتمل بدعوة مقتدي الصدر الي اجراء استفتاء اخر لاختيار رئيس الوزراء الجديد في بغداد والمعروف ان الصدر يقيم في ايران ولاننس بالطبع الهتاف الذي اطلقه انصاره لحظة تنفيذ حكم الاعدام في صدام حسين. ونحن هنا لاندافع عن الرئيس العراقي السابق الذي ادخل بلاده الي النفق المظلم بحساباته الخاطئة عندما قام بكارثة غزو الكويت ولكننا فقط نضع تسلسل الاحداث في مكانها حتي ندرك ان ما يحدث اليوم هو وليد الامس وان الايام المقبلة سوف تكشف تفاصيل ملامح العراق الجديد حسب الرؤية والمصالح الايرانية.. ولك الله ياشعب العراق [email protected]