الأيام القليلة المتبقية علي الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة سوف تشهد الكثير من السلوكيات التي تصل إلي حد الضرب تحت الحزام للنيل من أحد المرشحين خاصة إذا كانت المؤشرات ترجح كفته علي الآخرين. والمعني أنها فترة ساخنة وحاسمة وتستخدم فيها كل وسائل التنافس حتي ولو كانت غير مشروعة, والمثال الأقرب لما نقوله استطلاعات الرأي التي تكثر هذه الأيام في الداخل والخارج علي حد سواء, وتحاول أن تعطي انطباعات وتلميحات عن مدي القبول الشعبي للمرشحين في الوقت الذي تفتقد فيه إلي المعايير المعمول بها في المجتمعات المتقدمة. وبعيدا عن الجدل المثار بالفعل حول نتائج بعض هذه الاستطلاعات فإن طبيعة التجربة المصرية في الممارسة الديمقراطية خاصة أن الانتخابات الرئاسية الأولي بعد الثورة تفرض معطيات مغايرة لما نراه من دقة تصل إلي حد التطابق مع النتائج النهائية للانتخابات كما حدث في الانتخابان الفرنسية الأخيرة علي سبيل المثال. وعلي هذا لا يمكن الأخذ بنتائج هذه الاستطلاعات علي محمل الجد وأقصي فائدة ترجي منها هي استخدامها للإيحاء بتفوق مرشح معين إما عن ميول سياسية تتمني فوزه أو أن هذه الاستطلاعات تدخل في نطاق الحملات الانتخابية ذاتها بكل ما يعنيه ذلك من دلالات تنتمي إلي مفاهيم فاسدة لا تزال تعيث في الأرض فسادا إلي يومنا هذا. ولا نبالغ القول إذا أكدنا أن الشعب المصري سوف يذهل العالم بقراره داخل صناديق الاقتراع وسوف يثبت أنه أكثر ذكاء ومكرا من الذين يحاولون خداعه.