مستثمرون:تلهب فاتورة الاقتصاد.. وكود الحريق لم يصل بعد إلي مصر رغم تطبيقه عالميا. كتب:أحمد المهدي ارجع مستثمرون تكرار الحرائق إلي افتقاد المدن الصناعية شبكة إطفاء بها كالتي تتم مراعاتها في البنية الأساسية للمدن بدول العالم علي عكس ما يتم لدينا من اقتصار البنية الأساسية علي الصرف الصحي والماء والكهرباء. وأكدوا أن تكرارها بالتجمعات الصناعية يعد شيئا مريبا خاصة في تلك الفترة لأنها قاطرة الصناعة المصرية بما يحمل الاقتصاد المصري خسارة فادحة. قال أسامة حفيلة رئيس جمعية مستثمري دمياطالجديدة إن الحرائق التي تعرضت لها التجمعات الصناعية مؤخرا بما فيها المدينة الصناعية ا بدمياط تعد شيئا مريبا خاصة في الفترة الحالية. وأرجع ارتفاع خسائر الحريق بالمدينة إلي ضعف قدرات الدفاع المدني بها بسبب رفض مجلس إدارة هيئة التنمية الصناعية تجديد سيارات الاطفاء من صندوق مجلس الأمناء بزعم أنها صناديق خاصة, مؤكدا أنها أموال مستثمري وسكان المدينة. وأشار إلي أن المدينة شهدت حرائق قاربت خسائرها10 ملايين جنيه وهو ما كبد أصحاب المصانع أعباء إضافية بجانب تحملهم فترة الركود التي تشهدها مصر عقب ثورة25 يناير. من جانبه أكد مصطفي عبيد, عضو مجلس إدارة جمعية6 أكتوبر, أن المدن الصناعية تفتقد شبكات الحريق المتبعة في دول العالم, وهذا ما وضح عقب الثورة مباشرة من تكرار الحرائق بالتجمعات الصناعية.وأشار إلي أن مدينة أكتوبر الصناعية يتراوح حجم استثماراتها من بين120 و150 مليار جنيه, ورغم ذلك ليس لدينا نظم إطفاء حريق, موضحا أن دول العالم تتبع نظام الكود في الحرائق وهو ما تفتقده مصر. الصناع: غير متعمدة.. ونظام الدفاع المدني عاطل كتب:أسامة سيد أحمد أكد طارق توفيق نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات أنه يصعب التنبؤ بأسباب الحرائق التي حدثت أخيرا دون الرجوع إلي المعمل الجنائي والتحقيقات للوقوف علي ملابسات هذه الحرائق. وأوضح أنه خلال السنوات الماضية كانت الحرائق تحدث في شركات ومصانع القطاع العام طول السنة, خاصة قبل انتهاء السنة المالية في آخر يونيو, لتغطية السرقات والعجز الكبير في المخازن قبل عمليات الجرد. وأعرب عن اعتقاده أن الحرائق التي حدثت أخيرا ليست متعمدة, وإنما هي نتيجة للتسيب والإهمال في ظل الانفلات السياسي والأمني الذي تعانيه مصر حاليا والإضرابات والاعتصامات والمطالب الفئوية, مشيرا إلي أن هذه الحرائق لا تمثل ظاهرة, ولا تؤثر علي الاقتصاد المصري, والخسائر الناتجة عنها في الإطار الذي يمكن تداركه. وأكد وليد هلال عضو هيئة المكتب بغرفة الصناعات الكيماوية أن حدوث هذه الحرائق المتتابعة خلال الأسابيع الماضية هو بمحض المصادفة, وأن الشبهة الجنائية بها أمر مستبعد, مشيرا إلي أنه من المتوقع أن تكون نظم إطفاء الحرائق بهذه الشركات غير مفعلة بنسبة100% مما أدي إلي هذه الكوارث للمصانع. وأشار إلي أن تقارب المصانع من بعضها بالمدن الصناعية والمدن الأخري أسهم في زيادة احتمال تعرض المصانع المجاورة للمصنع الذي تعرض للاحتراق للتأثر بصورة أو بأخري. وأكد أن هذه الحرائق سوف تؤثر علي الاقتصاد المصري مع استمرارها, نظرا لتأثر القطاعات الصناعية التي تعمل بها, ومنها حريق شركة قنا للورق الذي تسبب في ارتفاع أسعار الورق30% نظرا لاستحواذه علي نسبة كبيرة من صناعة الورق في مصر. وأوضح أن ضعف إمكانات جهاز الدفاع المدني وعدم قدرته علي توفير الآليات الحديثة اللازمة والقادرة علي مكافحة حرائق المصانع بالقطاعات المختلفة, ومنها الطائرات التي لا تتوافر إلا للقوات المسلحة وأنواع معينة من مواد الإطفاء. تجارية القاهرة استمرارها سيؤدي لارتفاع الأسعار تخوف رجال التجارة من الحرائق المتكررة للمصانع والشركات العاملة في مصر, ومنها مصنع توشيبا بقويسنا, وشركة النصر بالسويس علي حجم السلع في السوق المحلية ومدي توافرها, بالإضافة إلي إمكان ارتفاع أسعار السلع في الفترة المقبلة في ظل ثبات الطلب علي السلع مع تراجع المعروض منها. في المقابل أكدوا أن الحرائق الخاصة بالمنشآت التجارية كالمحال, ومنها عمر أفندي وصيدناوي بمحافظة الغربية يمكنها أن تنعش عمل المصانع في ظل احتياج هذه الفروع والشركات لشراء منتجات أخري لتعويض المنتجات التي تلفت في الحرائق. وقال علي شكري نائب رئيس غرفة القاهرة التجارية: إنه في حالة استمرار تكرر احتراق المنشآت الاقتصادية, خاصة المصانع, ستواجه السوق المحلية تراجعا في كمية المعروض من السلع المختلفة, مشيرا إلي أنه حتي الآن لا أحد يعلم إذا كانت هذه الحالات قضاء وقدرا أم متعمدة. وأشار إلي أن المشكلة الحالية تكمن في إنتاج شركة النصر للمواد البترولية في ظل وجود أزمة في المحروقات بمصر في الفترة الحالية, بالإضافة إلي مصنع توشيبا الخاص بصناعة الثلاجات, الذي تلف بالكامل, بالإضافة إلي المخزون الاستراتيجي الخاص به, وهو الذي سيؤثر علي حجم الموجود في السوق لمدة يمكن أن تصل إلي شهرين حتي يتم بدء الإنتاج بشكل طبيعي خلال الفترة المقبلة. وتوقع ارتفاع أسعار الثلاجات في السوق خلال الفترة المقبلة لحين عودة الإنتاج مرة أخري, خاصة أن هذه السلعة تعتبر سلعة استراتيجية, مشيرا إلي وجود ماركات أخري, وبالتالي فهذا الأمر يمكن أن يحد من عملية ارتفاع الأسعار. وفيما يتعلق بحريق عمر أفندي وصيدناوي أكد أن هذه الحرائق يمكنها أن تصب في مصلحة المصانع, خاصة أن الطلب علي الإنتاج سيزيد في ظل احتياج هذه الفروع والشركات لشراء منتجات أخري لتعويض المنتجات التي تلفت في الحرائق.