تعاني محافظة سوهاج من انتشار العديد من الأمراض الوبائية التي تفتك بأجساد ابنائها والذين تحولوا إلي ضحايا لها وسقطوا في براثن الاهمال الحكومي لعلاج العوامل المسببة لهذه الأمراض. وعدم اجراء حملات توعية من القائمين علي حماية صحة المواطنين ووضع خطة وقائية تتضمن العلاج ويعد مرض الفشل الكلوي علي رأس قائمة الأمراض التي تهاجم أجساد المواطنين هناك وفشلت جهود الأطباء في ايجاد علاج ناجح لها حتي الآن. في البداية يقول عبد السلام أحمد محمد موظف, تمثل الترع والمصارف التي تخترق الكتل السكنية مصدرا خطيرا للتلوث وخاصة بالقري حيث يوجد العديد من المصارف والترع التي تمر وسط الكتلة السكنية التي تحولت الي مقالب للقمامة ومخلفات الصرف الصحي والحيوانات النافقة في ظل تقاعس المسئولين عن تغطيتها وتطهيرها بصفة مستمرة. ويضيف فاروق محمود عبد النعيم قائلا ان أسباب تفشي الاصابة أيضا يرجع الي تلوث مياه الشرب وزيادة نسبة المنجنيز بها وعدم احلال وتجديد شبكات المياه بالاضافة الي عدم الاعتناء بغسيل الخضراوات, وطالب بشن حملات مكثفة بجميع القري والنجوع لاجراء الفحوص الطبية داخل المناطق التي تشهد ارتفاعا ملحوظا في الاصابة بالأمراض المزمنة وخصوصا مرض الفشل الكلوي والكبدي لمنع تفشي المرض وكذلك اجراء فحوصات وحملات توعية لأطفال المراحل التعليمية المختلفة للارتقاء بمستوي وعي الطلبة لمواجهة العوامل المسببة للمرض.. وشدد علي أهمية أن يكون الكشف دقيقا وليس روتينيا لضمان تحقيق أفضل سبل الوقاية من المرض. ويشير عباس اسماعيل طه عاطل الي أن انتشار اكوام القمامة بالشوارع والميادين بالاضافة الي الحيوانات النافقة تعد من الأسباب المؤدية للتلوث البيئي والصحي للمواطنين بشكل رئيسي حيث تنتشر بصورة كبيرة بالشوارع الرئيسية والفرعية دون أدني اهتمام من المسئولين بالوحدات المحلية بجميع مراكز المحافظة مطالب برفع تلك الأكوام والمخلفات بصفة مستمرة حرصا علي صحة وسلامة المواطنين. ويوضح محمد صبري عبد الرحيم موظف أن قضية تقدم أكثر من25 شابا من أبناء محافظة سوهاج خلال العام الماضي لاجراء فحوصات وتحاليل طبية من أجل السفر الي الخارج بحثا عن لقمة العيش بعد أن افتقدوها داخل البلاد وعجزوا عن توفير احتياجاتهم المادية للصرف علي أهاليهم وكانت المفاجأة أن معظمهم مصابون بالفيروس الكبدي الوبائي وأن هذه النسبة الكبيرة لهؤلاء الشباب تؤكد أن الفيروسات والأمراض المزمنة تفتك بأجساد ابناء المحافظة ولولا سفرهم للخارج ما اكتشفوا مرضهم. في حين يقول جمال أحمد المليجي أحد المواطنين أن من أسباب تفشي المرض انتشار الملح مجهول المصدر حيث ينتشر في مختلف أسواق قري ومدن المحافظة وهذا الملح المسمي( ملح السياحات) الذي خصص للاستخدام غير الآدمي وهو يستخدم في دباغة الجلود وللأسف أصحاب النفوس الضعيفة وعديمو الضمير يبيعونه علي أنه صالح للاستخدام الآدمي. من جانبه أوضح اللواء المهندس محمود نافع رئيس شركة مياه الشرب بسوهاج أن مياه الشرب بالمحافظة صالحة للاستهلاك الآدمي ولاتسبب أي أضرار للمواطنين, مشيرا الي أن هناك متابعة مستمرة علي جميع المحطات بقري ومدن المحافظة وأخذ عينات منها وتحليلها بصفة مستمرة وأثبتت مطابقاتها للمواصفات. وقال المهندس جمال الشيباني وكيل وزارة الري والموارد المائية أنه تمت تغطية العديد من الترع والمصارف بجميع قري ومدن المحافظة بتكلفة تزيد علي150 مليون جنيه لحمايتهم من التلوث البيئي وحمايتهم من جميع الأمراض وأضاف محمد عبد العال وكيل وزارة الصحة أن هناك حملات مكثفة من قبل الرقابة الصحية علي كل المنتجات الغذائية وخصوصا ملح السياحات غير المخصص للاستهلاك الآدمي ويجب علي المواطنين عدم استهلاك أي منتج غير صالح وخصوصا الملح الذي يباع بالأسواق وعلي عربات الكارو ومع الباعة الجائلين حرصا علي سلامتهم.