لم تقتصر تداعيات ازمة السولار التي تشهدها البحيرة في الفترة الاخيرة والتي لم تجد لها حلولا جذرية حتي الان علي تكدس السيارات امام محطات الوقود ولا علي المشاجرات اليومية بين المتزاحمين علي تلك المحطات فقط, بل امتدت تداعيات الازمة لتطول قطاعا حيويا جديدا هو قطاع صيد الاسماك باعتبار ان منظومة الصيد لابد ان تبدا بتوفير كميات كافية من السولار لتشغيل مواتير مراكب الصيد التي توقف معظمها عن التشغيل وبالتالي اصبحت آلاف الأسر عاطلة عن العمل ولاتجد قوت يومها مما يهدد بكارثة انسانية تتعدي البطالة والتشرد الي الجوع, ففي مدينة رشيد والتي يقوم اقتصادها اساسا علي مهنة الصيد ويعتمد ابنائها في كسب رزقهم علي العمل في مهنة الصيد, حيث يوجد بها اقدم ميناء علي مصب الفرع الغربي للنيل في البحر الابيض المتوسط, فمدينة رشيد تعد من اقدم الموانئ المصرية وهي احد مراكز محافظة البحيرة, حيث يعاني صيادو رشيد منذ نشوب ازمة السولار من قلة الرزق بسبب نقص السولار مما يتسبب في تشرد تلك الأسر فهناك المئات من مراكب الصيد التي توقفت بسبب عدم الرقابة علي محطات الوقود من مسئولي التموين برشيد. وحول اراء الاهالي في تلك الازمة فقد اكد عبد الله عبد الرازق سلام( صاحب مركب صيد) والذي يعمل عليه20 صيادا انه منذ ان حدثت ازمة السولار ومركبي تعمل يوما واحدا فقط في الاسبوع وهذا ليس من مصلحة المواطن ولا الصيادين الذين يعيشون تحت خط الفقر, حيث تسبب في ارتفاع اسعار السمك للمواطنين وقلة الرزق للصيادين. ويضيف الحاج احمد ابوسليمان صاحب مركب صيد ان مركب الصيد تعطل علي الشاطئ لمدة شهر كامل بسبب ازمة السولار فلا يعقل ان مدينة كبيرة مثل رشيد بها اكثر من700 مركب صيد واغلبها لايعمل بسبب ازمة السولار سوي محطة تمويل للمراكب محطة واحدة والغريب عندما يتوافر بها السولار تأتي مراكب كفر الشيخ تخلص التمويل وترجع لبلدها. ويؤكد الريس محمد عبده مركبي يعمل عليه اكثر من25 صيادا وكل صياد له اسرة واولاد. ويقول محمد الصاوي من مواطني رشيد: اسعار الأسماك في رشيد ارتفعت ارتفاع سريعا لعدم خروج مراكب الصيد, وقد اثرت تأثيرا سلبيا علي اسعار الدجاج واللحوم التي قلت هي الاخري بسبب الحمي القلاعية واصبحت الاسعار في زيادة يوميا. كما اكد احمد نصار نقيب الصيادين ان ازمة السولار تسببت في توقف حوالي500 مركب عن الصيد تماما فالصيادون حاولوا الحصول علي السولار ولكنهم فشلوا وقد طالب عدد كبير من الصيادين من ابناء مدينة رشيد بضرورة انشاء وزارة للثروة السمكية والمصايد اسوة بباقي الدول العربية, والاوروبية لتراعي مشاكل الصيادين الذين يمثلون نحو15% من سكان مصر وينتشرون في جميع المحافظات من بحري الي الصعيد ويمدون الامن الغذائي بنحو45% من احتياجات مصر. كما ناشد الصيادون المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة حل مشكلة السولار لمراكب الصيد والتي تهدد اسرهم بالتسول كما طالبوه بالبحث في الحصة التي يتم تسليمها لمحطة تمويل مراكب الصيد وعمل بيان لكل المراكب التي تأتي من خارج مدينة رشيد مع إحكام الرقابة عليها لفتح ابواب الرزق مرة اخري لآلاف الصيادين وإعادة تشغيل مئات المراكب المتوقفة مما سيصبح له اكبر الاثر علي تخفيض اسعار السمك للمستهلك بالسوق المحلية.