سينا رجعت كاملة.. نعم بفضل هذا الرجل العجوز الذي قدر لنا الله أن يكون أمين سر الحدود فيعيد تصحيح رسم أرض مصر مرة أخري بعد ان حاول الاسرائيليون طمس هوية أطرافها. لانتزاع كيلوات او امتلا او حتي شبر واحد من ارضنا ليجدو في طريقهم عم مسمح البدوي الذي يقطن اول قرية سيناوية أمام معبر رفح الحدودي وقد وقف لهم بالمرصاد ليشير بعصاه.. من هنا تبدأ مصر. إنه الشيخ مسمح, هذا الرجل العجوز الذي حفرت التجاعيد وجهه والذي عرف الشيب الطريق اليه بسهولة, ما ان تنظر الي عينيه إلا وتشعر وكأنك تجلس أمام التاريخ نفسه, ربما أشعرني بأنني أجلس أمام عمر المختار والحق هناك ملامح مشتركة بينهم وحتي تون الصوت الذي حدثني به, ووسط كل المعلومات التي تدور في ذهنه والتي تمكنت الشيخوخة من جزء كبير من مخزونها في ذاكرته إلا أنه مازال يتذكر جيدا شجر الدوم الذي كانت تشتهر به طابا من أيام الإحتلال التركي والذي كان علامة مميزة ونادرة والذي كان له الفضل في إهداء عم مسمح الي حدود مصر أثناء قضية ترسيم الحدود. بدأ عم مسمح حديثه قائلا: كنا نتوارث أشجار الدوم في عهد الاحتلال الاسرائيلي وأتذكر جيدا أنهم عرضوا علي شراء شجر الدوم بمبالغ طائلة, وقال لي الحاكم العسكري الاسرائيلي أنه علي استعداد أن يدفع أي ثمن, فقلت له انني لا ابيع أشجاري ونخيلي لأنها بتاعة حكومتنا المصرية والله لو حطيتوا السكينة علي رقبتي ما ابيع ولا شبرا وقتها كنت الوحيد الذي يحمل بطاقة مصرية, واليهود كانوا يريدون شراء شجر الدوم لكي يثبتوا أن أحد المصريين هو الذي باع لهم, لكن ما عندهم علم بأن المصريين ما يبيعون أراضيهم لأنها أعراضهم. أما عن طابا فأتذكر أن لجنة التحكيم الدولية لما جت استشهدوا بكلامي وكنت من ضمن الشهود وأنا اللي ارشدتهم للعلامة91 اللي بتحدد حدود مصر وبتفرقها عن اسرائيل, العلامة دي كانت فوق الجبل الأسود وأنا حافضها زي ما حافض إسمي رغم إن اليهود حاولوا يمحوها في عام1947 لما كان فيه حجر كبير عند العلامة دي وإسرائيل دفنتها لأنها عارفة إنه مش حقها لكن أنا اللي قلتلهم إن هذا هو الحد الفاصل.