انهمرت علي ميناء بورسعيد خلال الأسابيع الماضية حاويات الترامادول المخدر الممنوع من التداول, وتوالت ضبطيات الشرطة والجمارك للملايين من اقراص ذلك العقار الذي ادمن بعض الشباب تداوله بديلا للمخدرات المعروفة. ومن بينها الحشيش والبانجو, وادمنه بعض الباحثين عن وقت اطول للعلاقة الزوجية, وكشفت مصادر بإدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية لل(أهرام المسائي) عن ضبط7 حاويات خلال شهر مارس والأسبوع الأول من ابريل فقط من بينها حاوية بميناء الإسكندرية, والباقي ببورسعيد وبلغ مجمل الكمية المضبوطة نحو200 مليون قرص ترامادول وجاءت جميعها من دول جنوب شرق آسيا خاصة من الصين والهند. ورغم توالي ضربات الشرطة والجمارك لمافيا مستوردي الترامادول اسبوعيا إلا أن تحريات ومحاضر الشرطة وسجلات الجمارك لم تصل للفاعل في معظم الحالات نظرا لاستيراد هذه الشحنات وتهريبها عن طريق شركات استيراد وهمية لا وجود لها في الواقع وهو ما يعني أن اللهو الخفي مازال يهدد استقرار البلاد وسعيا للتعرف علي تفاصيل تلك المأساة التي تستهدف الشباب في صحته وادراكه الحسي سجلت الأهرام المسائي اراء المسئولين الأمنيين والتجار ومسئولي الجمارك. في البداية يحذر الدكتور عبدالوهاب قوطة نقيب صيادلة بورسعيد من المخاطر الصحية لتناول الترامادول بصورة اعتيادية( ادمان) نظرا لتأثيراته السلبية علي المتعاطي وعلي اعضائه ومن بينها الكلي, مشيرا لكارثة تعاطيه إذا ما وضعنا في الحسبان تصنيعه سرا بدول المنشأ بالصين والهند وهو ما يفجر السؤال الأهم عن محتوياته ومكوناته وهل هو عقار الترامادول المخدر والذي يجري استخدامه بشكل محدود جدا في تخفيف الآلام في بعض الحالات ودون تكرار لمدد طويلة بالفعل أم عقار وهمي مصنوع من مواد ضارة؟ ويطالب المهندس حسن شلبي رجل الأعمال بضرورة تغليظ العقوبات علي مهربي تلك المواد المخدرة والذين لا دين ولا ضمير لهم, ويتساءل هل كان المستورد في جميع الضبطيات السابقة هو اللهو الخفي؟ ولماذا يبدأ رجال المباحث بالميناء في البحث عن المستورد بعد فتح الحاوية واكتشاف امرها ولماذا لا يلزمون المستورد نفسه, وإذا كانت شركة لماذا لا يلزمون صاحب النصيب الأكبر في رأسمالها بحضور واقعة فتح الحاوية ليتسني القبض عليه ومعاقبته علي جريمته في حق بلده وشبابها؟ إن هذا هو الحل الوحيد لمواجهة هذه الجرائم المقيدة للأسف ودائما ضد مجهول. ويكشف محمود فؤاد التاجر والمستورد والقيادي في ائتلاف شباب تجار بورسعيد عن امكانية تحجيم نشاط مافيا الترامادول والمخدرات عموما خلال المرحلة المقبلة بعدما استجابت وزارة المالية للطلب الجماعي لتجار بورسعيد بإيقاف ارساليات ليبيا من ميناء بورسعيد وهي الارساليات التي جري استغلال طبيعتها لاغراق مصر بأسرها بكل أنواع المخدرات خاصة الترامادول بعدما عوملت حاوياتها معاملة الترانزيت ولم تخضع لأي كشف من أي نوع عند وصولها للميناء وعند خروجها منه باتجاه منفذ السلوم وهي الوجه التي ضلت الطريق اليه في معظم الأحيان لتصل محتوياتها الضارة منه قبل النافعة لجميع محافظات الجمهورية. ويكشف اللواء سامح رضوان مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد عن استمرار استهداف المديرية ورجالاتها المختصين بأمن الموانيء لتلك النوعية من الجرائم المؤثرة علي الصحة العامة لملايين الشباب وابناء الوطن بصفة عامة, مشيرا لامتداد المواجهة للمتعاطين والمروجين والمتاجرين بالمدينة مهما كان حجم نشاطهم وتواضع الكميات المتداولة بالمقارنة مع الكميات الرهيبة التي يجري ضبطها بالميناء, ويشير لأهمية دور الاعلام في توضيح مخاطر استعمال مثل هذه الأدوية المجهولة المصدر علي الصحة العامة وتحذير الشباب منها ومن خطورتها عليه والتي لا تقارن بلحظات هدوء وارتياح وهمية. وأكد مصدر مسئول داخل جمارك بورسعيد ان معظم الضبطيات الأخيرة جاءت بناء علي اخباريات للجمارك والشرطة معا, مشيرا لتعلق الأمر في النهاية بأوضاع قانونية جار التغلب عليها في حدود ما يسمح به القانون للتصدي لمثل هذه الممارسات غير الملائمة للصالح العام للبلاد, واضاف ان الجمارك ومع التزايد المستمر في الضبطيات الخاصة بالترامادول الممنوع دخوله قبل وبعد تسجيله وادراجه بجدول المخدرات قد احتاطت لأمر الرسائل المهملة والمشكوك فيها لمحاسبة المسئولين عنها وملاحقتهم قضائيا فيما بعد بمخاطبة النيابة العامة للحصول علي أذن نيابة قبل الكشف علي الحاوية وادخال التوكيل الملاحي في المسئولية عن الواقعة باعتباره المختص بواقعة النقل ولكن هناك وقائع اخلي التوكيل الملاحي مسئوليته عنها وايدته المحكمة في ذلك مما اعاد الوضع لما كان عليه من قبل, وأضاف ان عمليات الكشف عن الحاويات الحاملة للترامادول اخيرا اكدت استثنائية حالاتها بدليل امتلاء الحاوية بكراتين الترامادول مع وجود كميات بضاعة قليلة بكثير وليس العكس كالمعتاد في اعمال التهريب. وقال إن الكميات المضبوطة يجري اعدامها بموجب محضر اعدام رسمي ولا مجال للتعامل معها ولا الوصول لاماكنها قبل ذلك.