لايزال حال السياحة في أسوان يبعث علي الأسي, بعد تردي معدلات الإقبال علي المزارات, الأمر الذي أدي إلي توقف نصف طاقة الفنادق العائمة التي تعمل بين الأقصر, في الوقت الذي خيم فيه شبح الكساد والإفلاس علي البازارات ومحال بيع العاديات داخل الأسواق السياحية. وبينما وصلت حالة السياحة لهذه الدرجة من التدني, أكد الخبراء أن العالم كله في انتظار استقرار الأوضاع في مصر وانتخاب الرئيس الجديد, وكلهم شوق لزيارة المعابد الأثرية في الأقصروأسوان في عهد الحرية, وطالبوا بعقد مؤتمر سياحي كبير في أسوان ليقول للعالم إن مصر بخير, وأسوان تفتح ذراعيها لاستقبالكم, كما طالبوا بالبدء فورا في تنفيذ برنامج السياحة النيلية الطويلة الذي سيبدأ من القاهرة وينتهي بأسوان, وهو ما يعد إضافة قوية للبرامج بشكل عام. ويؤكد صفوت محمد حسن, بإحدي الشركات السياحية, قائلا: جميع الشركات السياحية العالمية تنتظر استقرار الوضع في مصر والانتهاء من انتخابات الرئاسة حتي تعود السياحة للعمل بكل طاقتها, فما يحدث الآن هو خراب بيوت لجميع العاملين في المجال السياحي بشكل مباشر وغير مباشر, خاصة أن نسبة الإقبال لا تزيد علي20%, ويضيف أن ثورة25 يناير قد جذبت أنظار العالم وجعلت معظم الأجانب يقرأون عنها ويتمنون زيارتها ليروا هذا الشعب العظيم الذي كافح وجاهد من أجل حريته. ويتدخل الخبير السياحي جادو عبدالوهاب ليوضح أن معظم السياحة الحالية من الدول الشرقية وتدور في معدلات ضعيفة, كما أن الفنادق العائمة لا تزيد طاقتها العاملة حاليا علي30%, ولذلك لابد أن نتحرك في اتجاهات أخري تعيد الإقبال إلي معدلاته الطبيعية, بشرط الانتهاء سريعا من الانتخابات الرئاسية, ويري أن تتجه أسوان إلي التبادل السياحي مع شمال السودان, حيث توجد هناك عدد من المعابد النوبية القديمة القيمة, ويحتاج ذلك لفتح الطريق البري( أسوان وادي حلفا) الذي سيسهم هو الآخر في تعظيم سياحة السفاري وزيادة عدد الليالي السياحية في مدينة أبو سمبل السياحية والمحافظة. ويلتقط سيد عبدالفتاح من أصحاب البازارات السياحية بالسوق القديمة خيط الحديث معبرا عن حزنه الشديد لمستوي السياحة في أسوان للعام الثاني علي التوالي, ويقول: كان يجب علينا أن نستفيد من الثورة, وأن تدفعنا إلي الأمام, ولكن للأسف ظللنا نركز في الاحتجاجات الفئوية والمظاهرات التي طالت الفنادق الشهيرة, وانعكس ذلك علي السياحة بالسلب, فقاموا بإبلاغ سفاراتهم وعادت السياحة إلي نقطة الصفر. ويضيف عبدالفتاح أن الأمل كان معقودا علي السياحة الداخلية, وللأسف جاء الموسم مخيبا للآمال, لنصبح مهددين بالديون الثقيلة, وطالب بأن تراعي شركات الكهرباء والمياه ومصلحة الضرائب العامة هذه الظروف التي لم نمر بها من قبل بتقسيط مستحقاتها لدينا. ويعود صلاح الدين حسين الخبير السياحي ليقول حضرت بورصة برلين السياحية في مارس الماضي ولمست مدي عشق مصر ورغبة الملايين في الحضور إليها وزيارة معالمها, وأتوقع أن تكون معدلات الإقبال في الصيف المقبل معقولة, بشرط الانتهاء من انتخاب الرئيس الجديد أي ما كان اسمه. وأكد أن وزارة السياحة صرحت بفتح شركات سياحية أجنبية داخل مصر وسيؤدي ذلك لتنميتها بشكل عام, وقال إن الأسعار العالمية التسويقية للمنتج السياحي المصري قد تضاعف بشكل غير مسبوق, وهو ما سيصب في مصلحة الاقتصاد القومي. وأعرب حسين عن تفاؤله بمؤشرات الإقبال خلال الفترة المقبلة, خاصة في الغردقة والشواطئ, وهو ما يمكن أن ينعكس علي سياحة أسوانوالأقصر الثقافية, التي علي حد قوله ستنتعش هي الأخري بعودة السياحة النيلية الطويلة من القاهرة إلي أسوان في رحلة تستغرق13 يوما يقضيها السائح متنقلا بين ثقافات مختلفة, تتنوع ما بين الفلكلور الصعيدي والتراث العربي والنوبي, وهو ما يطالب به الخبراء علي وجه السرعة.