أدت العاصفة الترابية التي ضربت مصر أمس إلي إصابة الحياة في العديد من المحافظات بالشلل التام حيث اختفت كل مظاهر الحياة وتم إغلاق العديد من الموانئ وتوقفت حركة المرور علي الطرق السريعة. وتسببت العاصفة في إصابة محافظة بني سويف بالشلل التام بسبب انعدام الرؤية تماما علي مختلف الطرق التي تربط المحافظة بالقاهرة والفيوم وكذلك الطرق الصحراوية( الشرقي, الغربي) بالإضافة إلي الطرق الداخلية التي تربط مراكز ومدن المحافظة ببعضها البعض. وتسببت العواصف المحملة بالأتربة في تعطل حركة السير علي الطرق بدرجة كبيرة وتأخر وصول الموظفين إلي أعمالهم واضطر الكثير منهم إلي التغيب عن العمل كما شهدت مستشفي صدر بني سويف حالة من الطوارئ بسبب تزايد الإقبال عليها من أصحاب الحساسية الصدرية والربو. ومن ناحية أخري أكد المزارعون بالمحافظة تأثير الأتربة علي محاصيل القطن والذرة والخضروات بجميع أنواعها. ومن جانبه أكد العميد محمود بهير مدير إدارة المرور ببني سويف أن مستوي الرؤية علي الطرق السريعة وصل إلي03 متر الأمر الذي استدعي نشر قوات شرطية علي حدود المحافظة الشمالية والجنوبية لتحذير قادة المركبات وإرشادهم بطرق الوقاية من التصادم كالالتزام بالقيادة أقصي يمين الطرق مع تشغيل كل المصابيح الكهربائية والإشارات بالسيارة والحد من السرعة كما تم وضع الأقماع المضيئة والعاكسة في مختلف المنحنيات الخطرة علي الطرق الصحراوية والزراعية ببني سويف. وفي سوهاج غطت العاصفة الترابية كل الشوارع والميادين وتسببت في إعاقة حركة المرور وخصوصا علي الطرق السريعة والصحراوية كما تسبتت في انقطاع التيار الكهربائي بعدة أماكن متفرقة ومنع خروج الموظفين والأهالي والمزارعين إلي أعمالهم وحقولهم لشدة الرياح التي صاحبتها العواصف الترابية والرملية وقد شهدت بعض المصالح الحكومية خروج الموظفين من عملهم مبكرا وعلي الجانب الأخر اضطر السائقون إلي التوقف عن العمل بسبب سوء الأحوال الجوية والعواصف الترابية التي غطت أنحاء سوهاج. كما تسببت في سقوط العديد من الأشجار والنخيل علي جوانب الطرق, كما قامت شرطة المسطحات المائية بمنع العبارات النهرية والمعديات من نقل المواطنين بين شطري النيل حرصا علي سلامتهم من شدة الرياح التي قد تسببت الغرق للمواطنين. وفي الجيزة تسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد أمس في تأجيل القافلة الطبية التنموية التي كان من المقرر لها أن تبدأ فعالياتها اليوم بمدينة الواحات البحرية والتي تبعد عن الجيزة ما يقرب من004 كم. وكانت القافلة قد تحركت من الجيزة في طريقها إلي الواحات البحرية إلا أنها تراجعت بعد أن وصلت إلي مدينة السادس من أكتوبر بداية طريق الواحات البحرية. وقال الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة إن القافلة ستواصل عملها بمجرد تحسن الأحوال الجوية لاسيما أن الكثير من أهالي الواحات في انتظار القافلة التي كانت تستهدف المناطق النائية التي تفتقر للخدمات الصحية وكان من المقرر أن تستمر القافلة لمدة ثلاثة أيام يتم خلالها الفحص الطبي وتقديم العلاج المجاني لأهالي الواحات في جميع التخصصات من خلال عيادات الباطنة والأطفال والعظام والأنف والأذن والجلدية والنساء والجراحة العامة والسونار بالإضافة إلي عقد ندوات عن ختان الإناث وأضراره والصحة الإنجابية للمرأة بالإضافة إلي الندوات الاجتماعية والتعاطي والعنف ضد المرأة. وفي بورسعيد استمر العمل بالميناء ومحطة حاويات شرق التفريعة كالمعتاد وانتظمت حركة العبور بمرفق المعديات ما بين ضفتي القناة ببورسعيد وبورفؤاد ومعديتي الرسوة وشرق التفريعة ولم تؤثر العاصفة الترابية كثيرا علي الحياة اليومية للمواطنين نظرا لطبيعة جغرافيا المدينة المحاصرة بالمياه من جميع النواحي( البحر المتوسط شمالا قناة السويس شرقا وبحيرة المنزلة جنوبا وغربا) والذي خفف كثيرا من حدة العاصفة. وفي ساعات المساء تلاشت العاصفة رويدا وعادت الحركة الاعتيادية بالأسواق والمحلات التجارية والشوارع والميادين الرئيسية وانتظمت حركة العبور بالمجري الملاحي للقناة في المدخل الشمالي المواجه لبورسعيد وبورفؤاد. وفي الإسماعيلية نجحت وحدات الإنقاذ البحرية التابعة لقناة السويس في قطر سفينتي شحن وحاويات جنحتا أمس في المنطقة رقم6 في حدود محافظة الإسماعيلية بسبب سوء الأحوال الجوية التي شهدتها البلاد, وتوقفت بسببها الملاحة لمدة ثلاث ساعات. وكان الفريق أحمد علي فاضل رئيس هيئة قناة السويس قد أصدر تعليماته للقاطرة العملاقة بركة بالتحرك السريع ومعها قاطرة أخري للتعامل مع مشكلة جنوح سفينة الشحنeverulysses وهي ضمن قافلة الجنوب كادت تصطدم بمعدية الركاب والسيارات في المنطقة رقم6, وتم تعويمها بمهارة شديدة دون حدوث أي خسائر. وعلي مقربة منها تعطلت سفينة الحاويات السنغافوريةulyshes بسبب عطب في محركها, وتم إصلاحه بعيدا عن المجري الملاحي عقب قطرها لأحد الأحواض في بحيرة التمساح. وأكد مصدر ملاحي مسئول بهيئة قناة السويس أن هذه المشكلة لم تؤثر مطلقا علي انتظام حركة الملاحة بعد حلها وتحسن الطقس عن فترة الصباح. وقال إن53 سفينة عبرت القناة أمس من الاتجاهين الشمال قادمة من البحر المتوسط والجنوب من البحر الأحمر بحمولة قدرها2 مليون و890 ألف طن. وأضاف أن عدد السفن القادمة من الشمال بلغ23 سفينة بإجمال حمولات مليون و100 ألف طن, ومن الجنوب30 سفينة بحمولات مليون و800 ألف طن. وأشار المصدر الملاحي إلي أن أكبر السفن القادمة من البحر المتوسط هي سفينة الحاويات البنميةmscroza حيث بلغت حمولاتها157 ألف طن, وكانت قادمة من إيطاليا متجهة إلي السعودية. وأوضح أن أكبر السفن القادمة من البحر الأحمر هي ناقلة الغاز الطبيعي التابعة جزر المارشالalsamerya بحمولة قدرها171 ألف طن, وكانت قادمة من قطر في طريقها إلي إنجلترا. وفي السويس قرر اللواء محمد جاب الله رئيس هيئة مواني البحر الأحمر إغلاق4 موانيء بالسويس بسبب سوء الأحوال الجوية والرياح المحملة بالأتربة التي أدت لتضرر الرؤية حيث تم إغلاق ميناء بورتوفيق للركاب والبضائع والزيتيات لشحن وتفريغ المواد البترولية والأدبية للبضائع وميناء الأتكة للصيد بينما لم تتأثر حركة الملاحة بميناء السخنة وبلغت سرعة الرياح25 عقدة في الساعة. وطلب جاب الله بعدم تحرك أي وحدات بحرية للموانيء حرصا علي سلامة أرواح أطقم السفن من البحريين والممتلكات من الناقلات والعبارات. وفي أسوان تعرضت المحافظة لعاصفة ترابية شديدة بدأت عصر أمس, أدت إلي انخفاض معدلات الرؤية إلي أقل من300 متر, الأمر الذي أصاب الأسواق بالشلل التام وغاب المارة عن الشوارع, وتسببت العاصفة الشديدة في وقف الملاحة النهرية للفنادق العائمة ما بين الأقصروأسوان وإغلاق طريقي أبو سمبل السياحي والطريق الصحراوي الغربي تحسبا لوقوع أي حوادث, لحين تحسن الأحوال الجوية, بالإضافة إلي وقف أعمال الصيد داخل المسطح المائي لبحيرة ناصر. وصرح مصدر مسئول بمطار أسوان الدولي بأن سوء الأحوال الجوية أدي إلي وقف حركتي الهبوط والإقلاع حيث تعذر وصول الرحلتين397 المقرر وصولها من القاهرة الخامسة وربع مساء, و092 المقرر وصولها الحادية عشرة ونصف مساءا. وأصدر اللواء مصطفي السيد محافظ أسوان توجيهاته برفع حالة الطوارئ بأجهزة المحافظة والمستشفيات وتشكيل غرفة عمليات خاصة لمتابعة رؤساء المراكز والمدن تحسبا لوقوع أي حوادث. كان المواطنون قد فوجئوا بالتقلبات السريعة للطقس من الحرارة الشديدة إلي العاصفة الترابية وانخفاض درجة الحرارة علي غير العادة في مثل هذا الوقت من السنة وأدي ذلك لحدوث ارتباك شديد في المواصلات. وفي البحيرة تسببت العاصفة الترابية في تدهور الرؤية الأفقية علي الطرق السريعة والطريق الدولي والصحراوي وخلت الشوارع من المارة تماما إلا القليل وأغلقت معظم المحال التجارية أبوابها. كما أغلق بو غاز رشيد وميناء الصيد بالمعدية وبحيرة إدكو وفرع نهر النيل برشيد وشبراخيت والرحمانية والمحمودية أبوابهما أمام مراكب الصيادين لارتفاع حركة الأمواج