ردود الأفعال الغاضبة منذ الاعلان عن أنباء سفر الأقباط للقدس رآها البعض كبيرة خاصة علي المستوي الشعبي غير أن البعض الآخر وجدها لا تتناسب وما يحمله الأمر من دلالات. ففي الوقت الذي رفضت فيه الكنيسة المصرية في القدس استقبال عدد من المسيحيين المصريين, كما رفضت السماح لهم بالصلاة أو ممارسة طقس التناول, احتراما لتعليمات البابا شنودة الراحل بتحريم زيارة الأقباط للقدس مادامت محتلة. أعلن الأب أنطونيوس الواروشليمي, سكرتير البطريركية القبطية في مدينة القدس محتلة, أن قرار الكنيسة بمنع الأقباط من التقديس, إلي القدس لم يتخذه البابا شنودة الثالث, بطريرك الكرازة المرقسية, وحده, وإنما من المجمع العلمي القبطي في مصر, وهو ساري المفعول حتي بعد ممات البابا شنودة, لحين صدور قرار آخر يجيز حج المسيحيين إلي القدس تحت الاحتلال. لكن علي صعيد تقدير الخبراء للموقف فقد رفضوا اعتبار ما حدث مقدمات تطبيع حيث أجمعوا علي وحدة الصف المصري سواء في كراهية العدو الصهيوني واحتلاله للأراضي العربية وان ألمحوا الي أن تغير الظروف السياسية في الوقت الذي لم تتغير فيه السياسة الرسمية في مواجهة ممارسات اسرائيل الاستفزازية أمر لابد من الانتباه له واخذه في الاعتبار غير أن القوي السياسية بقيت بعيدة حيث يبدو أن مجريات الاحداث السياسية الداخلية طغت علي الجميع. لا أعتقد أن هذه الخطوة ستؤدي الي فتح الباب للتطبيع فهناك إجماع وطني لدي الشعب المصري علي رفضه بشكل قاطع بهذه العبارة بدأ الكاتب الصحفي نبيل زكي القيادي اليساري ورئيس تحرير جريدة الأهالي سابقا حديثه مضيفا قوة رد الفعل من قبل الرأي العام علي ما قام به هؤلاء الأقباط الذين لا يتبعون كنيسة البابا الراحل شنودة الثالث ستجعلهم يشعرون أنهم أخطأوا في حق مصر ولم يتعاملوا باخلاص مع قراره السابق بمنع التقديس طالما بقي الاحتلال ورغم أنه كانت تحدث حالات مشابهة لما حدث من سفر لمسيحيين مصريين للقدس فإنها كانت حالات فردية.. ويتم معاقبتها كنسيا لمخالفتها قرار المجمع الكنسي. وفجر زكي مفاجأة بقوله السياسة الرسمية من قبل الدولة المصرية تجاه اسرائيل والتي هي في الأساس استمرار لسياسات النظام السابق هي ما شجعت هؤلاء المسيحيين علي السفر وكأن لسان حالهم يقول الحكومة المصرية تبارك التطبيع فلماذا نحرم أنفسنا كمواطنين من حقوقنا في أداء الشعائر الدينية التي نتمناها ونشتاق لأدائها مشيرا الي أن الرأي العام المصري لم ير موقفا رسميا واضحا تجاه ممارسات اسرائيلية سواء علي الحدود المصرية أو في الأراضي العربية المحتلة أو ما يتعلق بالقرارات الدولية ذات الصلة. وشدد زكي علي ضرورة عدم المبالغة في رد الفعل حيث لا يوجد أي تغير في موقف الشارع المصري تجاه اسرائيل وممارساتها مستشهدا بأحداث السفارة الاسرائيلية والاحتفاء الشعبي بانزال العلم الاسرائيلي علي يد الشباب المصري مؤكدا أن ذلك هو موقف الرأي العام المصري الحقيقي الذي لا يتغير. ومن جانبه أكد الكاتب محفوظ عبد الرحمن أن ما حدث يدخل في إطار الانفلات الذي نعاني منه مشيرا إلي أنه كان يحدث في حياة البابا مثل هذه الأفعال من قبل عدد من الأقباط المصريين عن طريق التحايل علي قراره بالسفر الي دولة أخري ثم الذهاب الي القدس وكانت لهم مبررات قوية لا ينكرها عليهم أحد حيث الرغبة لأداء الحج في القدس الذي كان يقف أمامهم فيه قرار البابا الذي يعد وطنيا من الدرجة الأولي بمنعه التقديس حتي تحرير الأراضي الفلسطينية. وأضاف عبد الرحمن بعد وفاة البابا زاد الأمر حيث لم نجد السفر فرديا مثلما كان يتم ولكن سمعنا عن أفواج ومواكب بأعداد كبيرة مفسرا ذلك بضعف الجبهة المصرية والعربية الخاصة بعدم التطبيع ومقاومة العدو الصهيوني ملقيا بمسئولية المواجهة علي الكنيسة المصرية لتنفيذ قرارات البابا والضغط علي المخالفين حتي لا يتكرر الأمر.