تنتشر التعديات علي أراضي أملاك الدولة بالفيوم بصورة مفزعة, في ظل عدم رقابة المسئولين وخاصة بعد أحداث الانفلات الأمني, وأصبحت آلاف الأفدنة تحت سيطرة عدد كبير من كبار العائلات وكبار المسئولين السابقين والحاليين. حيث وصلت نسبة التعديات في مركز واحد من مراكز الفيوم السبعة وهو مركز'' يوسف الصديق'' لتلتهم أكثر من3 آلاف فدان. كما لم يكتف المعتدون بالاستحواذ علي أراض تملكها الدولة بل يقوم عدد من السماسرة ببيع تلك الأراضي بالأفدنه وليس بالمتر, وقد يصل سعر المتر في بعض المناطق بالفيوم الي10 آلاف جنيه, وهو سعر متدن جدا في الوقت الذي يصل فيه سعر متر أراضي البناء في الفيوم إلي أكثر من12 ألف جنيه الأمر الذي يؤدي إلي إهدار ملايين الجنيهات علي الدولة. كما يقوم عدد من المتعدين علي أراضي الدولة بالفيوم, بالاستعانه بالبلطجية المدججين بالأسلحة الآليه لحماية مخالفتهم الصارخة في التعدي علي حقوق الدولة, وتعرض عدد من موظفي إدارة أملاك الدولة بالفيوم إلي الاعتداء وإطلاق النار عليهم, وذلك عند إزالة التعديات, وسحب الاراضي وعودة سيطرة الدولة عليها مرة أخري, ولكن تدخل البلطجية وضعف قرارات المسئولين بالمحافظة يحول دون ذلك مما يهدد هيبة الدولة ويضرب بالقانون عرض الحائط, ويسمح لمزيد من المعتدين والبلطجية بتحدي القانون والمتاجرة بأملاك الدولة. وفي نفس الوقت تظهر علي السطح مشكلة أخري, وهي تقنين وضع اليد علي أراضي أملاك الدولة, والذين أقاموا عددا من المشروعات الإنتاجية علي تلك الأراضي الصحراوية وتعميرها, ولكن يطالبهم المسئولون بضرورة إزالة تلك المشروعات واسترداد الأراضي مرة أخري, الأمر الذي يهدد مئات الأسر بالتشرد, بعد أن أقامت مشروعات زراعية وصناعية علي تلك الأراضي منذ عشرات السنين. كما أن هذه الأراضي تم بيعها بطرق مشبوهة وبصفقات مليئه بالفساد وتربح وكسب غير مشروع, حيث كان قرار وزير الزراعة في29 يناير1989 قد حدد سعر بيع المتر المربع من الأراضي المخصصة للبناء في قرية الجمهورية بجنيه واحد وكانت المساحة الكلية126 آلف متر مربع بالقرية ولكن بيع المتر بأكثر من200 جنيه, وسعر المتر المربع بخمسين قرشا في قريتي العمال وناصر في مساحة231 ألف متر مربع وبيع المتر بأكثر من مائة جنيه وذلك بالمخالفة في دليل واضح علي الفساد والتربح والكسب غير المشروع وسط صمت المسئولين حتي الآن. كما أكدت كشوف حصر التعديات بأدارة أملاك الدولة بالفيوم للأراضي المخصصة للجمعية الزراعية بكوم أوشيم وحصل( الأهرام المسائي) علي نسخة منها أيضا أن التعديات تغطي مساحة357 ألف متر مربع منها أراض مخصصة للبناء والتوسعات السكنية في قري الجمهورية وناصر والعمال و501 و11 قيراط و7 أسهم كانت مخصصة للشركة المصرية للحوم والألبان وعادت مرة أخري لملكية الجمعية بعد تصفية الشركة و22 استراحة طراز مهندس موزعة علي القري الثلاثة بالإضافة إلي الشون والأجران والورش والمخازن ومساحتها حوالي7 آلاف متر. ويؤكد عبد الله محمد,( من أهالي قرية الجمهورية وأحد المنتفعين), أن متر الأرض في المنطقة بجنيه واحد ويتم بيعه بأكثر من200 جنيه ومتر الأرض( اللي بخمسين قرش) يباع بأكثر من100 جنيه في حين أن تلك الاراضي هي أملاك دولة وتعدي عليها كبار الشخصيات من مستشارين ونواب مجلس شعب سابقين. ويضيف محمود مصطفي, أن التعديات تتم تحت نظر الأجهزة المعنية, مشيرا إلي أن التعديات بقرية الجمهورية تشمل مساحة600 فدان أراض زراعية بالإضافة إلي أراضي شون وبناء وأجران واستراحات تضمنها القرار رقم156 لسنة2009 وتقول المهندسة عنايات طاهر, مدير عام أملاك الدولة بالفيوم, أنه تم الانتهاء من حصر عدد التعديات علي أراضي أملاك الدولة بمركز'' يوسف الصديق'' حيث بلغ حجم التعديات3 آلاف وا50 فدان, وتم إصدار190 قرار إزالة بواقع280 فدانا بينما يتبقي,33 قرار إزالة آخر بواقع157 فدان, ويتبقي2870 فدان يتم تحضير قرارات بشأنهم. وأضافت أنه يتم التنسيق حاليا مع المستشار العسكري, ومدير الأمن, للبدء في حملات الإزالة, لإعادة سيطرة الدولة بباقي مراكز المحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها. وقالت أن عددا من موظفي إدارات أملاك الدولة المنتشرة بالمحافظة يتعرضون, للمضايقات والاعتداءات من قبل بعض البلطجية يسيطرون علي عدد من أراضي الدولة, وبعض موظفي الادارة بطامية قد تعرضوا لإطلاق النيران عليهم, ولكن لم يصابوا, وذلك أثناء حملة للإزالة.