إلي الباحث عن ملك مصر احذر فراسة شعب مصر, فهو يري بنور الإله وهو اول من عرف إلهه وعبده ووحده, فتجلي له الإله علي أرضه وفي سماه فأمنه وباركه فأصبح له رؤيته الفلسفية المبنية علي تدين واضح وتنوع ثقافي متراكم داخل بيئته عبر أنظمة وثقافات وفدت علي مصر, جعلته يري الكون في ثنائيات يجمع فيها بين الدنيوي والروحي او بين الظاهر والباطن. من شعب مصر الجسور الي الحالم بحكم مصر: قمنا بثورة تصحيح بعد أن نفدت حجج حكامنا ونفد معه صبرنا فتجاوزت ثورة عرابي التي كانت أشبه بالتمرد, وأكملنا ثورة19 التي قام بها الشعب ثم انحصرت في النخبة التي تشرذمت وأدت الي اضعاف الجسد, ثم عدلت ثورة52 التي قام بها الجيش والتف حولها الشعب, ورغم ذلك لم تكتمل ثوراتنا لماذا؟ لأسباب كثيرة أهمها أنها دائمامن إبداع فرد أوقائد ملهم وصاحب كارزما لذا كانت إنجازاتها وإبداعاتها متناثرة ومتكسرة هذا بجانب أستقطاب للقائد في تحالفات وصراعات في الداخل والخارج تحرفه عن مسار التقدم من أجل انجازات شخصية أما وإن ثورتنا الآن من إبداع أمة وشعب بكامله بدون قائد في لحظة قلما يجود بها الزمان كثيرا, فهنا يصبح الكل في واحد وواحدة هنا الوطن لذا اجعل هذه اللحظة التاريخية المبدعة من عمر الزمان مستمرة لبناء المجتمع الذي نريده وقامت الثورة من أجله فلا نريد استنساخ فرعون جديد. ولكن دعني أعرفك من هو شعب مصر الذي تسعي لحكمه لاننا اكتشفنا بعد طول حكم حكامنا لنا أنهم غير ملمين بتاريخنا الموغل في القدم وبخصائص شعبنا ذي العبقرية الفطرية وبمنظومته القيمية ذات الطبقات السبع, وهذا بيت القصيد. أصله( فلاح قراري) كما يطلق عليه الباحثون والمستشرقون بمعني يحمل خبرات الأولين والآخرين فأنظر الي طبقات جلده من خلال تجاعيد وجهه ويده لتري علامات آلاف السنين وأحذر فلايغريك شكله في الملبس والمسكن فهو نفسه الذي شاهده وتابعه وهو يعمل في أرضه من الصباح الباكر الي غروب الشمس, عالم أثار فرنسي جاء مع حملة نابليون ليكتشف سر الحضارة المصرية القديمة,ليخرج لنا بقوله المشهور الذي تركه لنا:( الحكمة العليا في دمه ولايعلم, والقوة في نفسه ولا يعلم ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجارب فتسعفه وهو لايعلم من أين جاءته, وهذا قد يفسر تلك اللحظات من التاريخ التي تري فيها مصر في طفرات مدهشة بعبقرية فطرية في قليل من الوقت وهذا يدحض قول هيرودوت والدكتور جمال حمدان لنقول لسنا من هبة نيل ولامن عبقرية مكان وهذا قد يفسر لنا كثيرا من الأحداث آخرها تلك الثورة التي جعلتك مرشحا اليوم وتجعلك تجتهد وتبحث عن هذه اللحظة والتاريخ يجيبك علي لسان كاتبنا الكبير الراحل توفيق الحكيم عن تلك اللحظة وهو الحلم القومي الذي إن وجد تفجرت بداخلنا تلك اللحظة لنصبح جميعا الكل في واحد, مصر وان ضاع تفرقنا وتشرذمنا وعمت الفوضي حياتنا. واليك أسوق مانصح به من أتوا لحكم مصر من قادة يملكون فراسة وفطنة وبصيرة في قراءة الشعوب شهد لهم بها الزمان, فماذا قال الحجاج بن يوسف الثقفي مؤسس وصانع مجد الخلافة الأموية وسفاح بغداد: اذا توليت حكم مصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادموا الأمم, فأذا جئتهم بشر أكلوك كما تأكل النار أجف الحطب واذا جئتهم بخير التقموك كما تلتقم الأم رضيعها وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل فلا يغريك صبرهم ولا تستضعف بقوتهم, فهم إن قاموا لنصرة رجل ماتركوه الا والتاج علي رأسه وإن قاموا علي رجل ماتركوه وقد قطعوا رأسه فاتق غضبهم وأنتصر بهم فهم خير أجناد الأرض واثق فيهم ثلاثا نساءهم وأرضهم ودينهم وأعرف وألزم أنهم صخرة في جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله. وفي النهاية أقول لك قولة( نابليون) قولي من أنت أقول لك من يحكم العالم [email protected] باحثة سياسية