نجوم السينما‏..‏ والعالم الآخر

نجوم السينما عندما يقتحمون عالم الفيديو يعملون له ألف حساب فهو بالنسبة لهم عالم آخر‏..‏ عالم جديد‏!‏
يدخل نجم السينما إلي استوديوهات الفيديو بهالة خاصة معه أو معها اللبيسة واللبيس للنجم‏..‏ الكوافير الخاص‏..‏ الماكيير الخاص موكب كامل مع كل من النجوم السينمائية‏..‏ يحملون ادواتهم ويحيطون النجوم في كل لحظة ومع كل حركة‏..‏ ثلاجة خاصة‏..‏ بعض الترامس‏..‏ للشاي والقهوة‏..‏ انهم يتعاملون مع الفن بنوع من الدلال‏..‏ والراحة المطلوبة‏...‏ انهم يعرفون قيمة الراحة ومستلزماتها وتأثيرها علي التمثيل نجوم التليفزيون ينظرون إلي هذه الأشياء كأنها نوع من الرفاهية‏..‏ واحيانا يصابون بنوع من الضيق الناقد‏..‏ ولكنهم يعرفون في النهاية كما يقال لهم‏..‏ انتم أصحاب البيت‏..‏ وعليه فهناك كثير من الهدوء للضيوف‏..‏ ونجم السينما يقع في العادة في مأزق‏..‏ عندما يواجه بضرورة حفظ المشهد الذي يقع في‏10‏ صفحات مثلا ويصور مرة واحدة‏..‏ فهو تعود ان يقطع هذا المشهد في السينما علي لقطات منفردة تصل إلي‏20‏ أو أكثر‏..‏ وعليه فهو لايحمل هم الحفظ لكل المشهد السينمائي‏..‏ فهو يحفظ جزءا‏..‏ جزءا‏..‏ ويصور‏..‏ لقطة‏..‏ لقطة مع دراسة الحوار السينمائي ومقتضيات معرفة اسرارها كلها‏..‏ والمونتاج يركب اللقطات بالترتيب ليصل في النهاية إلي المشهد ككل‏..‏ وهنا تظهر نجومية نجوم الفيديو فهم تمرسوا علي الحفظ وعرفوا اسراره‏..‏ وعرفوا كيفية التصرف امام الكاميرات الثلاث أو الاربع‏..‏ ويعلمون ان هناك مونتاجا يحدث اثناء التصوير‏.‏
والممثلون امام كاميرات الفيديو يبذلون جهدا خارقا اثناء التصوير‏..‏ علي الممثل مثلا ان يكون حافظا لكلام المشهد كله‏..‏ ويحفظ القطعات اي لقطات الكاميرات اي كاميرا من الكاميرات سلتقطه يحرص علي الحركة المرسومة له ولزملائه في المشهد‏..‏ يحافظ علي مصادر الاضاءة الخاصة به اثناء الحركة‏..‏ يراعي الميكروفون الذي يلتقط صوته وهو يتحرك‏.‏
ينتبه إلي حوار زميله حتي إلي نهاية جملة‏..‏ ليبدأ هو‏..‏ يستشعر حركات الكاميرات وهي تتجول من حوله لتلتقط المشهد من زوايا مختلفة‏..‏ كل هذا وهو في حالة اندماج لاداء الشخصية التي يقدمها في المسلسل أو السهرة‏..‏ كل هذا علي الممثل ان يعيه انه يري كل هذا دون ان يشعر المشاهد أنه يراه‏..‏ نوع من الوعي التام‏..‏ واللاوعي التام في نفس الوقت ولمدة طويلة في مشاهد الفيديو‏..‏ معادلة صعبة علي ان يتخيلها الانسان‏..‏ ولكنها تحدث من الممثل امام الكاميرات‏.‏ في السينما ايضا يحدث هذا لكن لمدة لاتزيد في اي مشهد علي ثلاث او اربع دقائق‏..‏ لهذا نجم السينما يعمل للفيديو الف حساب يتأني كثيرا‏..‏ يحاول ان يخترق اسرار هذه المعادلة الصعبة‏..‏ منهم من ينجح‏..‏ ومنهم من يجبر المخرج ان يصور مشاهده لقطة‏..‏ لقطة‏..‏ علي طريق السينما‏!‏
نادرا ما تحدث بروفات علي الافلام‏..‏ ولكن في المسلسلات البروفات اساسية‏..‏ تستغرق شهرا أو أكثر وتدور فيه دراسة وابعاد كل الشخصيات‏..‏ وهناك من المخرجين من يعملون بروفات تسميع للادوار قبل التسجيل‏..‏ وهناك نجوم في الاخراج التليفزيوني يستطيعون التغلب علي كل الصعب التي تواجه نجوم السينما في التمثيل في عالم الفيديو‏..‏ ولقدرات هؤلاء المخرجين يحملون القابا يشتهرون بها‏..‏ ويسعد كل ممثل ان يعمل معهم‏..‏ منهم ملك الفيديو نور الدمرداش‏..‏ هتشكوك الفيديو‏..‏ اسماعيل عبدالحافظ مخرج سينما الفيديو المخرج السينمائي الكبير حمادة عبدالوهاب وغيرهم كثيرون لهم دور كبير في نجاح مسيرة الفيديو‏..‏ والآن تمكن نجوم السينما من معرفة اسرار العالم الآخر‏..‏ واصبح التليفزيون بيتا لهم‏!!‏ وفي الفيديو‏..‏ مهما كانت ظروف النجم او الممثل لايمكن إلغاء التصوير فان الالغاء معناه خسارة يومية تصل إلي‏10‏ آلاف جنيه ايجار الاستوديوهات أو الفيلات ومستلزمات التصوير‏..‏ في السينما‏..‏ يمكن الالغاء بدون اي خسارة‏..‏ طالما ان الكاميرا لم يتم دورانها للتصوير‏..‏ فلا يحسب ثمن الايجارات وتكلفة الأجور‏..‏ ويتم التأجيل ليوم اخر‏.‏ كم يعاني الممثل‏..‏ ولم يواجه في حياته مواقف صعبة أو نهايات تراجيدية‏..‏ ولكنها ضريبة الشهرة والنجومية‏..‏ للممثل‏..‏ وللممثلة في حياة الفن التي اختاروها‏!!‏


إضافة تعليق

البيانات مطلوبة

اسمك
*


بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح

عنوان التعليق *


تعليق
*