قدمت الفنانة بشري دورا مميزا في اخر أفلامها جدو حبيبي استثمرت فيه كل امكاناتها كراقصة باليه ومغنية وممثلة.. وفي هذا الحوار تتحدث عن الفيلم وعلاقتها بأبيها المناضل الراحل أحمد عبدالله وسبب ابتعادها عن السياسة * في البداية حدثينا عن سبب حماسك لفكرة الفيلم؟ ** لأنه مختلف عن فيلم678, وكنت أحتاج الظهور بشكل جديد, فشخصية بيكي تحمل ملامح مختلفة, خاصة أنني خضت تجربة أثرت علي شخصيتي وأصابتني باكتئاب في678, فقررت تقديم نوعية مختلفة ووجدت ذلك في فيلم جدو حبيبي. * ألا ترين أنها مغامرة في هذا الوقت أن تقدمي كوميديا؟ ** الفكرة في التنوع, وأنا أقدم ما أقتنع به سواء في الانتاج, أو التمثيل, ولا أنكر متعتي بفيلم أسماء رغم أنني كنت المنتجة المنفذة, وليست الممثلة, كما أنني صريحة مع نفسي وأعشق الكوميديا, * هل ترين أن المناخ العام الأن ملائم لتقديم أفلام كوميدية؟ الوقت الحالي يحتاج للتنوع, وأنا قدمت أفلاما كأنتاج مع الشركة مثل آيه بوسي, وأسماء, وغيرهما من الأفلام التي حملت قضايا, وأعتقد ان التنوع مطلوب هذه الأيام, لأن جميع وسائل الاعلام تصيب بالاكتئاب, وكأن الحياة توقفت, والفن دوره في هذه الظروف ان يرفه عن الناس, ولا ينفصل عنهم. * وجه إليك نقد لحديثك بالانجليزية لمدة كبيرة في الفيلم؟ ** اعتقد انه منطقي ان تتحدث الشخصية بالانجليزية أغلب الفيلم, لانها قادمة وعاشت25 عاما من حياتها في انجلترا, ولا اعتبر هذا عيبا, فهناك عدد كبير ممن يدرسون بمدارس أجنبية في مصر يتحدثون الانجليزية أكثر من المصري في حياتهم اليومية, وحاولنا في قرابة نهاية الفيلم ان تتحدث الشخصية أكثر بالمصري. * توقيت عرض الفيلم تصادف مع أحداث بورسعيد فما تعليقك؟ ** كنت ممثلة في هذا الفيلم ولم تكن لي علاقة بالانتاج, وتولي كل التفاصيل المخرج علي ادريس, فهو اقرب للمخرج والمنتج,وقد طلب مني التركيزفي التمثيل, وكنت متحمسة للفكرة, لأني خضت تجربة المنتج المنفذ والممثلة في فيلم678, وطبيعة الفيلم كانت تسمح بذلك, أما في جدو حبيبي فالضغوط النفسية للانتاج كانت ستؤثر علي ادائي خاصة انني أقدم شخصية كوميدية, بالاضافة إلي أن الفنان محمود ياسين, والفنانة لبني عبدالعزيز يتبعان المدرسة القديمة بأن المخرج هو المسئول عن كل التفاصيل, فكان هو المسئول عن الاتصال بهما, فلم يكن قراري أي موعد نزول الفيلم, وللأسف الظروف كانت سيئة فتوقيت عرضه كان ليلة الأحداث, لذلك أجلنا الاحتفال بالفيلم والحديث عنه لمدة ثلاثة اسابيع احتراما للشهداء, * حدثينا عن تجربتك مع الفنانين الكبيرين محمود ياسين, ولبني عبدالعزيز؟ ** أحببت التجربة جدا, وشعرت بالارتياح, فهناك رقي في التعامل معهما, ومناخ مختلف. * والتعامل مع المطرب أحمد فهمي؟ ** تعاملت معه لأول مرة ولأن الفيلم أخذ وقتا كبيرا في التحضير, والتصوير, ظهرت علاقتنا علي الشاشة وطيدة, كذلك ظهرت علاقتي بالفنان محمود ياسين رغم انها أول مرة أمثل معه, ولم اره الا في المناسبات الرسمية, أعتقد ان طول مدة الفيلم هي السبب في الحالة. * هل تعتقدين ان العلاقة التي ظهرت في الفيلم وجعلت البطل يترك عروسه ليلة الزفاف واقعية؟ ** حدثت كثيرا خاصة لو كان الزواج ليس مبنيا علي حب, وحتي لو كانت فكرة أجنبية فثقافتنا تفرض التغيير علي أي موضوع, والسينما مجموعة أفكار متكررة, والفرق يكون في رؤية المخرج, والتفاصيل التي يضعها الكاتب للعلاقات, ولمسات الممثل للشخصية, واعتقد ان علاقة الجد بالحفيد لم تقدم منذ30 عاما وأخر فيلم قدمها كان الحفيد. * قدمتي وأحمد فهمي أغنيات منفصلة في الفيلم لماذا لم تشتركا في اغنية؟ ** كانت الفكرة مطروحة كدعاية للفيلم بأغنية مشتركة, والظروف لم تسمح, والأغنيتان كانتا محددتين من البداية وفي سياق الدراما, وبعيدا عن الفيلم المشروع مازال قائما. * يقال انك منحازة للمرأة بشكل كبير؟ ** أنا مع قضية المرأة, ومع أي شخص ضعيف يعامل علي أنه من الدرجة الثانية, ويتم تهميشه, وذلك يشمل الأقباط, والمرأة, وبما أن المرأة دائما في موقف ضعف, رغم أنها في الكثير من الأحيان تأخذ حقها أكثر من الرجل, الا انني أنحاز للقضايا والموضوعات المهمة مثل في فيلم أسماء الذي ناقش قضية مرض عليه دائما علامات استفهام, كما أنهم في السنوات الماضية من السينما ظلموا المرأة بشكل كبير, وكانت مجرد سنيدة حتي الأم, والجدة, والجد شخصيات ثانوية في الأفلام, لذلك حرصت علي ابراز علاقة الجد والحفيدة لانها من العلاقات المهمشة في السينما. * حديثنا عن ردود الفعل علي الفيلم والايرادات؟ ** ضعف الإيرادات كان متوقعا, لأنه عرض في وقت الأحداث, لكنها بدأت في الارتفاع بعد الحادث بأسبوعين, وذلك لأن الهم العام كان متجها للقضية الموجودة علي الساحة, والفيلم لم يكن مطلوبا منه أكثر من الترفيه, وتوصيل رسالة العلاقة الاجتماعية الراقية. * كيف ترين دفاع الفنانين عن حرية الفن؟ ** لا أستطيع أن أجيب عن هذا التساؤل الآن, فنحن في مرحلة انتقالية, ويجب أن ألاحظ وأكون رؤية, والفنانون أثبتوا موقفهم, وطالبوا بحريتهم, وأعتقد ان الدفاع عن الفن يجب أن يكون بالفن, وفي العصر السابق رغم ضيق مساحة الحرية الا أن المبدعين كانوا ينتزعونها, ولست قلقة علي حريتي فسياستي منذ البداية هي الوسطية, والمعقول في كل شيء, ولكن اذا أصبح هناك تضييق حقيقي وقتها سنأخذ موقفا ولن افترض شيئا لم يحدث, وسيكون ذلك عودة للوراء, والقوة التي أطاحت بمبارك, ستطيح بأي قوة تعتقد انها ستسيطر علي الشعب, وتقمعه, وأعتقد أن الأكثرية ولن أقول الأغلبية تتملك الذكاء السياسي للتعامل مع الفنانين, ولن يقحموا أنفسهم في صدام, لذلك لست قلقة, والحق يقال هناك أفلام مسفة كثيرة تم تقديمها, ولم يكن ضمير الأمة يرضاها, ونتمني أن تختفي. * صرحت بأنك لن تقدمي فيلما عن الثورة الآن لماذا؟ ** لأن الثورة لم تنته بعد حتي نقيمها تقييما موضوعيا, ونقول ان هذا ما حدث, فهناك أشياء لم تتغير, وأحكام لم يفصل فيها القضاء, ومرحلة انتقالية, فلا نستطيع أن نقدم رأيا حقيقيا عنها, والتسرع لن يقدم عملا جيدا, وذلك ما حدث في هوجة أفلام نصر أكتوبر73 قدمت أفلاما كثيرة لكن ولا فيلم منها مؤرخ حقيقي للحرب. * لماذا البعد عن المشهد السياسي رغم أنك بنت سياسي معروف؟ ** لي رأيي الشخصي, وموقف من السياسة, لانني عشت معاناة والدي, والثمن الذي دفعه مقابل كلمة لا, وأنا كفرد من أسرته عانيت, وظلت معاناته حتي توفي بعد إسقاطه في مجلس شعب2005 ب6 أشهر.., انا في فمي مرارة من السياسة, وكنت معترضة علي نزوله الانتخابات مجلس الشعب, ولم أسانده لانها كانت دوامة ليس لها أول من آخر, بالاضافة إلي أن زمان من كان يقول لا كانت تتم معاداته من النظام فقط, أما الآن فهو يخشي النظام والشعب, فمن يعترض يتهم بالخيانة والتخوين * صرحت أكثر من مرة بأن الثورة الحقيقية لم تحدث بعد فما وجهة نظرك؟ ** هذا حقيقي فهي لم تبدأ بعد, وما حدث كان تمهيدا للثورة, وجميعنا كنا ننتظر ثورة الجياع التي لم تحدث حتي الان, والثورة الحقيقية ستشمل التغيير الحقيقي, والبناء, وأنا احترم مشروعين قائمين الان مشروع جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا لانها المستقبل, ومشروع الفنان محمد صبحي للعشوائيات التي علي شفي الانفجار, وأعتقد ان والدي لو كان حيا كان سيطالب بالتغيير والبناء معا. * أين أنت من الدراما؟ ** عرض علي مسلسلان لكني لم أجد نفسي فيهما وانتظر دورا جديدا, خاصة بعد غياب طويل, ومسلسل لحظات حرجةش استثنائي, ولا يشاهد بكثافة, فلا اعتبر نفسي موجودا, واتمني أن أقدم دراما مختلفة مثل التي قدمت في رمضان الماضي من نوعية المواطن اكس, ودوران شبرا, وشارع عبد العزيز. * وأين انت من الغناء؟ ** المناخ العام لا يسمح بالانتاج الغنائي, وبعد القرصنة قررت أن أطرح الأغاني المنفردة, ولا يعنيني الوجود باستمرار, وحفلاتي قلت بسبب انشغالي بالانتاج, لكن سيظل التمثيل والغناء أهم أولوياتي. * تعيشين تجربة الأمومة لأول مرة فحدثينا عنها؟ ** مسئولية جديدة أضيفت لي, وأصبح هناك مخلوق ضعيف يعتمد علي في كل شيء, ولا انكر خوفي عليه, وقلة خبرتي في التعامل معه * ما هي مشروعاتك الفنية القادمة؟ ** سأبدأ خلال أيام قليلة فيلما مع حمادة هلال والمخرج أكرم فريد مستر اند مسز عويس وهو كوميدي وتدور أحداثه في اطار المجتمع الصعيدي, وستكون أول مرة أجسد فيها شخصية صعيدية, وهناك أغنية مشتركة ستجمعني بحمادة.