أكد الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء ضرورة الاسراع بتنفيذ خطة تنمية جنوبالوادي خاصة محافظة الوادي الجديد التي تتمتع بإمكانات واسعة لإقامة مشروعات زراعية وصناعية وعمرانية وسياحية وتعدينية تسهم في زيادة فرص التشغيل وزيادة حجم الصادرات المصرية, كما تسهم في فرص الخروج من الوادي الضيق وجذب الاستثمارات المحلية والدولية إليها. صرح بذلك الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة عقب الاجتماع الوزاري الذي عقده الدكتور كمال الجنزوري أمس بحضور مجموعة من الوزراء والمستثمرين المصريين المهتمين بإقامة مشروعات متنوعة بالوادي الجديد, كما حضر الاجتماع محافظ الوادي الجديد.وأوضح أن الا جتماع استعرض الإمكانات الهائلة والمتنوعة التي تزخر بها محافظة الوادي الجديد سواء في الأراضي الواسعة التي يمكن زراعتها بمحاصيل اقتصادية, أو في الثروات المعدنية بما فيها الفوسفات ورمال السليكون والرخام, مشيرا إلي توافر المياه اللازمة للزراعة, إلي جانب الكهرباء التي وصلت بالفعل إلي المحافظة من الشبكة القومية في يناير الماضي. وقال الوزير ان الاجتماع أكد ضرورة زيادة القيمة المضافة لثروات الوادي الجديد بحيث لايتم تصدير المواد الخام وإنما يتم تصنيعها لزيادة قيمتها مع العمل علي تصنيع المحاصيل الزراعية لزيادة قيمتها المضافة أيضا. وفتح أبواب التصدير أمام السلع الزراعية التي تطبق معايير الجودة العالمية. وأشار يونس إلي أن الخطط الزراعية التي ستنفذ في الوادي الجديد ستدرس بعناية في مجال نوعية المحاصيل من حيث المقننات المائية واحتياجاتها مع تقنين طرق الري لهذه المزروعات, موضحا أنه لايمكن تصدير البرسيم الحجازي المزروع في المحافظة لانه يحتاج إلي كميات كبيرة من المياه مما يعني في النهاية تصدير المياه المصرية للخارج. وأضاف, أنه تقرر وضع تشريع جديد في مصر لدعم الثروة المعدنية, وسيطرح علي اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء خلال أيام لصياغته, ثم يطرح علي مجلس الوزراء في اجتماع مقبل لمناقشته قبل احالته إلي البرلمان, موضحا ان هذا التشريع سيسهم في الاستغلال الأمثل للثروات المعدنية في مصر, مشيرا علي سبيل المثال إلي إقبال الشركات العالمية علي إقامة مشروعات لاستخراج مادة السيليكون من رمال الوادي الجديد لإنتاج الخلايا الضوئية التي تسهم في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. وفيما يتعلق باستغلال الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة في مصر, قال حسن يونس ان الاجتماع قرر تأسيس صندوق لتنمية الطاقات المتجددة ويكون تابعا لرئيس مجلس الوزراء مباشرة, ويتم تمويله من فروق الدعم التي تقدمها وزارة البترول لوزارة الكهرباء لتوليد الكهرباء من الوقود التقليدي, وسيخصص هذا الدعم للصندوق لتغطية فارق التكلفة بين إنتاج الكهرباء من الطاقة التقليدية بالنسبة للطاقة الشمسية التي تتكلف مبالغ أعلي, وأكد يونس أن وزارة المالية وافقت علي تأسيس هذا الصندوق, وبالتالي سيعلن عن تأسيسه خلال أيام. وتوقع الوزير ان تبلغ نسبة الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالي الطاقات المولدة في مصر20% بحلول عام2020, معربا عن توقعه ان تنخفض تكلفة توليد الطاقة الشمسية عالميا نتيجة التقدم التكنولوجي, مما يعني أن مصر يمكن ان تولد كميات كبيرة من الطاقة الشمسية مستقبلا نظرا لتمتعها بموقع جغرافي تسطع فيه الشمس طوال العام. وردا علي سؤال حول مستقبل الطاقة النووية في مصر, قال يونس انه تم الانتهاء من اعداد مشروع الطاقة النووية في مصر, وإنه جاهز للعرض علي البرلمان بعد إقراره من مجلس الوزراء. وقال وزير الكهرباء ان الاجتماع ناقش أيضا تطوير البنية الأساسية في الوادي الجديد من طرق ومواصلات ونقل وكهرباء بالإضافة لتطوير المطار الموجود ليكون قادرا علي تصدير المنتجات بطائرات شحن كبيرة, حيث تم تكليف وزير الطيران المدني بإضافة خطوط طيران جديدة للمحافظة أو تأجير طائرات لنقل صادراتها وتطوير المطار بالصورة المناسبة لحركة الشحن الجوي. وأضاف, أن الجنزوري وجه كلا من وزيري الخارجية والتجارة الخارجية بحل مشاكل المصدرين ومتابعة التزام المصدر بمواصفات الجودة والتزام الدول بقبول المنتجات المصرية المصدرة لهم. وأشار وزير الكهرباء إلي أن رئيس مجلس الوزراء أكد خلال الاجتماع ضرورة طرح المشروعات الاستثمارية بالوادي الجديد من خلال مزايدات تتم بكل الشفافية وتطرح امام جميع المستثمرين. من ناحية أخري, بحث الدكتور كمال الجنزوري أمس مع أس. أم كريشنا وزير الخارجية الهندية الذي يزور مصر حاليا سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والهند في جميع المجالات, خاصة فيما يتعلق بتوسيع التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات الهندية العاملة في السوق المصرية, خاصة بعد الإجراءات التي قامت بها الحكومة لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي. واستعرض اللقاء نتائج الاجتماع السادس للجنة المصرية الهندية بين البلدين في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والزراعة. كما ناقش الجانبان زيادة التعاون بين مصر والهند في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي حققت فيه الهند نجاحا كبيرا, وإمكان التعاون بين الشركات المصرية والهندية في هذا القطاع الواعد.