فتح قرار إلغاء حظر السفر علي المتهمين في قضية التمويل الأجنبي النار علي حكومة الدكتور كمال الجنزوري, وتواصلت أمس ردود الأفعال الغاضبة من مختلف القوي السياسية والحزبية, ونددوا بالقرار والتدخل في شئون القضاء, وطالبوا بالكشف عن مختلف الملابسات التي أحاطت القضية برمتها منذ البداية وحتي النهاية. وحملت القوي الثورية والحركات والائتلافات الشبابية, المجلس العسكري والحكومة المسئولية, واعتبرت القضية متاجرة بسمعة القضاء المصري, عبر صفقة سياسية, مطالبين بتشكيل لجنة قضائية مستقلة للوقوف علي دور العسكري والحكومة ومدي جدية القضية التي نالت من استقلالية القضاء, وأدت إلي اهتزاز ثقة المصريين في مؤسسة القضاء. من ناحيته, قدم نادي القضاة طلبا رسميا للمستشار حسام الغرياني, رئيس المجلس الأعلي للقضاء, للتحقيق مع المستشار عبدالمعز إبراهيم رئيس محكمة استئناف القاهرة, ومع القضاة الذين أصدروا قرار رفع حظر السفر علي المتهمين, كما دعا قضاة تيار الاستقلال إلي عقد جمعية عمومية طارئة الأحد المقبل لسحب الثقة من عبدالمعز إبراهيم, وإحالته للتحقيق فورا. في غضون ذلك, أعلنت الأحزاب الإسلامية والليبرالية تأييدها موقف حزب الحرية والعدالة, الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين, الذي يدعو إلي سحب الثقة من حكومة الدكتور كمال الجنزوري بعد القرار الأخير. يأتي ذلك في الوقت الذي نظم فيه العشرات مسيرة من ميدان التحرير إلي السفارة الأمريكية للتنديد بقرار سفر المتهمين, وطالبوا بضرورة استقلال القضاء وعدم إملاء أي تعليمات أو قرارات عليه من أي شخص أو جهة. من جانبها, شنت نقابة المحامين هجوما عنيفا علي قرار الأخير, وطالب سامح عاشور, نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين, بالتحقيق مع عبدالمعز إبراهيم والكشف عن الضغوط التي مورست علي هيئة المحكمة, وكشف جميع الحقائق أمام الرأي العام, وطالب باعتذار رئيس محكمة استئناف القاهرة للأمة والقضاة باعتبار أن ما حدث إهانة للوطن والقضاة. كما دعت لجنة الحريات بالنقابة إلي عقد موتمر حاشد للتنديد بالتدخل في شئون القضاء يعقبه مسيرة إلي دار القضاء العالي للمطالبة بفتح تحقيق في الواقعة. ونفي الدكتور محمود غزلان اتهامات جون ماكين بأن جماعة الإخوان كان لها ضلوع في السماح للمتهمين بالسفر, مؤكدا أنها عارية تماما عن الصحة, وهدفها تشويه صورتهم. وأكد حسين إبراهيم, زعيم الأغلبية في مجلس الشعب, أن حزب الحرية والعدالة سوف يسأل الحكومة بمختلف الوسائل الرقابية خلال الجلسات المقبلة للبرلمان. وقال وحيد عبدالمجيد, عضو مجلس الشعب, إن القضية بدأت سياسية وانتهت سياسية, وبين البداية والنهاية جانب قضائي لم يعرف أحد حتي الآن تفاصيله, كما شن المرشحون لرئاسة الجمهورية هجوما لاذعا علي القرار ووصفوه بالصدمة.