للبيئة أثرها البالغ في تكوين شخصية الإنسان مهما انتقل إلي أماكن أخري أو انخرط في بيئات جديدة.. وفي المنطقة العشوائية القديمة بزينهم نشأ مصطفي الفكهاني حيث كان يقيم واسرته في مجموعة من العشش.. عاش فيها وتكونت شخصيته وتشبعت سلوكياته بسلوكيات عشوائية لاتختلف كثيرا عن عشوائية المكان.. وعندما امتدت أيادي التطوير امتدت للمكان. لكنه لم يتطور بتطور المكان.. وحصل علي ست شقق من المساكن البديلة التي اقامتها الدولة لم يقنع بمارزقه الله.. وادار إحدي هذه الشقق لألعاب القمار والأعمال المنافية للآداب نظير مبالغ مالية يحصلها من المترددين عليه.. في النهاية كان مصيره المحتوم.. حيث توجهت إحدي بناته لزيارته فوجدته جثة هامدة مصابا بعدة اصابات لم يتحملها وهو في عقده السادس فأودت بحياته. اسرعت ابنته للمقدم عبد الحميد يوسف رئيس مباحث السيدة زينب وابلغت عن مقتله.. فتم اخطار اللواءين إسماعيل الشاعر مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة وفاروق لاشين مدير الإدارة العامة للمباحث. وانتقل اللواء سامي سيدهم نائب المدير لمكان الحادث علي رأس فريق بحث للمعاينة حيث تبين ان جثة المجني عليه ملقاة علي ظهرها بغرفة النوم ترتدي ملابسها العلوية وبها إصابة بفروة الرأس وكسر بيمين الجمجمة, كما تبين سلامة جميع منافذ الشقة مما يشير إلي ان الدخول كان مشروعا, إلا ان محتويات غرفة النوم وما آلت إليه دلت علي ان الجريمة تمت بغرض السرقة. بدأ فريق البحث عمله بقيادة اللواء أمين عز الدين مدير مباحث القاهرة والعقيد سمير عبد المنعم وكيل قسم مكافحة جرائم النفس... وتحركت مجموعات بحثية في عدة اتجاهات لجمع المعلومات بمنطقة الواقعة وحصر وفحص المترددين علي الشقة وفحص علاقة المجني عليه بجيرانه واقاربه. واثناء السير في إجراءات البحث تم الوصل لشاهد, اشار إلي ان المجني عليه التقي إحدي السيدات قبل اكتشاف الحادث بيوم واحد, وترددت علي مسكنه يوم الواقعة ولم يشاهده احد بعد ذلك.. وبإعادة فحص محتويات الشقة, تبين اختفاء هاتفين من المجني عليه وخاتمين ذهبيين وبعض المبالغ المالية.. فتم توزيع نشرة بأوصاف الخاتمين وتليفوني المتهم. اضافت التحريات ان السيدة التي شوهدت بصحبة القتيل قبل الحادث, تقيم بمنطقة قلعة الكبش, وبتكثيف التحريات حولها تبين انها شوهدت في وقت معاصر للحادث تتردد علي صائغ يدعي حنفي عرفان بشارع سوق السمك بدائرة القسم.. كما انها شوهدت تشتري بعض المتعلقات علي الرغم من مرورها بضائقة مالية قبل الحادث... فتم استئذان النيابة في ضبطها وتفتيش مسكنها. اسفرت عملية التفتيش للمسكن عن ضبط تليفوني المجني عليه, وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة بغرض السرقة, وقررت انها تعرفت عليه بالمنطقة والتقت به ليلة الحادث حيث قررت له انها تمر بضائقة مالية فطلب منها الحضور لمسكنه في اليوم التالي لمساعدتها وعقب وصولها اغلق باب الشقة وراودها عن نفسها مقابل إعطائها500 جنيه, وبعد ان وافقت علي طلبه فوجئت به يعطيها100 جنيه فقط ويطلب تكرار المعاشرة لإعطائها باقي المبلغ فرفضت ودفعته بقوة فاصطدم رأسه بدولاب الغرفة وسقط علي الأرض. وأضافت انها التقطت قطعة حديد من علي الأرض وانهالت بها عليه حتي تأكدت من وفاته ثم استولت علي هاتفيه وخاتميه ودبلتين ذهبيتين وفرت هاربة, ثم باعت المشغولات للصائغ المذكور. توجهت مأمورية للمحل وتم ضبطه وعثر رجال المباحث بمسكن المتهمة علي الهاتفين ومبلغ1900 جنيه تبين انه باقي قيمة المشغولات, وتم تحرير محضر بالواقعة واحيلت المتهمة للنيابة لمباشرة التحقيق.