العقلاء في الوسط الرياضي يرون أن استئناف مسابقة الدوري الممتاز هذا الموسم من رابع المستحيلات في ظل تعليق كل ما له صلة بما حدث في مجزرة بورسعيد علي هامش مباراة الأهلي والمصري. لأن استئناف النشاط يعني أنهم علي حالهم لا يحركهم حتي دماء الشباب التي سالت في مباراة لكرة القدم! ولا أعرف كيف يقولون باستئناف المسابقة بعد الأربعين أو حتي بعد شهور دون أن يتحدثوا عن موقف المصري.. وهل سيشارك في المسابقة أم لا.. وفي حالة مشاركته من سيحمي جماهيره.. وهل حصلوا علي موافقة الأمن.. وهل استطلعوا رأي الأندية في عملية ذهابها إلي بورسعيد.. وهل هم قادرون علي حماية جماهير بورسعيد عندما تضع أقدامها خارج المحافظة.. وهل يضمنون تشجيعا مثاليا لكل الجماهير التي تحالفت مع الأهلي ؟!.. وأسئلة أخري كثيرة كان يجب أن يطرحوها قبل أن يعتمدوا علي أسلوب الفلول في التعامل مع الأزمات ما صغر منها وما كبر! إن ما يتم جس النبض به الآن حول عودة الدوري بهذا الأسلوب القديم.. وما يفعله كامل أبوعلي بشأن عودته مرة أخري لقيادة النادي مع أنه أحد المسئولين عما حدث, وما قاله التوءم حسن حول عودتهما لتدريب المصري يؤكد أنه لم ينجح أحد, وأن ردود الأفعال تم اختصارها في أحزان وشارات سوداء وتبرعات ورحلات عمرة ومؤتمرات صحفية وكلمات مواساة أمام الكاميرات, فيما بقي حق الشهداء ضائعا, وبقيت المسابقة علي حالها عرجاء, وكأن دماء بورسعيد لم تروهم ويريدون المزيد منها في ملاعب أخري! وما يقال عن خسارة الأندية وتأثر اللاعبين لا محل له هنا, فمصر كلها خسرت في عام الثورة, كما أن خسارة الأموال لا تقارن بخسارة الأرواح, وعليهم أن يبحثوا عن حل يعوض هذه الأندية كما يسعون لحل يعوض انقطاع المعونة الأمريكية, وكما يتبرعون للمشروعات الخيرية والعلمية الكبري!