اعتاد النظام المخلوع في السنوات الأخيرة ألا يستمع لصوت العقل, بل كان عادة ما يقابل أي أفكار أو اتجاهات جديدة وإصلاحية بالسخرية والاستهزاء حتي مبارك قال ردا علي البرلمان الموازي بعد التزوير الفاجر لانتخابات2010: خليهم يتسلوا.. وكانت كلمة أخيرة سقط بعدها هو ومن معه بل وقفوا وناموا خلف القضبان! وفي الأيام الأخيرة بدأ البعض يروج لمسألة عودة الدوري الممتاز من جديد مع أن دماء شهداء مذبحة بورسعيد مازالت ساخنة, حتي مجلس المصري الذي استقال يدفع بكل ثقله ورجاله من أجل العودة مرة أخري علي طريقة أنها أزمة ومرت و يا دار ما دخلك شر.. ويريدون أن يعود الدوري لأن مصالحهم تحتم ذلك مكتفين بأن ما قالوه وهتفوا به يكفي الشهداء وأكثر لأنهم بالطبع لا يقدرون النيران التي تأكل في أسرهم! والأسلوب المتبع في إعادة الدوري لا يختلف عن ذي قبل, فهم يسربون الشائعة, ويفاخرون بعدم حدوث ما يعكر الصفو في مباراة ودية, ويعتمدون علي موافقة الأمن علي إقامة ثلاث مباريات ودية للمنتخب الوطني في الغردقة.. ويعلو الصوت تدريجيا إلي أن يصدر قرار العودة ثم تحدث مأساة أخري نجلس نبكي بعدها.. ولكن هذه المرة لا يجب أن يوافقهم أحد, فالأمر خطير وهز العالم بأكمله, كما أنه لا يوجد عندنا مجلس إدارة لاتحاد اللعبة! وإذا كان لاعبو الأهلي فعلوا خيرا عندما رفضوا التدريب حتي توضع النقاط علي الحروف وإن كانوا التزموا بالحضور الذي يفرضه نظام الاحتراف, فإن أحمد ناجي مدرب حراس المرمي كان محقا وواقعيا عندما قال إن عودة الدوري ستدمر الكرة المصرية لمدة4 سنوات مقبلة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة حاليا. وكان منطقيا في قوله إنه توجد أسباب عديدة تبرر عدم استئناف المسابقة أبرزها ازدحام هذا الموسم بارتباطات المنتخب الأول والمنتخب الأوليمبي.. فهل استمعوا لمن لا يبغي إلا مصلحة اللعبة والبلد معا ؟!