لعبت الأندية الكبري وأخص بالذكر الأهلي ومن بعده الزمالك ثم الاسماعيلي وغيرهما من الأندية الشعبية والجماهيرية دورا رئيسيا في تغذية التعصب البغيض بين الجماهير ومعها فقدت مدرجات ملاعبنا في السنوات الاخيرة الكثير من الانضباط. ومعها ايضا ابتعدت الجماهير التي كانت تذهب للملاعب للاستمتاع وفضلت الجلوس علي مقاعد المشاهدين سواء في منازلها أو علي المقاهي بعد ان اصبح الذهاب الي الاستاد غير مأمون العواقب في ظل حالة الهوس التي استشرت مع ظهور مجموعات الألتراس والاتحاداوي والمصراوي والوايت نايتس وغيرها. انحرفت تلك المجموعات من روابط المشجعين عن مسارها بعد ان اصبحت لها انياب واظافر وقوة علي فرض ما تريد علي الجميع بما في ذلك ادارات الاندية التي لم تكتف برعايتها تنميتها وتوسعها فأصبح اعضاؤها من كل محافظات مصر بل انها كانت توفر لها كل السبل لمرافقة لفرقها خارج الحدود واخص بالذكر هنا النادي الاهلي الذي شهدت مسيرته في السنوات الخمس الأخيرة تصاعدا غريبا ومريبا للألتراس الذي رافق الفريق في كل رحلاته الخارجية وبالطبع لم تخل تلك الرحلات من الازمات والمشكلات وهو ما لم يكن موجودا علي الاطلاق قبل عشر سنوات. لا أقول ان روابط المشجعين سيئة فهي تمثل وجهين لعملة واحدة احدهما جميل ورائع والمتمثل في التوحد في مجموعات تقدم نموذجا جميلا في التشجيع بالاغاني واللوحات الفنية واللافتات المعبرة عن حب الفريق وهو ما قدمه كثيرا التراس الاهلي والوايت نايتس والوجه الاخر قبيح بعد ان تتحول تلك الصورة الجميلة الي مسخ بقيام بعض المنفلتين بعمليات التسخين لهذه المجموعات من الشباب المتحمس سواء ضد الحكام أو المدربين أو اللاعبين أو جماهير الفريق المنافس وهو ايضا ما حدث كثيرا ولم تفلح معه كل العقوبات واللوائح من الحد منها لا لشئ إلا لأن تلك الروابط شعرت بأنها فوق القانون بل انها اخترقت القانون واقتحمت الملاعب رغم انف الجميع في تحد سافر لقرارات منعها من الحضور عقوبة لها وعلي فرقها لخروجها عن حدود اللياقة والروح الرياضية.