أقيمت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس الاول علي هامش الفعاليات الثقافية للمعرض ندوة حول الكاتب الراحل ابراهيم اصلان بحضور صديقه الروائي سعيد الكفراوي. واستعرض الكفراوي علاقته الحميمة بالراحل إبراهيم أصلان مؤكدا أنه أحد الكتاب الذين امتلكوا الواقع واستطاعو أن يكتبوا عنه فنا بديعا واحتل مكانة تليق به في الحركة الثقافية المصرية, وأسس لنفسه كتابات خاصة به تقوم علي الحكي والنصوص الصغيرة التي تحمل أفكارا كبيرة. وأكد تميز وشخصية اسلوب اصلان في الكتابة والتي يمكن أن تميزه حتي وإن لم يضع اسمه فقد وضع لنفسه أسلوبا يميزه وموضوعات لايهتم بها غيره, لأنه ينتهي إلي طبقة المهمشين, واستطاع أن يعبر عنهم... فقد كان مشغولا بالطبقة الكادحة.. كان دائما يطرح الأسئلة... كيف يعيش هؤلاء الفقراء وإلي متي سيظل العدل غائبا؟! وكان حديثه عن الحرية لايتوقف. واشار الكفراوي إلي أن إبراهيم أصلان ينتمي إلي جيل من العباقرة كانوا متفاعلين. مع الواقع يتنبأون بما يحدث ويشرحون الواقع, ومنهم الشاعر الراحل أمل دنقل ومحمد عفيفي مطر وصنع الله إبراهيم وعبدالحكيم قاسم. وأكد الروائي سعيد الكفراوي أن هذا الجيل ابن واقعه عاشوا واندمجوا وتفاعلوا. وعلي الرغم من أن معظمهم يحملون شهادات متوسطة أو ماهو أقل ورغم أنهم خرجوا من قري ومناطق شعبية لم تنل حظا من الاهتمام إلا أنهم نحتوا في الصخر وقدموا للثقافة المصرية والعربية الكثير, لقد قدم هذا الجيل مايمكن أن نسميه وثيقة تاريخية عن الواقع السري للوطن.. كما استطاع جيل الستينيات أن يكون لنفسه ثقافته المميزة وهو ما انعكس علي إبداعهم الرائع. واختتم سعيد الكفراوي كلامه قائلا: لقد فقدت الحياة الثقافية والأدبية مبدعا كبيرا, موجها التحية لجيل الستينيات. يذكر أن إبراهيم أصلان مولود بمحافظة الغربية, ونشأ وتربي في القاهرة في الكيت كات بحي إمبابة وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغي في كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولي بحيرة المساء مرورا بعمله وروايته الأشهر مالك الحزين وحتي كتابه حكايات فضل الله عثمان وروايته عصافير النيل حققت روايته مالك الحزين نجاحا ملحوظا علي المستوي الجماهيري وعلي مستوي الحركة الثقافية ورفعت اسم أصلان عاليا بين جمهوره وقد ادرجت روايته ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربي وحققت له شهرة أكبر بين الجمهور العادي وليس النخبة فقط. وتم تحويل الرواية إلي فيلم سينمائي تحت عنوان الكيت كات وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا لكل من شاركوا فيه وأصبح الفيلم من أبرز علامات السينما المصرية في التسعينيات وحتي الآن.