بعد مذبحة بورسعيد بكي من بكي, وتشنج من تشنج, وارتدي السواد من رأي أن ذلك مشاركة منه في تأبين الشهداء الذين راحوا ضحية مؤامرة دبرتها الأيادي القذرة. ولكن الملاحظ أن غالبية الذين رفعوا أصواتهم بالتنديد والشجب والإدانة هم أنفسهم الذين أصروا ونادوا بإقامة مسابقات كرة القدم في ظل حالة الانفلات الأمني, وكأنهم كما قيل في أمثالهم: يقتلون القتيل ويمشون في جنازته! وأقدر لمجلس إدارة النادي الأهلي حرصه علي الإجراءات الروتينية المتبعة في مثل هذه الكوارث من إطلاق تصريحات بملاحقة مرتكبي المذبحة وتوجيه النداءات لكل من لديه معلومات لتقديمها إلي جهات التحقيق, وأيضا إقامة سرادقات العزاء وتبني حملات التبرع لأسر الضحايا, ولكن لا يجب أن تقتصر صفحة ما بعد المصيبة الكبري علي ردود الأفعال التقليدية, وإنما تفرض علينا مرحلة ما بعد ثورة25 يناير أن نطرح الحقائق دون مواربة لتحديد مسئولية كل طرف عن هذا العمل الإجرامي! وإذا كان اتحاد كرة القدم المقال أو المستقيل مسئولا لا محالة بسوء تنظيمه للمسابقة وإشعاله نيران الفتنة ولا مبالاة رئيسه بمباراة في هذه الجماهيرية واكتفائه بلقاء- لم يتم- مع الالتراس بعد المباراة, فإن أيضا مجلس إدارة النادي المصري يتحمل المسئولية لأنه لم يؤد عمله علي الوجه المطلوب بفتح الاتصالات مع الأمن وهيئة الإستاد.. ويشاركه المسئولية مجلس إدارة النادي الأهلي الذي نظم رحلات الموت لجماهيره إلي بورسعيد بدلا من أن يطلب تأجيل المباراة بسبب حالة الاحتقان, ولكنهم جميعا لم يظهروا في الصورة قبل المباراة واكتفوا ببعض الشعارات, وكأن أرواح المواطنين لاتهمهم في شيء, وكأنهم لا يعرفون قيمة أن يلعب الفريقان في هذه الظروف, وكأنهم لم يسمعوا التحذيرات, أو لم يخطرهم أحدهم بما كان يحدث في مباريات الأيام العادية, أو أنهم كانوا يتوقعون ما حدث لذا لم يذهبوا خوفا علي أرواحهم! [email protected]