واصل الآلاف من الشباب الغاضب التظاهر والاشتباك مع قوات الأمن في شارع منصور القريب من مبني وزارة الداخلية بالرغم من انقطاع التيار الكهربائي مساء أمس فيما قامت قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ومنهم من اقتحم الوزارة, وقام العشرات من الشباب باستخدام الموتوسيكلات لإخلاء المصابين الموجودين في الصفوف الأولي مع قوات الأمن ونقلهم إلي المستشفيات الميدانية وسيارات الإسعاف, وقد تراوحت معظم حالات الإصابة ما بين اختناق نتيجة للغازات المسيلة للدموع أو كدمات خفيفة نتيجة للتراشق بالحجارة أو التدافع الشديد أثناء عمليات الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين. حمل المتظاهرون أعلام النادي الأهلي, وارتدي العشرات من الشباب تي شيرت الأهلي للتضامن مع ضحايا مذبحة بورسعيد, كما تضامنت رابطة مشجعي نادي الزمالك ورفعوا أعلام الزمالك وكتبوا عليها حداد تضامنا مع إخواتنا في الأهلي, وهي تعد المرة الأولي التي يوجد فيها الألتراس لفريقي الأهلي والزمالك نحو هدف واحد هو القصاص للشهداء وردد المتظاهرون هتافات مشتركة وأغاني خاصة لتشجيع فريقي كرة القدم, وحث المتظاهرين علي الاستمرار في مهاجمة الداخلية بسبب فشلها في منع مذبحة بورسعيد. وفي منتصف شارع منصور أقام أطباء وشباب الهلال الأحمر عيادة طبية ميدانية لإسعاف المصابين بشكل عاجل بالرغم من الدخان الكثيف للقنتبل المسيلة للدموع التي تطلقها قوات الأمن علي المتظاهرين كلما تدافعوا للوصول إلي مبني الوزراة. وقد اسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن في محيط وزارة الداخلية عن وفاة3 حالات وإصابة1300 آخرين بينهم215 ضابطا وجنديا. ولجأت الشرطة أحيانا لإطلاق قذائف الغاز المسيل للدموع لإجبار عدد من شباب ألتراس الأهلي والزمالك علي التراجع ومنعهم من الوصول إلي مبني الوزارة, كما تم إطفاء التيار الكهربائي علي مقربة من الحوائط الأسمنتية لتوفير الغطاء الأمني اللازم للحيلولة دون تقدم المحتجين, وقام بعض الصبية بقذف رجال الشرطة بالطوب والحجارة غير أن الأمر لم يستمر طويلا في مواجهة قنابل الغاز ذات الرائحة النفاذة, التي كانت تثير عاصفة من الدموع والعطس في صفوف المتظاهرين في الوقت نفسه أعتلي الحواجز الخرسانية المؤدية إلي الوزارة عدد من المثقفين وشيوخ الأزهر, وكانت مهمتهم تهدئة الشباب الغاضب ومحاولة إقناعهم بالتوجه إلي ميدان التحرير. وبالفعل كانت هناك استجابة من البعض, بينما أصر البعض الآخر علي البقاء, في محاولة منهم لاكتشاف أي منفذ يمكن أن يقود إلي مبني الداخلية, لكن من دوي جدوي, وقد تعانقت أعلام ناديي الزمالك والأهلي, واحتشدت جموع من مشجعي الفريقين الألتراس والوايت نايتس مرددة شعارات, تندد بإهمال الداخلية, واتهامها بالتواطؤ في جريمة قتل وجرح مئات المشجعين في ستاد بورسعيد. وعلي بعد أمتار من شارع منصور, وعلي وجه التحديد في ميدان التحرير, احتشد آلاف المواطنين من الشبان والفتيات والكبار, وتحركت بطول الميدان وعرضه مسيرات تندد بالمجلس العسكري وبوزارة الداخلية, وأيضا بعدد من السياسيين والإعلاميين ورجال الأعمال الفاسدين وحتي الاتهامات لم تستثن عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية, وكذلك الفريق أحمد شفيق. وقد ردد عشرات المحتجين هتافات منها: الطنطاوي هو مبارك.. قول لي مين في الشعب اختارك وكل حاجة هية هية, والعصابة زي ما هية, وإحنا فهمنا الدرس كويس, عاوزين ريس, عاوزين ريس, والشعب مش حاسس بالتغيير, وثوار أحرار, هنكمل المشوار, وقول ما تخافشي, المجلس لازم يمشي, والعصيان المدني العام, ضد العسكر والطغيان, كما كتب علي لافتة كبيرة: ثورتنا مستمرة.. سلمية مدنية شعبية, وقد استغلت بعض الأحزاب الناشئة الفرصة لإعلان تضامنها مع شباب الألتراس وعائلات الضحايا. وفي غضون ذلك, تجددت محاولات بعض المتظاهرين لتحطيم الحواجز الخرسانية المؤدية إلي مبني وزارة الداخلية, بشارع منصور وبالفعل نجح بعضهم في فتح جانب بأحد هذه الحواجز, كما تكررت ذات المحاولات في شارعي الفلكي وفهمي, حيث ألقي شباب الألتراس الحجارة علي ضباط ومجندي الأمن المركزي المتمركزين أمام مبني الداخلية, كما ألقي بعض الشباب الحجارة والزجاجات الفارغة علي6 سيارات أمن مركزي بشارع صبري أبو علم الموازي لمنطقة باب اللوق.