ربما يكون حلما ذلك الوقت الذي أكتب فيه تلك السطور.. نعم حلم أن أهنئ الأهرام المسائي بعيدها الحادي والعشرين وأنا احد أبنائها بعد أن كانت الجريدة في الماضي القريب حلما مستحيلا. كما مستحيلات كثيرة بل محرمات علي من لايجيدون اللعب علي الحبل ومسح الجوخ.. واشياء أخري وقفت حائلا بين من لا يجيدها وبين دخول ذلك المبني العريق. في أواخر عام2000 دلني الأستاذ محمود عبدالكريم علي طريق الأهرام المسائي عندما لمحني أكتب قصة قصيرة وتطوع لتوصيلها إلي الأستاذ عبدالسلام فاروق( وكان مشرفا علي الصفحة الأدبية ولايزال) ولم أتصور لحظة ان القصة ستعرف طريقها إلي النشر في جريدة كنت أشعر نحوها بما لا أشعر به نحو أي جريدة أخري اتصفحها. لكنه حدث, وفوجئت صبيحة يوم ثلاثاء باسمي يذيل قصة بعنوان قارب الموت ومنذ ذلك اليوم واظبت علي النشر في صفحة الأدب حتي دخلت عالم الصحافة في مطلع عام2008 والتحقت باحدي الصحف الخاصة التي اغلقت ابوابها في وجوهنا بعد عامين فقط من صدورها, لأجدني في الأهرام المسائي احد افراد أسرة التحرير. مرت فترة ما قبل الثورة عصيبة, قضيناها( أنا وجمع غفير من زملائي) بلاحقوق, حتي تولي الأستاذ علاء ثابت رئاسة تحرير الجريدة فكان سباقا إلي استصدار قرار بتعيينا وعادت إلينا حقوقنا الضائعة. فكل عام والأهرام المسائي وأبناؤها بخير, أيتها الجريدة الحلم الذي أضحي حقيقة نعاهدك علي بذل المزيد حتي ترتقي سيدة عرش الصحف اليومية, نعاهدك علي أن تدومي صحافة قومية تعني بهموم القوم وافراحهم وتذود عن حقوقهم, بلا أجندات أو توجيه من احد سوي مصر وشبعها وعهدها الجديد.