عقد مساء أمس الاجتماع الثاني لمبادرة النهوض بالمسرح المصري التي أطلقها مجموعة من المسرحيين تحت عنوان نكون أولا نكون, للتغلب علي أزمة المسرح في المرحلة الخطيرة الحالية, وضبط مساره والعودة الي دوره التنويري في التنمية ونشر الوعي والتواصل مع الجمهور. وتسعي المبادرة الي جمع المسرحيين من كل الاطياف المسرحية علي هدف واحد فقط, وهو التغلب علي الأزمة بقطاعاته المختلفة سواء مسرح المحترفين البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية والمركز الثقافي القومي الأوبرا أو مسرح الهيئة العامة لقصور الثقافة ومسرح القطاع الخاص والمسرح المستقل أو مسارح الهواة ممثلة في المسرح الجامعي ومسرح مراكز الشباب ومسرح العمال والشركات ومسرح الأحزاب والفلاحين والمدرسي والكنسي والمراكز الثقافية والجمعيات الأهلية وفرق نوادي المسرح بالثقافة الجماهيرية وقال المخرج محمد عبد الخالق احد الداعين لهذه المبادرة: إن الاجتماع الثاني تمت فيه مناقشة كيفية تفعيلها بالامكانيات المتاحة ووضع خطة عمل وإصلاح سريعة لإنقاذ المسرح وخلق تيار مسرحي حقيقي, إلي جانب إقامة عدد من الفعاليات الموازية من خلال الاستعانة بالكيانات المسرحية التابعة للدولة لكنها غير ملزمة بقيود بيروقراطية مثل مركز الهناجر للفنون ومركز الابداع الفني. وأضاف أن المسرح مهدد بالخطر وبدأت بعض التيارات السياسية في استغلاله خاصة في الأقاليم, مشيرا إلي أن جماعة الاخوان المسلمين دعت عددا من الفرق المسرحية الفقيرة- التي ربما اهملتها الثقافة الجماهيرية- للعمل تحت مظلتها وبمنهجها في محاولة للسيطرة علي الفن وتوجيه رسائل معينة للجماهير. وقال المخرج هاني عفيفي: أي تحرك ايجابي مطلوب حاليا وبشكل سريع, لأن الوقت في مصر يمر بسرعة رهيبة, وإذا لم يدرك المسرحيون هذا سيخسر المسرح المصري ما لم يستطع تحقيقه من الاساس, وأضاف نحن بحاجة لاصلاح العقول قبل القوانين وتحقيق مكتسبات سريعة بخطوات ضيقة في هذه المرحلة الحرجة, رغم أن الوعي المصري الذي تم تدميره علي مدار60 سنة لن يعالج في ستة أيام. وتتضمن المبادرة عدة خطوات وهي أولا: إقتراح وتعديل وتفعيل القوانين واللوائح المنظمة للإبداع والثقافة, وحماية حرية الإبداع والفكر بشكل عام, وفي مجالات المسرح بشكل خاص, ثانيا وضع خطة لتوفير وتطوير الفضاءات المسرحية بشكل عام, وثالثا العمل علي تطوير النظم الإدارية وقدرات الفنيين والإداريين العاملين بالمجال المسرحي, وتطهيرها من الفساد والجمود, رابعا تنمية الإبداع والمبدع وحفظ حقوقه علي كل الأصعدة, وخامسا إعادة تنظيم العلاقة بين المسرح المصري والمنظمات الدولية والمحلية الداعمة له, سادسا وضع آليات خطة عمل لتفعيل هذه المبادرة مع كافة المؤسسات والهيئات والكيانات المعنية بالفن المسرحي وكل مجالات الفن والثقافة, في كل أقاليم مصر, سابعا السعي للتواصل مع كل المؤسسات الإعلامية ووسائل الإتصال نشرا للوعي بالثقافة المسرحية.