مازالت مشكلة المياه الجوفية بالإسماعيلية تهدد الأراضي الزراعية والمباني بعد ارتفاع منسوبها ووصوله لدرجة الخطورة, الأمر الذي يتطلب تدخل الاجهزة المعنية لتقديم الحلول المعالجة لها. خاصة أن المزارعين بدأوا يهجرون الأراضي ويبحثون عن أعمال أخري في ظل عدم جدوي حل هذه الأزمة الأهرام المسائي التقي عددا من المزارعين الذين يعانون من دمار المياه الجوفية. في البداية يقول محمد علي مزارع من منطقة أبوشحوتة بالتل الكبير أن المياه الجوفية تهدد منازلنا المقامة بالطوب اللبن والسبب في ذلك انسداد المصارف الفرعية التي تستقبل كميات كبيرة منها والأمر لم يقف عند هذا الحد بل وصل للأراضي الزراعية التي دمرتها المياه الجوفية نتيجة ارتفاعها وأصبح من الصعب التعامل معها بالأساليب البدائية وأصبحنا مشردين سواء من ناحية الإقامة أو عملنا الخاص في القطاع الزراعي ويجب علي اللواء جمال امبابي محافظ الإسماعيلية أن يضع هذه المشكلة علي رأس جدول اعماله. ويضيف عبدالله حسين مزارع يقيم في قرية أبوعاشور أن بعض المزارعين حاول أن يستفيد من الأرض بعد أن ارتفع منسوب المياه الجوفية داخلها, حيث اتجه لزراعة محصول الأرز الذي يحتاج وفرة من المياه لكن المسئولين عن الزراعة حاربوهم وذلك بتحرير محاضر لهم بغرامات مالية وعجز هؤلاء عن سدادها, مشيرا إلي أنه لابد من وجود حل لمشكلتنا المزمنة بوجه عام لأنها تفاقمت ووصلت لطريق مسدود وتحولت الأراضي لبرك ومستنقعات في وقت كانت تنتج فيه أجود أنواع المحاصيل. ويشير محسن فزاع من قرية الجزيرة الخضراء إلي أن منطقته من أكثر الأماكن تضررا بالمياه الجوفية نتيجة انسداد المصارف الفرعية دون إصلاحها سواء بالحشائش أو التعديات التي حدثت لها وهذا أدي لارتفاع المياه الجوفية بالأرض الزراعية وحاولنا نقل تربة جديدة للتغلب علي هذه المشكلة وتكبدنا أموالا طائلة ولم تمر سوي بضعة أشهر حتي عدنا لنقطة الصفر من جديد لقد ماتت المحاصيل التي نزرعها وأهمها القمح والخضراوات وللأسف لا يشعر بنا أحد من المسئولين عن المحافظة الذين راحوا يهتمون بقضايا فرعية. ويوضح أحمد السعودي مزارع من قرية البعالوة أن المياه الجوفية في مركز ومدينة التل الكبير لم تقف علي تلف الأراضي الزراعية فحسب وإنما المساكن والمنشآت الصناعية علي حد سواء ونحن نعيش علي برك من المياه والخطر يحوط بنا في أي لحظة وللأسف لايوجد في محيط منطقتنا سوي مصرف الوادي الذي عف عليه الزمن لأن الاحلال والتجديد لم يصل اليه بعد وجميع المصارف الصغري التي تصب فيه اغلقت فتحاتها لافتا الي ان المزارعين اضطروا الي تأجير الأرض الخاصة بهم لإقامة مزارع سمكية بشكل عشوائي يصعب بعدها تجفيف الأرض من جديد وضياع رقعة زراعية كانت تغطي احتياجات المحافظة من الخضر والفاكهة بكميات كبيرة. ويؤكد سليمان سلام مزارع في منطقة وادي الملاك ان السبب وراء ارتفاع المياه الجوفية في الأراضي الزراعية بالتل الكبير يرجع إلي مرور ترعة الإسماعيلية في المنتصف, حيث ترتفع مياهها9 أمتار عن سطح البحر وهناك مناطق استصلحها المستثمرين حديثا في أطراف المركز والمدينة لم يراعوا فيها الري بنظام التنقيط واستخدموا الري بالغمر وهو ما أدي لتسرب المياه ونزولها للأراضي القديمة وأصابتها بالتلف وهذه مشكلة يعرفها المسئولون عن القطاع الزراعي والتزموا الصمت نحوها. ويتابع محمود عبدالحق مهندس زراعي أن المجالس المحلية السابقة حذرت من توصيل الصرف الصحي لمنطقة العباسة علي محطة المعالجة الرئيسية لمدينة التل الكبير خوفا من تفاقم مشكلة ارتفاع المياه الجوفية إذا ما حدث انفجار أو عطل في بعض خطوط الصرف لاسيما أن طاقة المحطة15 ألف لتر/م يوميا وهو ما يهدد المواطنين ببرك من مياه الصرف الصحي وقتها سوف تحدث كارثة نحذر منها الآن بخلاف أن اصواتنا بحت لدي مختلف الأجهزة المعنية ضرورة أن تتحرك للحد من ارتفاع منسوب المياه في الأراضي الزراعية التي تحولت إلي مزارع سمكية وجزء أخر منها لزراعة محصول الأرز. ويطالب جمعة عبدالهادي مدرس أن تتحرك جامعة قناة السويس بما لها من خبرات في وضع حلول عاجلة لإعادة الأراضي الزراعية في التل الكبير لوضعها الطبيعي وفق دراساتهم العلمية للقضاء علي ارتفاع منسوب المياه الجوفية.