مشكلة خطيرة تواجه الآلاف من مزارعي البحيرة بسبب قيام البعض بزراعة الأرز في مساحات شاسعة من الأراضي غير المصرح بزراعتها بما يهدد بنقص مياه الري وعدم وصولها لنهايات الترع ونشوب مشاجرات بين المزارعين حول أسبقية الري بالإضافة إلي مشكلات الري بمياه الصرف وتلوث المجاري المائية. عن المشكلة يؤكد الشحات الغضابي مزارع أن أكثر من60 ألف فدان بزمام ترعة الحاجر بأبو المطامير وسيدي غازي مهددة بالبوار بعد قيام عدد كبير من المزارعين بعمل مشاتل لزراعة محصول الأرز بالمخالفة للتعليمات, موضحا أن أراضي المنطقة تعاني قلة مياه الري وعدم وصولها لنهايات الترع وفي حال زراعة الأرز تستأثر حقوله الموجودة في بدايات الترع بنصيب الأسد من المياه خاصة أن المحصول يحتاج إلي الري كل10 أيام. أشار غضابي إلي العائد المربح لمحصول الأرز بعد فتح باب تصديره للخارج وهو ما يجعل المزارعين يقبلون علي زراعته, موضحا أنه لا يعقل زراعة هذه المساحات الشاسعة في ظل ندرة المياه وعدم إمكان دق آبار ارتوازية في أبو المطامير والمناطق الصحراوية بسبب ملوحة المياه الجوفية بها مما يتطلب حلا حاسما للمشكلة قبل تفاقمها. أما أبو العلا النظامي عضو المجلس المحلي فيؤكد أن أهالي إدكو ورشيد يعتمدون علي مياه الصرف الزراعي بما تحمله من ملوثات الصرف الصحي والصناعي في ري أراضيهم البالغة مساحتها21 ألف فدان مزروعة بمحاصيل الفاكهة والموالح والخضراوات وذلك لعدم وصول مياه النيل التي تكفي لري أراضيهم, ويدلل علي ذلك بزراعات إدكو التي تعتمد علي مصارف حلق الجمل وكوم بلاج وغيرها وجزء بسيط من ترعة التبطين مشيرا إلي تلوث مياه الصرف وارتفاع نسبة الملوحة بها مما يضر بالزراعات خاصة في ظل عدم وجود صرف زراعي بها. ويطالب أبو العلا باستكمال ترعة التبطين وإعادة تشغيل الترعة القادمة من إدكو لحلق الجمل وإتمام مشروع الصرف الزراعي بالمنطقة والانتهاء من محطة طابية العبد والمصارف الخاصة بها. وفي أبو حمص يطالب عاطف شويعر عضو مجلس محلي بتحويل ماكينات الرفع الخاصة بمحطات خلط المياه في نهايات ترع أبو حمص إلي العمل بالكهرباء بديلا عن السولار لخفض التكلفة ومنع تعطل الماكينات تحت دعاوي عدم توافر السولار, كما يشير إلي تهالك شبكتي الصرف المغطي بمحلة كير رقمي(2,1) بعد إتمام مشروع آلي المطور وردم الترع الفرعية واستبدالها بمواسير مما أحدث تلفيات بمشروع الصرف التي تخدم6 آلاف فدان. وعن التلوث يؤكد المهندس الزراعي محمد الدرع خطورة إلقاء المواطنين المخلفات من الحيوانات النافقة والقمامة وغيرها في الترع, ناهيك عن شبكات الصرف الذاتية التي أقامها المواطنون بالعديد من القري للتغلب علي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وطفح المجاري, ويؤكد الدرع أن معظم هذه الشبكات تلقي بمياه الصرف مباشرة في الترع والمصارف علي الرغم من وجود مأخذ لمحطات مياه الشرب علي هذه الترع وهو ما يؤثر سلبا علي نوعية المياه التي تدخل المحطات, ويطالب بضرورة شن حملة تتبناها اللجان الشعبية والأحزاب السياسية وغيرها لتوعية المواطنين بالحفاظ علي المجاري المائية من التلوث.