وكما كان العرب قبل ظهور الإسلام يصنعون الآلهة من الحجارة والطين هذا إلهه في الحب وآخر في القوة وغيره للعطاء وهم يعلمون أنهم صانعوها بأيديهم ومع ذلك يعبدونها مع العلم انها لا تنفع ولا تضر ولا أعرف كيف كانوا يصدقون ذلك وهذا ثابت في كتب التاريخ. أما قدماء المصريين فكانوا ينصبون الفرعون ويقدسونه ويعبدونه مع العلم انه واحد من البشر مثلهم واختفي زمن الفراعنة مع ظهور الأديان السماوية وخصوصا الإسلام والظاهرة الجديدة هي ظهور فراعين صنعتهم الشعوب في المنطقة العربية في مصر والشام والعراق واليمن وتونس وليبيا. وتمت صناعتهم برضا أو بعدم رضاء الشعوب لأنهم استعملوا أمورا قمعية وأساليب سياسية ينفذها مأجورن أو مستفيدون وما أكثرهم وأصبحت المصلحة والفائدة المادية هي الأسلوب المتبع في كل الأمور وأصبح عندنا فرعون في كل جهاز أو مصلحة أو وزارة وهؤلاء الفراعين الصغار يستمدون قوتهم من الفرعون الكبير وكلهم لهم مداحون في كل مكان وفي كل أجهزة الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وأفاقت من غفلتها كل شعوب المنطقة وأطاحت بكل هؤلاء الفراعين وفي الثورة المباركة في مصر أطاحت بالفرعون وأتباعه وظهرت أحزاب وتجمعات وكيانات شبابية تبشر بالأمل في حب مصر ولكن وأنا أخاف وأخشي كلمة ولكن ظهرت فراعين ينتمون لتيار إسلامي متشدد وتبعهم كثير من البشر وهذا ظهر في نتيجة الانتخابات وارتفعت أصواتهم بأقوال وأفعال تسيء للإسلام والمسلمين وتدعو للتفرقة بين عناصر الأمة حتي مع الإسلاميين المعتدلين والثورة قامت لإنشاء دولة مدنية ذات مرجعية دينية وخير الأمور الوسط وأصبحت الأفكار والأقوال التي ينادي بها هؤلاء الفراعين وتنشرها الصحف ويقولون بلا أي تحفظ أقوالا لا أريد أن أكررها لأنها لا تصلح في دولة مدنية وفي جلسة حوار مع بعض الإخوان الموسيقيين وكلهم موسيقيون متدينون ولكنهم غير مقتنعين أو راضين عن هذه الفئة المتشددة والتي لا تعرف في الأمور السياسية والتي لا تصلح لإدارة البلاد والتي تحرم أمورا وأشياء كثيرة وكأنهم فئة مميزة تأمر وتنهي وخصوصا بعد نجاحهم في الانتخابات وأصبح لهم كيان تشريعي وأصبح التخوين والترويع والجنة والنار وأمور كثيرة هي لغتهم وقولهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه جماعة رأيتها في السعودية عندما كنت أعتمر وكان في شهر رمضان وكنت أشتري بعض المأكولات قبل أذان المغرب وتأخرت عند البائع بحيث أذن المغرب وأنا في الطريق وإذا برجل يحمل كرباجا ويجري ورائي لأني في الطريق وليس في المسجد فهل هذا الكلام يصلح في مصر أو في أي بلد متمدين اننا في الطريق لا نعرف المسلم ومن هو غير المسلم وهل ندعو للشعائر الدينية بهذه الطريقة ويا اخواتي واخواني الفنانين والموسيقيين لا تخافوا واعلموا أن الدين لله والوطن للجميع والعمل الشريف لا يملك أحد تحريمه وليس من المعقول أن نخلع فرعونا ليظهر في الساحة فراعين في ثياب دينية وأقول لهم الدين الاسلامي دين يسر والمطلوب أن تيسروا ولا تعثروا فالحياة وصعوبتها لا تحتاج للتعثير وتحتاج للحب والتسامح. والله ولي التوفيق