تحولت قاعة محكمة جنايات القاهرة بالتجمع الخامس عصر أمس إلي ساحة من البكاء والصراخ والعويل من قبل أهالي الضحايا عقب صدور حكم المحكمة ببراءة الضباط من تهمة قتل ذويهم. حيث أصيب أهالي المجني عليهم بصدمة فور النطق بالحكم ورددوا الهتافات الرافضة للحكم وهو ما دفع حرس المحكمة لإخراجهم من القاعة بعدما حاولو اقتحام غرفة المداولة التي بداخلها هيئة المحكمة. ومن هول الصدمة لم تستطع أمهات المجني عليهم السيطرة علي أعصابهن وقمن بسب هيئة المحكمة ومحامي الدفاع والمتهمين الحاصلين علي حكم البراءة والرئيس السابق حسني مبارك بألفاظ نابية مهددين بالثأر من المتهمين بالقوة بعدما اعتبروا أن المحكمة أهدرت حق أبنائهم. وعلي النقيض تماما تسابق أهالي وزملاء الضباط المتهمين الذين لم يحضروا الجلسة لإخبارهم بحكم البراءة بعدما ارتسمت الفرحة علي وجوه جميع ضباط حرس المحكمة الذين ابتهجوا لعدم إدانة زملائهم. كانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت أمس ببراءة أربعة ضباط وأمين شرطة بقسم شرطة السيدة زينب وهم كل من النقيب شادي محمد عبدالحميد والنقيب ايهاب عبدالمنعم الصعيدي معاون المباحث وعمر حمدي الخراط معاون المباحث والعقيد هشام لطفي محمد مفتش مباحث شرطة جنوب ومحمد شعبان متولي امين الشرطة الذين وجهت إليهم النيابة العامة تهمة قتل خمسة أشخاص والشروع في قتل6 آخرين من المتظاهرين يومي28 و29 يناير الماضي أمام قسم الشرطة. صدر الحكم برئاسة المستشار عاصم عبدالحميد نصر, بعضوية المستشارين عبدالمنعم عبدالستار وسامي زين الدين وأمانة سر ياسر عبدالعاطي ووائل فراج. أكدت المحكمة في حيثياتها الأولية أنه إعمالا لأحكام القانون وحسبما ورد بالتسجيلات التي عرضت علي المحكمة بالجلسة الماضية اتضح أن قيام المتهمين الأول والثاني بإطلاق الرصاص الحي علي من قاموا بمهاجمة القسم أنهما استخدما حق الدفاع الشرعي عن القسم وعن المنشأة المنوط بهما حمايتها وهو ما جعل المحكمة تستند إلي المادة304 من قانون العقوبات الخاصة بمادة الرأفة خاصة وأن المجني عليهم قاموا بمهاجمة ديوان القسم وإحراقه دونما سبب يستدعي ذلك. وأضافت المحكمة أنه فيما يتعلق بباقي المتهمين فقد ثبت من خلال المستندات التي قدموها وشهود النفي الذين أطمأنت لهم المحمكة بعدم وجودهم داخل ديوان القسم وقت اندلاع الأحداث. يذكر أن المحكمة كانت قد شاهدت بجلسة سابقة خمسة تسجيلات فيديو للأحداث استغرق عرضها نصف ساعة احتوت علي مشاهد لمقتل شابين أمام قسم شرطة السيدة زينب منهم الشهيد طارق مجدي الذي ظل والده يبكي ويصرخ وأظهرت المقاطع ضباط القسم أثناء قيامهم بإطلاق الرصاص من أعلي سطح القسم ويظهر في التسجيلات المتهم الأول وهو يمسك ببندقية آلية ويطلق منها أعيرة نارية. وأظهر فيديو آخر الأحداث من الناحية المقابلة للقسم, حيث تبين تجمهر العشرات من الشباب بعضهم يقوم بالتصوير والبعض الآخر يرشق القسم بالحجارة, بينما يظهر صوت أحد الأشخاص يوجه المتظاهرين قائلا لهم اضربوا علي القسم وبلاش الجراج, وكذلك صوت آخر يطلب من المتظاهرين إمداده بزجاجة مولوتوف, ويظهر في التسجيلات منع المتظاهرين وصول سيارة الدفاع المدني إلي مبني القسم لإخماد الحريق الذي شب به وإجبارها علي الرجوع, وأصوات أشخاص آخرين قاموا بتوجيه المتظاهرين لتهريب المتهمين المحبوسين في القسم. وخلال عرض التسجيلات أصيب أهالي المجني عليهم بحالة من البكاء والصراخ وقاموا بالدعاء علي الضباط المتهمين ودفاعهم. ومن الجدير بالذكر أن حكم الجنايات ببراءة ضباط متهمين بقتل المتظاهرين لا يعتبر هو الأول من نوعه فسبق أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة أمام دائرة مغايرة برئاسة المستشار جمال القيسوني حكمها ببراءة صبحي عبدالحميد أمين شرطة بقسم عين شمس المتهم بالشروع في قتل أحد المتهمين بعد أن تبين للمحكمة أن المجني عليه لم تبتر ذراعه, كما جاء بتحقيقات النيابة العامة.