يشهد العالم منافسة شرسة في عمليات اقامة السدود خاصة بعد التطورات الكبيرة والتكنولوجيا المتقدمة في عمليات التصميم والبناء للسدود حيث اكدت التقارير الدولية ان العالم انفق تريليوني دولار في القرن العشرين علي مشاريع إقامة السدود وان الصين وحدها تمتلك نصف سدود العالم, الكبري وتصدر خبرتها في الطاقة المائية إلي بلدان العالم النامية. وذكرت وكالة أنباء( شينخوا) في تقرير لها نقلا عن تقرير الهيئة العالمية للسدود التابعة للامم المتحدة انه بالرغم مما يشهده العالم من تطورات سريعة, وتيسير سبل الاتصال فإنه لاتوجد إحصائية دقيقة بعدد السدود في العالم, ويعتقد بأن هناك ما يزيد علي ثلاثمائة ألف سد في العالم, وتقوم الهيئة العالمية للسدود الكبيرةICOLD بعمل إحصائيات للسدود الكبيرة في العالم. و أضاف التقرير أن السدود الكبيرة هي التي يزيد ارتفاعها علي خمسة عشر مترا, أو التي تزيد سعة تخزينها علي مليون متر مكعب أو تزيد كمية التدفق في الوادي علي ألفي متر مكعب في الثانية. وطبقا لهذه الشروط فإنه يوجد في العالم أكثر من45 ألف سد كبير, ونصف هذا العدد موجود في الصين. وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الرابعة في الشرق الأوسط بعد كل من تركيا وإيران وسوريا طبقا لتصنيف عام1999 م. و أضاف التقرير أن عدد الدول التي بها سدود ضخمة20 دولة, وأن عدد السدود الضخمة50 سدا, ويوجد أكبر السدود بالصين وينتج22 الفا و500 ميجاوات ويبلغ عدد السدود الضخمة بالصين8 سدود. وكشفت الهيئة العالمية للسدود أن أول سد في العالم تم بناؤه علي نطاق واسع كان في مصر قبل أكثر من خمسة آلاف عام, وكان علي نهر النيل الذي يبلغ طوله من بحيرة فيكتوريا بوسط شرق قارة إفريقيا حتي البحر المتوسط6650 كيلو مترا. ولفت التقرير إلي إنفاق العالم تريليوني دولار في القرن العشرين علي مشاريع إقامة السدود التي تجعل60% من مجموع أكبر الأنهار في العالم البالغ عددها227 نهرا كبيرا مجزأة بالسدود والانحرافات والقنوات, الأمر الذي يؤثر سلبيا علي حالة البيئة وهجرة الأسماك والتربة الزراعية, فيما توفر السدود19% فقط من مجمل إمدادات الطاقة الكهرومائية وتتراوح نسبة الأراضي التي تعتمد علي ريها علي السدود ما بين30 و40% واشار التقرير الي ان الصين تمتلك نصف سدود العالم, الكبري وتصدر خبرتها في الطاقة المائية إلي بلدان العالم النامية. فالشركات والبنوك الصينية تنخرط الآن في صفقات بمليارات الدولارات لبناء47 سدا كبيرا في27 بلدا في العالم. واضافت( شينخوا) نقلا عن وزير الموارد المائية الصيني تشن ليه قوله ان الصين استثمرت أكثر من700 مليار يوان صيني( حوالي107.7 مليار دولار أمريكي) في انشاء المشاريع المائية خلال الفترة من عام2006 الي عام2010 وبما يعادل1.93 ضعف الخمس سنوات السابقة. وذكر تشن أن البلاد حققت انجازات كبيرة في مجموعة من المشاريع المائية الرئيسية في الخمس سنوات الماضية بفضل الاستثمارات الضخمة. وأضاف أنه تم انشاء وتوطيد السدود بطول17.08 ألف كيلومتر في البلاد خلال الفترة المذكورة وزيادة حجم تخزين المياه لخزانات المياه بمقدار38.1 مليار متر مكعب وزيادة قدرتها علي تزويد المياه بمقدار28.5 مليار متر مكعب. ومن جانبه قال مدير قسم ادارة الانشاء لوزارة الموارد المائية سون جي تشانج ان اصلاح نظام ادارة المشاريع المائية مهم وان أكثر من11400 هيئة في البلاد أكملت اجراءات اصلاح النظام. وتنشط الصين أيضا في جنوب شرق آسيا المجاورة, حيث تنخرط21 شركة صينية في52 مشروعا للطاقة المائية وفقاي لدراسة مسحية أصدرها العام الماضي منتدي تطوير وتنمية الطاقة الصيني الآسيوي. وفي لاوس أحد أفقر البلدان في العالم تقوم سينهويدرو التي بنت سد الأودية الثلاثة في الصين, ببناء سدين لتصدير الكهرباء إلي الصين وتايلاند المجاورتين. وعلي الصعيد ذاته فإن الصين ومدافعين عن الطاقة المائية, مثل اللجنة الدولية للسدود الكبري يقولون إن بناء السدود الكبري يساهم في رفع مستويات المعيشة في أفقر مناطق العالم فقد طورت إفريقيا8 في المئة فقط من قدرات الطاقة المائية لديها, وفقا للجنة. وبدوره قال لي رويجو رئيس بنك الصادرات والواردات الصيني: لا نريد أن يساء فهمنا. وأضاف نريد أن يعلم الناس أننا لا نؤذي البيئة وإنما نساعد الدول في التطور. وأن السدود كانت مكونا أساسيا من خطة وطنية للبناء والتصنيع وإزالة الفقر. وفيما يتعلق بتركيا قالت هيئة المياه الحكومية التركية إن البلاد تتوقع اجتذاب12 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية لإقامة وحدات جديدة لتوليد الكهرباء من مساقط المياه. تسهم الوحدات الجديدة أيضا في التخفيف من نقص إمدادات المياه في فصل الصيف. وفي الولاياتالمتحدة أقيم أول السدود الضخمة عام1936 وينتج2080 ميجاوت, حيث يوجد بها7 سدود. ويوجد أيضا في كندا8 سدود ضخمة, وروسيا7 سدود والقارة التي لا يوجد بها سد ضخم هي أستراليا.